في العراق ثرثرة في السياسة وتجارة أصبحت المنطقة الخضراء مركزا لها بعيون وأذان أمريكية وحضور أسرائيلي عبر سفارة العاملون فيها عشرون ألفا ؟
في العراق الكل يتكلم في السياسة كما يتكلم دعاة ألآبراج وقارئو الفنجان والكهنة الذين يخدعون جمهورا ويخسرون الحقيقة ؟
كلمات السياسة تجدها في البيت عند سهرات العوائل , وتجدها في المقهى , وفي الشارع وعند باعة الخضار والملابس المستعملة وفي ألآسواق الشعبية , وعند سائق التكسي وعامل البناء ومصلحي السيارات , وفي المدرسة والجامعة , والحوزة وألآعلام بفضائياته وصحفه وأذاعاته , وفي المسجد , وعند قراء المجالس الحسينية , وفي ألآحتفالات الصوفية , وفي المواقع ألآلكترونية والفيسبوك ولكن على طريقة كل يدعي وصلا بليلى وليلى لاتقر لهم بذاك ؟
السياسة في العراق : ثرثرة , وتجارة وليست علما , ولذلك فشلت جميع أحزاب العراق بأستثناء حزب الدعوة ألآسلامية في مرحلة التأسيس وبداية ألآنتشار , أقول ذلك لا مجاملة ولا تحيزا , ولست لآني من المساهمين في مرحلة أنتشار حزب الدعوة ألآسلامية رغم أني توقفت عن العمل الحزبي الخطأ عام 1984 , فحزب الدعوة ألآسلامية الذي أسقطه من عمل بأسمه ولم يتحلى بمبادئه من الذين شاركوا في الرقصة الحزبية وغوايتها بعد 2003 , فحزب الدعوة ألآسلامية في مرحلة التأسيس وألآنتشار قدم موسوعة فكرية ليس للعراق ولا للعرب والمسلمين ولكن للبشرية كافة من خلال مؤلفات فلسفتنا , أقتصادنا , البنك الاربوي في ألآسلام , وألآسس المنطقية للآستقراء التي طرح فيها مؤسس حزب الدعوة ألآسلامية محمد باقر الصدر نظرية التوالد الذاتي لتفسير المعرفة البشرية وبذلك أصبح عند فلاسفة المعرفة هو ألآب والمعلم الحقيقي للمعرفة البشرية بعدما ظل أرسطو يتربع على عرش المعرفة ألآف السنين , وعند صدور كتاب ألآسس المنطقية للآستقراء في السبعينات سأل فيلسوف مصر زكي نجيب محمود السيد محمد باقر الصدر قائلا له : لمن كتبت هذا الكتاب ؟ فقال له السيد الصدر : حتى يبدأ الغرب يأخذ منا ؟
وألآحزاب العراقية التي أفتقدت فيها ” ألآعلمية في التصدي ” حتى أصبحت عرفا وممارسة يومية منذ الثلاثينات , بل منذ قيام الدولة العراقية برعاية بريطانية مرورا بمرحلة ألآربعينات والخمسينات حتى أنقلاب عبد الكريم قاسم الرجل الوطني ألآستثنائي الذي لم يكن حزبيا , لذلك راح ضحية ألآحزاب التجارية التي أصبح ألآرتباط بالخارج عندها مبررا ومحكوما برغبتها في الحصول على السلطة بأي ثمن ؟
ونتيجة فقدان مفهوم ألآعلمية , وألآصلح بثوابت الفكر لا بدعايات الحزب أصبحت أحزاب الستينات والسبعينات عبارة عن مغامرات ومؤامرات فطفى على سطح ألآحداث الجهلة والضالون والمعقدون وأصحاب الكراهية وذو الميول الطائفية , وفي الثمانينات أنحسر العمل الحزبي بسبب أرهاب السلطة وعدوانيتها , فأصبح حزب البعث حزب صدام حسين هو الذي يفرض ولائه بالقوة والبطش وألآعدام , وأدى تصدر الجهلة الذين يعرفون ثرثرة السياسة ولا يعرفون علم السياسة الى موت الثقافة وموت المؤسسة التعليمية والمؤسسة الصحية وموت المؤسسة العسكرية والقضائية وتوقفت الصناعة وماتت الزراعة وأمتد الخراب لينال من قيم ألآنسان العراقي أيام الحصار ألآقتصادي حتى سقط العراق كما تسقط تفاحة نيوتن؟
