كتب – محمد بناية :
عادةً ما تستخدم الولايات المتحدة الأميركية، والجامعة العربية، وتنظيم داعش وتركيا؛ تعبيرات متزامنة ومتشابهة في تقديم نظام الجمهورية الإيرانية كـ”راعي للإرهاب”. والحقيقة أن تشابه وتزامن وجهات النظر بشأن إيران ليس من قبيل الصدفة وإنما تعكس بوضوح أن الجميع يعاني مشكلة مشتركة هي “هزيمة داعش”!.. لكن الشئ الذي لا يحتاج إلى وضوح, أنه كان من المقرر وصول داعش إلى السلطة في دمشق وبغداد, ثم تحقيق أمنية الصهاينة القديمة في توسيع إسرائيل لتمتد “من النيل إلى الفرات” لكن الله آبى أن تنجح مخططاتهم. ولذا يستشعر الأميركيون والصهاينة المرارة ورأوا بأم أعينهم فشل أطروحاتهم، ومن غير المستبعد – وإن كان مثيراً للتعجب – تضامن الرجعية العربية وتركيا مع الأميركيين والصهاينة والشعور بالاستياء من فشل مخططاتهم. ويكشف الاجتماع الأخير لقيادات الجامعة العربية بالأردن عن مدى حقارة العالم العربي الذي عقد قياداته اجتماعات مطولة يبكون ويندبون هزيمة داعش وفشل مخططات رعاة الإرهاب، وقدموا إيران باعتبارها سبب هزيمة وفشل مشاريع الصهاينة في المنطقة.
يرعون الإرهاب ويتهمون إيران وجبهة المقاومة برعايته..
تلك الرؤية التي تبنتها إفتتاحية صحيفة “الجمهورية الإسلامية” الإيرانية في أحدث اعدادها، مضيفة بان “هذه الظاهرة في حد ذاتها، تنطوي على الكثير من المعايير القيمة التي تفضح من جهة جبهة أعداء الإسلام وعملائهم المحليين أمام شعوبهم، وتستعرض من ناحية أخرى قوة ونجاعة جبهة المقاومة بزعامة إيران. وهذا يمثل أوج حقارة ومهانة تركيا والعالم العربي، الذين وضعوا كل إمكانياتهم وقدراتهم في خدمة المشاريع الشيطانية، بل لم يتورعوا حتى بعد فشلهم في إعلان العداء ضد العامل الرئيس – يقصد إيران – لقوة الشعوب في المنطقة. وعليهم أن يعلموا أن التضامن والتماهي مع أعداء الإسلام، لم ولن يكون إطلاقاً مثار فخر لأي أحد. والقضية هنا أن الفضيحة المترتبة على إفشاء رهان جبهة الأشرار على الإرهابيين في المنطقة، تتعدى مجرد فشلهم في تنفيذ مخططاتهم. فلقد اعتقد جميع رعاة الإرهاب في سيطرة داعش قريباً على دمشق وبغداد، ولن يستطيع أحد بعد ذلك السؤال عن المسار أو السبل الشريرة التي ساعدت داعش في الوصول إلى السلطة. ولكن الآن وبعد فشل هذا المخطط الشيطاني، يشيرون بأصابع الاتهام إلى إيران وجبهة المقاومة واتهامها “برعاية الإرهاب”!
يجب تدقيق التاريخ لمعرفة من هو محارب الإرهاب الحقيقي..
وتمضي افتتاحية الصحيفة الإيرانية في التأكيد على انه “لابد من التدقيق بشدة هذه الصفحات من التاريخ المعاصر حتى تتعرف الأجيال الحالية والمقبلة على قيم وثقل جبهة المقاومة والمدافعين عن الحرم بشكل جيد، ويدركوا حجم التضحيات المبذولة فيما تم تحقيقه. وليكون وقوف أبشع أعداء الإنسانية مع جبهة رعاة الإرهاب, محل عبرة وعظة لكل شعوب وأحرار العالم. ويسعى أعداء الانسانية إلى نسبة كل جرائم الحروب المخجلة – وهم احق وأجدر بها – إلى الآخرين، ويدرجون أنفسهم كذباً وبهتاناً ضمن صفوف المقاتلين ضد الإرهاب. إن ثناء أميركا ترامب على المسؤولين السعوديين والعكس بزعم ما اعتبره الطرفان “كفاح ضد الإرهاب” يعتبر طرفة في هذه القضية ومسألة إفشاء الماهية الحقيقة للأفراد ممن لا يزالون إلى الآن ينهبون باسم الدفاع عن الإرهابيين. ورغم كل هذا فقد اعترف أعداءنا مجدداً بالحقيقة الكبرى وكشفوا بأدائهم على الساحة نجاح الجمهورية الإيرانية ومحور المقاومة الشعبية بالمنطقة في هزيمة داعش”.