تفاقمت هذه الأيام عمليات سرقة كبيرة في وضح النهار للرواتب ومكاتب الصيرفة والمواطنين ، وهؤلاء لا بد أن يكون لديهم قنوات مع الدولة بهياكلها المتشابكة والعشوائية وفروعها وأغطيتها ، والا ما كانت لديهم تلك الجرأة ، وبأمكان هؤلاء اللصوص الفرار بكل هدوء ، ربما باستقلال سيارة (كيّة) ركاب ، فجهاز الأمن لدينا مشلول بالكامل !..
فألى أين نلتفت ؟ فلا شيء يقف ندا للفصل العشائري الجائر الظالم ، وقد غاب عنه الحق والمنطق والنخوة والعدالة والعُرف ، فراح ضحيته عدة أطباء ، بعد ضياع القانون ، وفقدان هيبة السلطة ، أو تفشي ظاهرة من يرمي نفسه أمام السيارة ، ليطالب بفصل عشائري ، فيؤدّيه صاغرا لعلمه أن القانون ميّت !….
أم الأخبار المرعبة عن البنك المركزي الذي يديره المتخلفون ، ومسألة أفلاس الدولة الوشيك ، وأنهيار الدينار دراماتيكيا ، لأرتباط اقتصادنا حصرا بسعر برميل النفط ، فلا تنمية ولا زراعة ، ولا صناعة ، ولا استثمار !..
أم ارتفاع الأسعار العمومي ، ورفع دعم الدولة عن كل نواحي الحياة ، وبدلا من ذلك توجهت بكل ثقلها الى الجباية !..
وفي تقرير لمنظمتين تعنيان بشؤون الصحافة ، بيّنت أن نسبة الأفلات من عقوبة قتل الصحفيين تبلغ 100% ، وسبب ذلك بسيط ، أن الدولة ، هي المسؤولة ! .
أم هجرة الشباب ، وهم يقعون في مصيدة تجار الأعضاء البشرية ، أو الموت غرقا في بحار الغربة المظلمة .
الحكومة الروسية حصلت على خفايا استيراد السيارات الى الدواعش والدول المتورطة في ذلك وهي السعودية وقطر والأمارات ، والأردن ، ولم تكلف وزارة الخارجية نفسها عناء مجرد أحتجاج عند سفارات تلك الدول ، فضلا عن قطع العلاقات الدبلوماسية معها ، واستغلال ذلك لمصلحة البلد ، في كل المنابر الدولية ، والقنوات الدبلوماسية .
طائرات مشبوهة تهبط في مطار بغداد ، مليئة بأسلحة وكواتم ، فهل سمعتم أن ثمة قوات نظامية تستخدم الكواتم ؟ ، وأترك لكم الاستنتاج ، عن الوجهة النهائية لهذه الأسلحة ، مثلما ترك جيش الفضائيين ، أسلحة لا يحلم بها الدواعش ، توجهت الى صدور ابنائنا ! ، السيد العبادي يأمر بمصادرة الشحنة ، لكن الطيارتين عادتا ادراجهما ، ضاربة قرار أعلى رأس في العراق عرض الحائط ، كيف لا يستحق من يدّعي السيادة الوطنية ، أن نلقمه بحجر ؟!
لم تبق مؤسسة ولا قطاع ولا وزارة ولا مفصل ، الا أصابه السوفان والتسوس والشلل ، فحتى جامعاتنا التي كانت تعد أرقى جامعات الشرق الأوسط ، صارت خارج المعايير الأكاديمية ، من أصل 170 جامعة ! .
غرق هذه السنة يختلف عن غرق السنة لماضية ، فعلى الأقل ، كنا نجد عجلة هنا وألية هناك في اليوم التالي ، وكنا نضحك على تصريحات أمين بغداد السابق وان كانت سمجة ولكن ما شهدناه هذا العام ، يبين أقصى درجات الأهمال والأستخفاف بالمواطن ونكبته ، فقد مرت عدة أيام ، ولم تزل بغداد غارقة ، ودخلت هذه المرة وزارة الكهرباء في أذكاء المأساة ، فقد قتل أكثر من 20 مواطن صعقا بالكهرباء ، بسبب العشوائية والترقيع وأعمال الصيانة اللامتقنة بالشبكات الكهربائية .
أحزاب ضد أحزاب ، تيار ضد تيار ، سياسي يقرع سياسي ، بل صراع ضمن كتلة واحدة ، الكل تتناطح مع البعض ، ولا ندري ، من يؤلف الحكومة ؟ ، من صاحب القرار ؟ الكل تهاجم الكل ، يتحدث الجميع بلغة العمومية ، ولم يجرؤ أحدهم على طرح اسم واحد مشبوه !.
يظهر السيد العبادي وهو يشكو الفساد وقلة المال ، وخواء الخزينة والسرقات وأقول :هذا شأنك يا سيدي ، ليس شأني ، انا الضحية ، وأنت الحاكم الملزم بالدفاع عني ، والحفاظ على حقوقي ، هذه وظيفتك وواجبك وليس وظيفتي ، فلديك الأليات والوسائل والقانون والتفويض (مني) لأيقاف هذه المهازل ، فلم يعد البلد على كف عفريت ، فقد انسل من بين أصابع هذا العفريت الأرعن الى أتون مشتعل ، انها مسألة وقت فقط ، وقت قصير جدا !…