وفي أعوام ما بعد 2003 ظهرت أحزاب السلطة وظهر أغبياء ألآحزاب مشتركين في رقصة المايسترو ألآمريكي ؟
وظهر ما يسمى بمنظمات المجتمع المدني وهي ربيبة لمنظمة التنمية ألآمريكية , ومثلما كان رؤساء تجارا بالسياسة حتى بلغ عدد ألآحزاب حسب أحصائية ألآمم المتحدة ما يزيد على أربعمائة حزب ؟ وكان المدعو بول بريمر الذي سمي بالحاكم المدني ألآمريكي للعراق يقول لبعض رؤساء العشائر : شكلوا أحزابا ؟ وقد راجعني بعض رؤساء العشائر طالبين مني أن أكتب لهم نظاما داخليا لحزب وعندما أسألهم لماذا ؟ يقولون : قال لنا بريمر ؟ ولم يعرفوا أن بريمر يريد أن يضحك عليهم ويسقطهم بنظر عشائرهم لآن رئيس العشيرة لايحتاج الى تشكيل حزب لآن الولاء الحزبي يظهر بسرعة ويموت بسرعة , بينما يظل ولاء العشيرة النسبي دائما .
وبلغ عدد منظمات المجتمع المدني أكثر من الفين منظمة مسجلة , أغلبهم لادراية لهم بعلم السياسة ولا نصيب لهم بالثقافة ألآجتماعية وأغلبهم يسعى لتعويض نقص شخصي وأخر يسعى للحصول على المال , وقد ألقيت محاضرات في ندوات منظمات المجتمع المدني في بغداد , وكنت أتأمل وأراقب العاملين في منظمات المجتمع المدني فلم أجد فيهم من هو يعمل لمصلحة وطنية أو لهدف أنساني ؟ مما جعلني أقول رأيي مبكرا بمنظمات المجتمع المدني التي لانصيب لها في المجتمع العراقي الذي لازالت فيه ألآسرة والقبيلة , ونجاح منظمات المجتمع المدني في الغرب هو بسبب أختفاء ألآسرة والقبيلة ؟
وسياسو أحزاب السلطة الفاشلون حسبوا أن المجتمع العراقي سيكون مستقبلا مجتمع منظمات المجتمع المدني كما صرح بذلك أبراهيم الجعفري فأضاف بذلك الى فشله الحزبي والحكومي فشل فهم المجتمع , ومعه في الفشل أياد علاوي الذي يقول : أذا تم أطلاق سراح سلطان هاشم وزير الدفاع أيام صدام حسين فستتم المصالحة الوطنية ؟ ورجل يفهم المصالحة الوطنية بهذه الطريقة المجوفة هو لايختلف عن المدعو عامر الخزاعي ومحمود السعدي وفالح الفياض الذين نسبوا للعمل في المصالحة الوطنية وهم غير مؤهلين لذلك حدث العكس حتى كانت ما يسمى بساحات ألآعتصام التي كانت تنشد فيها داعش ” نحن تنظيم أسمنا القاعدة ” ؟ ومن غباء الجعفري وعدم وفائه تخليه عن حزب صعد بأسمه الى مجلس الحكم والى الحكومة والبرلمان وتأسيسه لما يسمى بتيار ألآصلاح الوطني الذي لم تتحقق فيه صفة التيار ولم يتحقق فيه مفهوم العمل الوطني فكان مثله كمثل الذي يستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير ؟
ومن غباء أياد علاوي قوله : أنه لايعرف داعش , ولايوجد شيئ أسمه داعش ؟ وزاد في مفارقته للسياسة العراقية وفي مقاربته لحكام السعودية وعربان الخليج أنه أيد التحالف السعودي لقتل الشعب اليمني ؟
