22 نوفمبر، 2024 8:37 م
Search
Close this search box.

لُعبة التغيير وسياسة التسقيط

لُعبة التغيير وسياسة التسقيط

قد كان التغيير هدفاً ولا يزال، أثناء الدعاية الإنتخابية الماضية، وحظي بمباركة المرجعية الدينية العليا، التي كانت تنشده سابقا في خُطَب الجمعة، ولا زالت مستمرة بإنتهاج هذا النهج في بناء البلد، لم يكن الأمر مجرد حملة إنتخابية لكسب الأصوات أو وسيلة للإطاحة بالخصوم السياسيين، وفي وقتها كان العراق يتجه نحو المجهول .
في ظل فشل جميع الخيارات المطروحة على أرض الواقع، مع تعاظم المشروع المخابراتي الدولي، الذي كان يسعى بشكل أو بآخر، تمزيق البلد وبسط سيطرته عليه بالكامل، وللأسف قلة من أدركوا حقيقة هذا الأمر، فسارعوا لإيصال هذه الحقيقة للآخرين، لكن حُب السلطة والجاه، منعهم من الإستماع لهذه الحقيقة المُرة في إفشال هذا المخطط، ولا مجال لتبرئتهم فربمّا كانوا من ضمن أدوات هذا المشروع الخبيث، بعد نجاح تشكيل الحكومة، التي ما كانت لترى النور لولا مطالبة المرجعية للكتلة الحاكمة حِينَئِذٍ، بتغيير الوجوه التي لم تجلب الخير لا للبلد ولا للعباد، تشكلت الحكومة والعراق يواجه خطر الإفلاس بسبب إنخفاض أسعار النفط إلى ما دون 45$، وإنهيار تام في مؤسسات البلد، ووضع أمني سيّء، مع سقوط عدة محافظات بيد داعش الإرهابي ( الصنيعة الدولية )، وكان سببه تغلغل الفساد الإداري والمالي في المؤسسات الأمنية، وفساد العقيدة الوطنية عند بعض القادة العسكريين، مع الدعوات التي أطلقتها المرجعية بضرورة الإصلاح، أي إصلاح ما أفسدته تلك الحكومات .
الحقيقة إننا نعيش تركة الحكومات السابقة، التي فشلت فشلاً واضحاً وجلياً، وبعد كُل ما جرى الآن وبشكل غير مسبوق،  يتحامل بعض السياسيين والإعلاميين، على عرَّاب التغيير كما يصفونه هُم، ألا وهو السيّد عمار الحكيم، الذي كان من الأوائل الذين لبوا نداء المرجعية بضرورة التغيير، فبعد التي واللتيا نجح مع إخوته الوطنيين، بتحريك دفة التغيير، والسير بالعراق إلى بر الأمان، لكن في الأونة الأخيرة؛ ويشكل غير معهود، طفت للسطح حملات تسقيطية يشنها بعض من يدعي الإنتماء إلى مؤسسة الإعلام، وظاهر الأمر إنّ هذه الحملة، هي إمتداد لحملات سياسية سابقة للنيل منه .
وهنا لابد من معرفة لماذا هذا التحامل عليه؟، في واقع الأمر، إن العراق مقبل بعد سنة ونيف على إنتخابات مجالس المحافظات، ونحن نعيش حملة إنتخابية مبكّرة، حيث لابد من حرق ورقة السيد الحكيم بين الشعب، حتى لا تنجح كتلته السياسية من الحصول على شيء في الإنتخابات القادمة، فتارة يتهمونه بإحتقار أهل الجنوب ويقولون إنه صعد على رؤوسهم، وهذا مردود عليهم، لأن واقع الحال يختلف عما هو عليه، فهو من السابقين للمطالبة بحقوقهم، وطرح عديد من المشاريع التي من شئنها تغيير واقعهم المعيشي، لكن من رفض هذه المشاريع كان يخشى منه كما أنتم الآن تخشونه، وترتعد فرائصه كما ترتعد فرائصكم منه أيضاً، ويلفّقون تهمك أخرى مضحكة .
الإعلامي فلاح الفضلي والفيحاء التي يملكها محمد الطائي ( عضو كتلة ” المواطن ” سابقاً )، هؤلاء لم يحصلوا على شيء من الحكيم، وتعالت بعد ذلك أصواتهم، السؤال الذي لابد من طرحه، أين كُنتُم سابقاً؟ ولماذا هذا التهريج كله الآن، والإجابة واضحة للعيان أنهما بحثا عن إستفادة ما، ومثلاً ( وزارة النفط أو النقل، أو قناة البصرة الفضائية، أو محطة تعبئة وقود في النجف غير قانونية )، وما كان تحت العباءة مخزي .
هاجموا الحكيم أنّى شئتم، ومتى ما حلا لكم ذلك، لغيركم فشل ولا يزال يحاول، ومن قبله قد نال حتفه بعد 35 من التربع على حكم العراق، وآخرين حاول وبائت كل محاولاتهم أيضا بالفشل، ستفشلون وستذهب ريحكم، السيد الحكيم يمتلك تياراً شعبيا كبيراً، لن تستطيعوا على إقناعهم بالتخلي عنه، مهما وضعتم من أكاذيب رخيصة، لا يصدقها حتى المجنون فهو يمتلك عقلاً تفوق عقولكم، سيبقى الحكيم شامخاً، وسيبقى قصر الجادرية يقيم المناسبات الدينية التي أرعبتكم وأفقدكم صوابكم .

أحدث المقالات