الحديث هنا يتمحور حول التصعيد الإعلامي لوسائل الإعلام البريطانية والأمريكية حول الإيحاءات المسبقة لوجود عمل ارهابي تسببّ في سقوط او اسقاط الطائرة الروسية التي اقلعت من مطار شرم الشيخ مؤخرا , مع ضرورة الأخذ بالإعتبار أنّ ” الإعلام الغربي المعروف بالحياد ” , يغدو موجّهاً وبوضوح كلّما تخوض الدول الغربية صراعاً دولياً ما , او تكونُ طرفاً في ازمةٍ عالمية , واذا ما تجاوزنا ” زمنياً ” موقف وسائل الإعلام الأمريكية والبريطانية إبّانَ حرب سنة 1991 , وحرب عام 2003 الذي كان منحازاً بالمطلق لحكومتي ” بوش الأب والأبن + توني بلير ” , فأنَّ هذا ” الإعلام ” الذي ما انفكَّ وما برحَ منذ اليوم الثاني لسقوط الطائرة الروسية في سيناء , يوغل في نشر وبث افتراضاتٍ وسيناريوهاتٍ احتمالية لأسباب ذلك السقوط والتي تُجمع ” دونما استثناء ” على أنّ عملاً ارهابياً كان وراء سقوط او اسقاط الطائرة , مع التركيز ” الإعلامي ” على أنَّ سبب انفجار الطائرة كان ” داخلياً ” اي بأختراقٍ أمنيّ للأجهزة المصرية التي تتولى تفتيش حقائب المسافرين , اكثر منه من سيناريو او افتراضية اطلاق صاروخ من من قِبل ارهابييّ الأخوان المسلمين الذين بايعوا داعش , والذي تمَّ تسويقه ” اعلاميا ” في البداية , لكنه لمْ يُباع ولمْ يُشترى .!
هذه الحملة الإعلامية الغربية الإستباقية والتي ” اشِرنا لها في مقالةٍ سابقة مؤخرا ” بأنها تأتي في سياق الحرب النفسية ضدّ روسيا جرّاء نزولها ” جوّاً ” الى الساحة السورية واختطافها الأضواء على الصعيد الدولي , وكنتيجةٍ او سببٍ ! لهذا التسرّع والإندفاع في هذه الحملة , فأنَّ القائمين عليها او الموجّهين لها ” من خارج ميدان الإعلام ” , فأنّهم لمْ يأخذوا في الحُسبان او الميزان < او القُبّان ! > بأنَّ النتيجة النهائية للتحقيق في سبب سقوط او اسقاط الطائرة الروسية ” والتي يبدو فيما يبدو انها ستتأخر او يجري تأخير الإعلان عنها ” , فأنّه حتى لو ثَبُتَ أنَّ الإرهاب كان وراء ذلك , فأنّه ليس من مصلحة روسيا ولا من مصلحة مصر الإعلان او الكشف عن ذلك .! , وطالما أنّ الطائرة المرحومة قد سقطت وانتهت , فأنّهُ دبلوماسياً وإعلامياً لمصلحةِ كلا روسيا و مصر , القول او الإعلان أنّ سببَ وفاة الطائرة وركّابها يعودُ لإسبابٍ تقنيّه .!