23 نوفمبر، 2024 10:12 ص
Search
Close this search box.

المصطلحات الشعبية الدارجة تغزو الشارع العراقي

المصطلحات الشعبية الدارجة تغزو الشارع العراقي

مما لاشك فيه ان الحفاظ على اللغة العربية امر ضروري ومهم لانها رمز لهويتنا ووجودنا ، وما يعاني منه العالم العربي اليوم هو الانقراض اللغوي البطيئ لانه لم يستطيع الحفاظ على لغته الام واتباعة الوسائل الكفيلة بذلك ، ومنها القرآن الكريم هذا الصرح الالهي العظيم ، وما حل بلغتنا هو بسبب هجرنا للكتاب الالهي المقدس ولاننسى ان القرآن الكريم هو الذي وحد اللهجات العربية بوثيقة واحدة ، ثم توالت الحملات العارمة لمحاربة هذه اللغة بدءآ من المغول اللذين جاؤا ليغرقوها وقذفهم للكتب في نهر دجلة الا انها اللغة العربية لم تغرقها مياة دجلة العارمة ثم جاء نابيلون يريد محوها فلم يستطع ، وعقدت مؤتمرات باريس لمحو اللغة العربية من الجزائر الا انها بأت الفشل ، وكان الفضل في الحفاظ على اللغة الحركات والاتحادات التي نشأت في العهود الاخيرة لخلافة الدولة العثمانية مثل (حركة الاتحاد والترقي) حيث كانت لهذه الاتحادات الفضل في التصدي لمحاولات الغرب في الانقضاض على رمز وحدتنا لكن ما حال لغتنا العربية اليوم على وجة التحديد في العراق ؟! يغلب على المجتمع العراقي اليوم لغة السوق وتراجع دور العائلة في الحفاظ على اللغة العربية في ظل التطور وتطلعاتهم الاقتصادية التي لا حدود لها على حساب القيم والمبادى والانسان ويصبح الحديث عن الحفاظ على اللغة تخلف ولا نستغرب ان نجد بعظهم يتحدث عن تخلف العربية في الوفاء بمتطلبات العصر ومستجداتة الثقافية والتكنولوجية وفي الحقيقة ان اللغة لا تتخلف انما يتخلف اهلها ، من اهم الاسباب التي ترجع الى عدم الاعتماد على اللغة العربية الفصحى هي وسائل الاعلام ، بعد ظهور العديد من البرامج الحوارية التي يكون الاعتماد فيها على اللهجات المحلية للدولة صاحبة البرامج . بالاضافة الى البرامج التي اتخذت من الفواصل والغناء اساسآ لنجاحها ومن المعلوم ان لكل مجتمع ايديولجية خاصه به بكونها حصيلة فكرية تقوم على تصوير شامل للوجود وتنبثق من مجموعة من العقائد والقيم المتصلة بتراث حظاري معين فترسم اطار حركة جماعية معينة ، لكن ماذا حل بأيديولجيتنا ياترى بعد الاحتلال ؟! بعد الغزو الامريكي للعراق عام 2003 تغيرت الكثير من النظم والمبادى بل دخلت مبادى جديدة ومصطلحات لم نسمع بها من قبل ، كان لمطبخ الولايات المتحدة الفضل في تقديم هذه المصطلحات كوجبات سريعة لابناء الشارع العراقي ناهيك عن المصطلحات السياسية او غير السياسية التي شاع استخدامها بعد الغزو على الرغم من جهالة الكثيرين بهذه المصطلحات كالتكنوقراط والعولمة والاجتثاث والعدالة والمساواة …ألخ وغيرها الكثير من

