15 نوفمبر، 2024 10:39 م
Search
Close this search box.

لماذا يريد الدعاة إزاحة العبادي

لماذا يريد الدعاة إزاحة العبادي

لم يحدث من قبل ان تحرك الدعاة باتجاه إسقاط احد رموزهم كما يعملون الان للإطاحة برئيس الوزراء الدعوجي حيدر العبادي منذ ان تقمصها أولا إبراهيم الجعفري وتلقفها في الثانية نوري المالكي لدورتين متتاليتين ودون خجل او حياء.

أمر إقالة او تغيير الدعاة لم ولن يكون الأول ولكن نجاح كتلة القانون بإزاحة واراحة العبادي هذه المرة  سيكون السابقة الأولى لان من تم تغييرهم من قبل لم يكن بأسلحة كتلتهم إنما بأسلحة الكتل الأخرى،فالجعفري كان تغييره بطلب من الكتل الكردية والعربية السنية بعد أدائه الباهت رغم ألوان الفسيفساء واطر الشفافية المثالية التي انتهجها فكان ان استجاب التحالف الوطني في حينه للطلب بعد مماطلة استمرت لثلاثة أشهر فجاء من بعده نوري المالكي الذي أكمل دورة الجعفري وألحقها بدورة أخرى ليست من استحقاقه توقفت أيضا بعد إن رفض الجميع هذه المرة المشاركة في حكومة يرأسها المالكي رغم المغريات التي قدمها الرجل للراغبين بحكومته فجاء العبادي ولم يكن أسوئهم .

وللحقيقة فان العبادي ليس رجل المرحلة ولن يكون منقذا لوطن لم يعد فيه شيئا نقيا ينطلق منه لفلترة الوضع الفاسد حتى وان تم تزويده بمصل القوة والشجاعة والاستمرارية لان هذه الأمصال لن تكون مفيدة خاصة وان الشجاعة والقيادة لا تمنح إنما هي مكتسبة وبالفطرة.

ورغبة الدعاة التي اتضحت أخيرا وأعلنت جهارا نهارا لتغيير العبادي ليس لها علاقة بالعراق ووضعه ومستقبله إنما هي نتاج سياسة فاسدة مستمرة يتبعها الدعاة من اجل ديمومة نهجهم ولو أردنا محاكاة زمن المالكي وزمن العبادي لوجدنا ان ما قام به العبادي لا يأتي بمعشار ما جاء به زمن المالكي من مفاسد ولو اطلعنا على ما طرحه الدعاة في ورقتهم لصاحبهم  من تفرد ومخالفة للدستور وتعيينات بالوكالة لما كان نقطة في بحر مخالفات المالكي المرعبة.

ان رغبة الدعاة بعودة زمن المالكي هو الفاعل الأول للتقليل من هيبة العبادي ومحاولة إقصائه،لكن طريق المالكي لن يكون في يوم من الأيام موصولا بما يريد حتى وان تناغم هذا مع موقف خجول لإطراف محلية وإقليمية لان مواقف العبادي وارتباطاته الدولية وطبيعته لا زالت تمنحه الأفضلية المطلقة في الداخل سياسيا وفي الخارج دوليا حتى وان رغب عنه العراقيين كونه لا يمتلك كاريزما القائد ولا جلجلة الخطيب.

ان على الدعاة ان لا يستعجلوا الرحيل فهم في كل الأحوال سائرين الى الأفول ومن الغباء ان يقطعوا حبل وصلهم بأيديهم لان منطق العقل يقول ان السنوات التي مضت منذ عام 2003 وحتى يومنا هذا او حتى نهاية فترة العبادي على ابعد تقدير هي كافية لان تختم بختم النسيان على مرحلة سيتذكرها الجميع كلما تم الحديث عن الفساد والفشل والضياع.

 

أحدث المقالات

أحدث المقالات