ومن غباء أحمد الجلبي أنه أبن عائلة ثرية ولها مصالح في لبنان وألآردن وسويسرا قبل أن يؤسس له حزب برعاية أمريكية وبدعم مالي قيمته 360 ألف دولار شهريا كان أحمد الجلبي قادرا على تمويله دون الحاجة للآمريكيين الذين ورطوه وضحكوا عليه أكثر من مرة حتى قطعوا عنه معوناتهم المالية لحزبه لآنهم أكتشفوا أن له روابط مع أيران وروابطه مع أيران تحولت الى صفة مخابراتية بحجة التدريب على ألآنتخابات ؟
ومن غباء أحمد الجلبي أنه كان يمتلك معلومات عن فساد البنوك ومراكز الصيرفة في العراق وألآردن حيث خلية غسيل المال العراقي ولانه كان رئيس اللجنة المالية حتى وفاته ألآ أنه من خلال لقاءاته ألآخيرة مع فضائية الحرة عراق في أيلول وفضائية العراقية كان يغص بمعلومات كثيرة لايعرف كيف ينظمها كبيانات وأدلة حتى أصبحت المعلومة لديه عبارة عن ثرثرة جلبت له خصوما أضافة الى خصومه القدامى , فأحمد الجلبي صاحب المال الكثير بسبب أخطائه في حزب فاشل وفاسد وفي برلمان فاشل وحكومة فاشلة ودخوله في كتلة فاشلة وفاسدة جعله من المشمولين بالفساد ولا يستطيع أحد الدفاع عنه حتى وافته المنية وذهب بين يدي رب غفور رحيم ؟
وصالح المطلك من صف أغبياء أحزاب السلطة فرغم وجوده مع حكومة سلطة ألآحزاب ألآ أنه لم يقطع علاقته بجماعة معسكر أشرف وهم ألايرانيون المعروفون بأسم ” مجاهدي خلق ” وعند الشعب ألآيراني يسمونهم ” منافقين خلق ” وهم من جلبهم صدام حسين لآستعمالهم كأداة ضد الجمهورية ألآسلامية في أيران , وغباء سياسيو أحزاب السلطة جعلتهم يهتمون بالجانب التجاري من السياسة فكلهم لهم فضائيات وكلهم لهم شركات ومقاولات وأغلبهم يمتلكون بنوكا ومراكز صيرفة فأسامة النجيفي من سياسة الخيول مع تجار جدة السعوديين الى ألآنضواء تحت خيمة السلطنة العثمانية التركية بزعامة أوردغان الذي يعتبر سامري عصره كما كان الحسن البصري سامري المسلمين مثل سامري عجل اليهود في زمن موسى عليه السلام .
وغباء سياسيو أحزاب السلطة لايحتاج الى دليل فمن يعين محافظا أميا ومزورا لشهادة , ثم يصر على ترشيحه في قوائمه ألآنتخابية ليصبح نائبا , ومن يعين وزيرا عليه فضيحة مصرف الزوية ومن يسكت عن أشكالية شركة فلاي بغداد التي أخذت حقوق شركة الطيران العراقية ومن يرشح لآمانة بغداد من دعا الى ما يسمى بمهرجان ألآلوان ألآباحي ؟ ومن كان يتباهى بحمله لنعش المغنية عفيفة أسكندر ومن يرشح لوزارة الشباب والرياضة من لايعرف تطلعات الشباب ومفهوم الشباب ومعنى الرياضة ؟ من يفعل كل ذلك وغير ذلك من مصادرة عقار المواطنين وعقارات الدولة بحجج غير مبررة قانونيا وأخلاقيا ؟
ومن يرشح للبرلمان وللحكومة من كان يعرف عند العراقيين المقيمين في لندن بنشال شارع كرومويل لايمكن أن يكون ألآ غبيا , ويعمل بالسياسة عمل التجار على طريقة شايلوك ؟
ومن يؤسس دكانا ويسميه حزبا ليسرق النفط في البصرة وليحتكر التعيينات في الوزارة التي يحصل عليها بالمحاصصة ويعين خريج حاسبات وزيرا للعدل ؟ هذا الصنف من أحزاب السلطة يسقط نفسه قبل أن يسقطه ألآخرون ؟
كل ما مر معنا وهو قليل من كثير أنما يكشف الوجه التجاري للسياسيين العراقيين من أحزاب السلطة الذين لايعرفون غير الثرثرة , وغير التجارة المحرمة التي أبتعدت عن مفهوم ” أحل الله البيع وحرم الربا ” ؟