المفاهيم التي اقرتها الامم المتحدة ولم تلتزم نفسها في تطبيقها قد يكون الغزو الامريكي للعراق سببآ من اسباب تغيير اللهجة . اما السبب الاخر فهو الغزو الالكتروني الذي اقتحم بيوتنا بدون مقدمات او سابق انذار بدءآ من جهاز الستلايت والاقمار الاصطناعية انتهاء بمواقع التواصل الاجتماعي ، لنجد الجميع يغرد على تويتر ونشر البوستات على صفحات الفيسبوك حتى ” الدفان علي العمية ” اصبح لدية حساب في فيسبوك ليشاهد متابعية أخر ما توصل اليه من ديكورات للقبور وما استوردة هو من انواع مختلفة من الاحجار والمرمر لبناء القبور ، صديقنا علي العمية ليس وحدة من انشأ حسابآ فهادي فريح صاحب بسطيه لبيع الخصار في السوق هو الاخر انظم حديثآ للفيسبوك . وامرأة كبيرة في السن صاحبة وكالة لتوزيع المواد الغذائية هي الاخرى انضمت لموقع الفيسبوك الذي يشغل الناس اليوم ويقدمونه على امورهم العائلية والشخصية لتخبر الناس بموعد استلام المواد الغذائية وما وفرته وزارة التجارة من مواد غذائية لهذا الشهر وتجيب على التعليقات التي تردها بهذا الخصوص ، المشكلة لا تكمن هنا عزيزي القارى فمن حق كل الاشخاص ان يحصلوا على حساب في فيسبوك ، تويتر او اي موقع اخر لكن المشكلة تكمن في عدم الاستخدام الصحيح لهذه المواقع ، حتى اصبحت المواقع ساحات للجدل والنقاش الطائفي والتعصب المذهبي والتصعيد السياسي لتجد احمدآ يشتم زيدآ وزيد يرد عليه بشتيمه اخرى ويفور غضبآ في تعليقاته وماهم في الحقيقة الا رجال كيبورد يختفون وراء شاشاتهم او اجهزتهم المحمولة ويقذفون ويشتمون الناس ، أما بالنسبة للمصطلحات التي يكثر استخدامها في فيسبوك فهي لا تعد ولا تحصى وسرعان ما يتم استهلاكها في الشارع العراقي ، ونجد الاطفال يرددون هذه المصطلحات والكلمات التي لا تليق بأعمارهم كالببغاء ، فالمصطلحات كثيرة تظهر حسب التطورات التي تحصل بالبلد او حسب قضية معينه تشتهر في الفيسبوك . أذ سرعان ما تزول هذه العبارات وتظهر كلمات وعبارات جديدة ومن هذه المصطلحات التي اشتهرت في الشارع العراقي بل وفي العالم (الا طحين) فهي عبارة احد ابناء الحشد الشعبي الملقب بأبي عزارئيل رسالة منه الى داعش بأن نهايتهم على يدة وعلى يد ابناء الجيش والحشد الشعبي ، وبعد ذلك اشتهرت عبارته المشهورة (الا طحين) وكأنما خلدها التاريخ لنجدها بشكل ملصقات على سيارات التكسي وحافلات النقل والمحلات العامة حتى طلاب الجامعات في حفلاتهم التنكرية ارتدوا أكياس الطحين ووجوههم مغطاة بالطحين وحملوا عبارة (الا طحين) فهذه الكلمة اصبحت معروفة ومشهورة والجميع يرددها كبارآ وصغارآ ، شخص اخر اشتهرت ألفاظه وعباراته في الشارع العراقي عن طريق موقع الفيسبوك يدعى “مصطفى الحجي” يتجول في شوارع بغداد ويحمل معه عصا سيلفي ويقوم بتصوير فيديو سيلفي في كل مكان يتواجد فيه ويبدآ بمقدمتة ( ياني مصطفى الحجي ، يو يو

، يعني مصطفى الحجي ، بغداد أمن وأمان ) وفي كل جملة يتحدث بها يضع امامها كلمة “يعني” . بالاضافة الى البرامج والمسلسلات وما تحمله من مصطلحات غريبة وعجيبة ليتم تداولها بين افرار الشعب العراقي هذه البرامج والمسلسلات غير الهادفة التي تعرض على قنوات هدفها المنفعه والربح المالي وكسب الجمهور بأي وسيلة كانت ، اضعفت بدورها من اللغة العربية الفصحى وجعلتها عرضه للانقراض هذا التراجع اللغوي وكثرة استخدام المصطلحات الشعبية والدارجة يشير بدورة الى تراجع القيم والمبادى فالشعب العراقي لم يحافظ على ايديولجيته الرصينة والعريقة اصبح متقلب الاراى والافكار اذا سرعان ما تجد الكثيرين من الاشخاص يغير من مبادئة وافكارة بين ليلة وضحاها بعدما كان يدافع عنها بقوة ومهما حصلت من تغيرات فأن اللغة العربية لا تتخلف وانما يتخلف اهلها .

أحدث المقالات

أحدث المقالات