كتب جميل الربيعي : ليس من السهل أن يفرط “داعش” في عاصمته “بسهولة”، إذ أن ذلك يعني انتهاء وجوده في العراق، وسط ترجيحات بأن تشترك قوات برية أجنية في عملية تحرير الموصل، في حين يتحدث أمنيون وسياسيون عن تحشيد قوات عسكرية كبيرة لبدء العملية؛ فهناك 4200 مقاتل في أربيل ينتظرون إعلان بدء العملية، اضافة الى متطوعين عرب في مخمور والكوير، فيما يقول نواب عن نينوى انها بحاجة الى “قرار سياسي” من حكومتي بغداد وأربيل، معتبرين أنه بتحرير سنجار تمت “السيطرة على خاصرة الموصل، وعلى شبكة مهمة من الطرق لتمويل داعش”.
ويقول خبراء أمنيون إن معركة الموصل لن تنجز قبل تطهير الانبار بالكامل، لأن القطعات العسكرية، ستحتاج الى تأمين المواقع الخلفية.
ويعتبر النواب تحرير سنجار “لا علاقة له بمعركة نينوى”، إذ ان وجود “داعش” في ذلك القضاء القريب من أربيل كان “رمزيا”.
لكن خبراء ومختصين في شؤون الجماعات المسلحة، لا يرون في عملية سنجار “مدخلا لتحرير الموصل”، مبينين أن “بوابة تحرير الموصل تبدأ من سهل نينوى”.
ويتوقع الخبراء ان تبدأ العملية من جهة مخمور والكوير، او من جنوب نينوى باتجاه الشرقاط نحو القيارة”.
وفي 13 تشرين الثاني الجاري، تمكنت قوات البيشمركة من تحرير قضاء سنجار بالكامل، بعد عام على احتلاله من قبل “داعش”.
وتقول النائبة جميلة العبيدي عن محافظة نينوى، ان تحرير سنجار “ليس له علاقة بعملية الموصل”، مضيفة أن وجود “داعش” في سنجار “كان رمزيا”
وتابعت العبيدي في حديث لـ”العالم”، امس الأربعاء، ان “معركة سنجار كانت متوقفة على قرار سياسي من حكومة الاقليم”، معتبرة أن الظروف التي تعيشها كردستان في الوقت الحاضر سارعت في اتخاذ ذلك القرار.
وتلوّح العبيدي بصعوبة استرجاع الموصل، قائلة ان “داعش” يعتبر المدينة عاصمته في العراق، وخسارتها تعنى انهاء وجوده في العراق.
وترى العبيدي أن من الخطأ اعتبار تطهير سنجار من “داعش” بداية لانهياره وبوابة لتحرير الموصل.
وذهبت العبيدي الى انه من المحتمل ان تشارك قوات أجنبيّة، ربما بشكل غير مباشر في معركة الموصل، بعد ان عدت “الهجوم على المدينة اكبر معركة في تاريخ العراق الحديث”.
واختتمت العبيدي بان الوعود والتصريحات والتطمينات التي يطلقها الكثير من المسؤولين الكبار في الحكومة، بشأن موعد تحرير الموصل وأنه اصبح وشيكاً “تفتقر للجدية والمصداقية”، مشيرة الى ان تحرير الموصل يحتاج الى “قرار سياسي وليس عسكريا”.
وذكر الناطق الرسمي باسم قوات التحالف الدولي في العراق ستيف وارن أن تحرير سنجار هو بوابة لتحرير الموصل، مؤكداً أن الحكومة العراقية كانت على علم بهذه العملية وأن طيران الجيش نقل عدداً من جرحى البيشمركة.
وأكد العقيد وارن خلال لقاء مع عدد من وسائل الإعلام، مواصلة قوات التحالف دعمها للقوات العراقية والوقوف معها في الحرب على “داعش”، مبينا ان تحرير سنجار يعد أمرا مهماً، لأنه يقطع حلقة المواصلات الرئيسية بين الرقة والموصل، ويحد من قدرة “داعش” على نقل المقاتلين والمؤن والتجهيزات بين هذين المحورين.
هشام الهاشمي، الخبير الاستراتيجي والمختص في شؤون الجماعات المسلحة، استبعد هو الآخر ان “تكون عملية تحرير سنجار مدخلا لتحرير الموصل”.
وتقع سنجار غرب محافظة نينوى، وشمال ناحية القيروان التابعة لقضاء البعاج، الذي تسكنه عشائر عربية.
وأوضح الهاشمي في اتصال هاتفي مع “العالم”، امس الاربعاء، انه “لا يوجد طريق يربط بين القوات المشتركة وقوات البيشمركة الا من جهة كركوك وهذا بعيد جدا”.
ويؤكد الهاشمي ان “بوابة تحرير الموصل تبدأ من سهل نينوى”.
وتابع ان “هناك احتمالا بان تبدأ عملية التحرير من جهة مخمور والكوير، او من جنوب نينوى باتجاه الشرقاط نحو القيارة”.
وذهب الهاشمي الى أن “معركة الموصل لن تكون سهلة، لان التنظيم يعتبرها عاصمة له”.
ونوه بان “قوات الناتو والاميركان لا يريدون ان يغامروا بإشراك قوات برية في العراق”، فيما يرى ان “مشاركة الحشد الشعبي ستكون لها أهمية كبيرة في معارك جنوب الموصل حتى منطقة القيارة، أو ما سيتفق عليه لاحقاً”.
واشار الهاشمي الى ان “هناك 4200 مقاتل نظامي في أربيل جاهزون لعملية نينوى، بالاضافة الى الحشد السني في مناطق مخمور والكوير”.
ويستبعد الهاشمي البدء بمعركة الموصل قبل تحرير الرمادي، التي عزا تأخر تحريرها الى “الظرف المناخي، وعدم وجود عدد كاف من القوات الخاصة المهيأة للاقتحام”، لكنه يرى ان اعلان تطهيرها بات وشيكا.
من جانبه، اعتبر عبد الكريم خلف اللواء المتقاعد والمحلل العسكري، ان “سنجار تعتبر خاصرة الموصل، وتسيطر على شبكة من الطرق المهمة التي يستخدمها داعش في الدعم اللوجستي”.
ويرى خلف في حديث لـ”العالم”، امس الاربعاء، ان “داعش انسحب من اهم شريان للموصل، وعارضة مسيطرة على الاراضي المحيطة”.
ويشكك خلف بأن يفرط “داعش” بمعاقله بسهولة؛ إذ أن تحرير سنجار، تم خلال 24 ساعة وبدون مقاومة، وبالتالي فإن خلف اعرب عن اندهاشه من “نتيجة المعركة” التي اعتبرها “أمرا مدبرا”.
وأوضح خلف ان “داعش يعتبر سنجار خط الدفاع الاول عن الموصل”، كما انها “خط الوصل بين سوريا والعراق”.
وفي حين استبعد خلف تدخل قوات اجنبية برية في تحرير نينوى، طالب الحكومة الاتحادية باستخدام كل ثقلها العسكري لاسترجاع المدينة.
ويؤكد خلف ان “معركة الموصل لن تبدأ قبل تحرير الانبار”، عازيا ذلك الى ان معركة الموصل “تحتاج الى تأمين خلفيات القطعات المهاجمة، وهذا لن يكون الا بعد تامين الانبار وقطع خطوط امداد داعش”. وشدد على ضرورة “مشاركة الحشد الشعبي في معركة الموصل”.