بعد أن أصبحت المؤسسات الجامعية معقدة ومتشابكة وفيها كثير من الضوضاء والغموض الإداري، فان القيادة الإبداعية تمثل مطلبا للارتقاء برسالة الجامعة والوصول بها إلى حسن الأداء. إن ثقافة المؤسسة الجامعية لا تقل أهمية عن توفر الإمكانات المادية والقدرات التكنولوجية للمؤسسة، وتعتبر علاقات العمل والعاملين والقيم السائدة في مجتمع الجامعة أهم عناصر المحتوى الإداري والثقافي الذي يجب التركيز عليه،وخاصة حينما ينضم خريجوها إلى سوق العمل،وكل ذلك يستوجب أن تقوم على قيادة وتوجيه حركة المؤسسة الجامعية إدارة مبدعة تستوعب متغيرات العصر، وتلم بالأساليب الحديثة في الإدارة الإبداعية، التي يلزم تطبيقها في مؤسسات التعليم العالي متطلبات أساسية، لتسهم في تحسين جودة العمل الإداري والأكاديمي.
متطلبات تطبيق الإدارة الإبداعية في مؤسسات التعليم العالي:
هناك عدد من المتطلبات الإدارية الواجب توافرها في البيئة التنظيمية للمؤسسات الإبداعيـة، يجملها الباحث فيما يلي:
* دعم و التزام الإدارة العليا.
* إعادة صياغة الإستراتيجية الإدارية للمؤسسة التعليمية.
* التخطيط الجيد ذو الأهدافِ الواضحةِ، والمعايير، والنَتائِج القابلة للقياس.
* انسجام أنشطة إعادة إجراءات العمل مع أهدافِ العمل.
* تبني نظام مؤسسي يقوم على المشاركة في السلطة، واتخاذ القرارات.
* أن يكون التدريب واجباً وظيفياً ومتجدداً لكل العاملين بالمؤسسة التعليمية.
* إعطاء أسبقية متميزة للبحث والتجريب.
* اعتماد نظم تكاملية في العمل ومعايير موضوعية لتقويـــم الأداء .
* الميل للتنظيم اللامركزي في الإدارة بالقدر الذي يحقق قدراً مطلوباً من الاستقلالية والمرونة في التنفيذ.
* تأمين التمازج والتكامل والتفاعل بين المؤسسة التعليمية من جانب، ومختلف المنظمات والمؤسسات في المجتمع من جانب آخر.
* تأصيل دور القيادة الإدارية في تهيئة المناخ التنظيمي للإبداع.
* تبني مجموعة من القيم والمبادئ التي تنمي التوجهات الإبداعية والعمل على وضعها موضح التنفيذ.
* العمل بصورة دائمة ومتجددة على تنمية وتطوير الهياكل والأنظمة وأساليب العمل بما يؤمن الإسهام والمشاركة في السلطة ويحفز على العمل الجماعي ويشجع على البحث والتجريب والمبادأة والتجديد والإبداع.
هناك عددا من المتطلبات الأساسية التي يمكن تساعد على تفعيل عمليات الإدارة الإبداعية في مؤسسات التعليم العالي،ومنها:
* اختيار القيادات الإبداعية المؤهلة أكاديميا وإداريا.
* توفير الدعم المادي والمعنوي، وخلق المناخ المناسب للإبداع.
* تشجيع وتبني وتجربة الأفكار والأبحاث الإبداعية داخل وخارج المؤسسة التعليمية.
* مشاركة الطلاب، وأعضاء هيئة التدريس في صنع القرارات الأكاديمية والإدارية في المؤسسة التعليمية.
* منح وتفويض الصلاحيات الإدارية اللازمة لجعل العمل أكثر مرونة، والعاملين أكثر كفاءة وفاعلية.
معوقات تطبيق الإدارة الإبداعية في مؤسسات التعليم العالي :
إنّ الميل والنزعة الطبيعية في الأفراد وخصوصاً أصحاب القرار، هو الجنوح إلى البقاء على ما كان، لأنّ العديد منهم يرتاح لأكثر العادات والأعمال الروتينية التي جرت عليها الأعمال وصارت مألوفة لأن التغيير بحاجة إلى همّة عالية ،والابتكار بطبيعته فيه الكثير من التحدّي والشجاعة لذلك فمن المهم جداً أن يعتقد الأفراد أن أعمالهم الإبداعيّة ستعود بمنافع أكثر لهم وللمنظمة ، كما أنّها ستجعلهم في محطّ الرعاية الأكثر والاحترام الأكبر.
وفي كثير من الأحيان يواجه المبدع كثيراً من المعوقات داخل بيئة العمل تحول دون انطلاقه وتحبط من روحه المعنوية، ومنها:
* رفع شعار الحرص على المألوف، ويتمثل ذلك في مقاومة الجهات الإدارية للإبداع أو التغيير لوضع اعتادوا عليه.
* هيمنة المركزية الشديدة والتقليد على الكثير من القيادات الإدارية،مع افتقارها للنظرة الحديثة التي يصبح القانون فيها إطاراً للحركة وليس مقيداً للإبداع، مع جمود الأنظمة واللوائح والتشدد الكبير في تطبيقها.
* ميل الرؤساء إلى التردد في إعطاء مرؤوسيهم مسؤوليات للقيام بأعمال جديدة لتعويدهم على الإبداع في مواجهة المشكلات.
* الافتقار إلى معايير ومؤشرات واضحة للأداء.
* عدم وجود قيادات إدارية مؤهلة تدرك أهمية الإبداع والتطوير.
* عدم تهيئة الفرص التدريبية الكافية التي تتيح الإطلاع على الأساليب الحديثة في حل المشكلات أو الإدارة، والتي تتيح الفرصة لتنمية الإبداع.
* التقويم المتسرع للأفكار والحكم عليها بالفشل دون إتاحة الفرص لتجريبها.
كما ان هناك عددا من معوقات الإدارة الإبداعية، ومنها:
* استخدام أسلوب التفتيش اليومي على الموظفين.
* إهمال الأفكار الجديدة والمبتكرة.
* عقد الاجتماعات الكثيرة.
* التمسك بالبيروقراطية.
ونجد أن هناك العديد من معوقات تطبيق الإدارة الإبداعية في مؤسسات التعليم العالي،ومنها:
* عدم اقتناع الإدارة العليا بأهمية التغيير،وتشجيع الأفكار الإبداعية الجديدة.
* القبول بالنمطية والتقليدية في الإدارة والنتائج المتحققة.
* عدم وجود خطة سنوية تسير عليها المؤسسة التعليمية،وإن وجدت فهي تقليدية، أو موجودة على الورق فقط.
* الإيمان بأساليب الإدارة المركزية، والبيروقراطية الإدارية الجامدة.
* صعوبة تعديل اللوائح والأنظمة، والخوف من مخاطر وتبعات تعديلها.