بعض القرارات قد تغير مصير الشعوب، وتؤثر على المحيط الإقليمي والعالمي؛ لأننا نعيش في عالم، أشبه بالقرية الصغيرة، بفعل التطور التكنلوجي الذي نشهده اليوم.
من يتصور أن حادثة 11سبتمر أيلول في أمريكا،على مبنى التجارة العالمي، سيؤدي إلى سقوط أنظمة وتغييرها، في عالمنا العربي، كما حصل في الحملة الأمريكية على أفغانستان وإسقاط حكم طالبان وفي العراق إسقاط حكم صدام وإرتداده على زوال أنظمة عربية عديدة.
في تصريح للرئيس الأمريكي ترامب، قال أن أسوأ قرار في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، هو إسقاط صدام، والرجل قد يكون محقا، من عدة جوانب.
فصدام كان من الممكن أن يساومه الأمريكان، فيعطيهم ما يريدون، كما ساوموه في تسعينيات القرن الماضي، بعد دخول الكويت، وإندلاع الإنتفاضة الشعبانية، التي كادت أن تسقط نظام صدام، لولا التدخل الأمريكي في اللحضات الأخيرة، بعد أن أخذوا منه تنازلات كثيرة ومذلة، فوافق على جميع مطاليبهم؛ ليبقى في الحكم.
تكبد الأمريكان خسائر فادحة، بشرية، ومالية، وسياسية نتجة لتلك الحرب، فخسر الأمريكان (4000)قتيل، من القوات الأمريكية، وست أضعاف هذا العدد من الجرحى، فضلا عن الجنود الذين يعانون، من مشاكل نفسية، من تلك الحرب، ومن الخسائر المالية، بلغت تكلفة الحرب 1.7 ترليون دولار، إضافة إلى 490 مليار دولار، تمثل مستحقات قدامى المحاربين، وهي نفقات تنمو إلى أكثر من ستة ترليونات، في العقود الأربعة المقبلة، بعد حساب الفائدة، حسب معهد واتسون، للدراسات الدولية بجامعة براون الأمريكية.
والخسارة السياسية، تتمثل في تحالف العراق مع إيران، التي أجادت اللعبة، وأستثمرت المصالح المشتركة، العديدة بين البلدين، كالحدود الطويلة، والحالة المذهبية للأغلبية الشيعية، مع وجود العتبات المقدسة في العراق، والمصالح الإقتصادية الكبيرة بين البلدين، فكانت الجمهورية الإسلامية، من أوائل الدول التي إعترفت، بشرعية الحكم ما بعد صدام، مع أنه كان برعاية أمريكية، في الوقت الذي جفا فيه جميع العرب العراق، فأبتعدوا عنه، ودفعوا العراق أكثر إلى جاره الشرقي، فكان زوال صدام نصرا لإيران، وخسارة لأمريكا.
يعد قرار إسقاط صدام، هو أفضل قرار، إتخذه الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش، بالنسبة لغالبية العراقيين المتضررين، من حكم صدام، ممن ذاقوا ويلاته، وظلمه، وجوعه، فجعل الأغلبية يحكمون، بعد أن كانوا محكومين منذ 1400عام.
فالعراقيون بعد صدام، إستعادوا حريتهم، وزاد دخلهم المعيشي، وأنفتحوا على العالم، فاليوم تصلنا أحدث التكنلوجيا، في مجال الإتصالات، والنقل ،والسفر، والدراسة، وغيرها نعم ليس الحال ورديا، بل هناك كثير من المشاكل، التي سببها الدول المتضررة، من تغيير المعادلة الظالمة، التي تحكم العراق، وبعضها بسبب السياسيين، الذين تولوا السلطة، بعد أن إنتخبهم الشعب، وكرر إنتخابهم لدورات متتالية، فالشعب أيضا هو أيضا، جزء من المشكلة، التي نعانيها اليوم، فالسياسيون يعكسون واقع هذا الشعب.