الصراع السياسي والعسكري والطائفي في العراق جعله ارض خصبة لتدخل غالبية الدول الكبرى والاقليمية و بات عبارة عن ساحة لتصفيات حسابات دموية بين هذه القوى،حيث تطور الامر في الاونة الاخيرة الى القيام بعمليات سرية لم يعلن عنها في وسائل الاعلام او الاروقة السياسية لانها تعتمد على السرية المطلقة،الكشف عنها يحتاج الى بحث طويل ،لكن بشكل عام هذه الامور لا يتم مناقشتها سوى في اروقة كبار المسؤولين بدرجة وزير فما فوق ،الا ان الحصول على مؤشرات للاعمال السرية في البلاد يتم من خلال تسريبات من هنا وهناك،اخر هذا الاعمال ما تم الكشف عن بشكل”اضطراري” عن العملية الاميركية في الحويجة بمحافظة كركوك،حيث كانت تستهدف حسب وسائل الاعلام عناصر من تنظيم”الدولة الاسلامية” وتخليص رهائن اكراد، المتمعن بهذه العملية يجدها ذات طابع “سري للغاية”رغم اعلانها في اللحظات الاخيرة ،هنا نتسائل لماذا تجازف واشنطن بمثل هذه العملية الخطرة ؟هل هي لسواد عيون”الكرد” ام لامر اخر له وجه ثاني بعيد عن ماهو معلن، كتاب صدر حديثا في الولايات المتحدة بعنوان ” التاريخ السري للعمليات الخاصة المشتركة ” في العراق كشف عن عمليات شبيهة بقصة”الحويجة” المرعبة فقد اكد الكتاب أن قوات ما يسمى بـ ” الدلتا ” الامريكية الخاصة كانت تقوم بعمليات اغتيال لأشخاص مطلوبين للجيش الامريكي بواسطة عبوات ناسفة محلية الصنع توضع في طريق او في سيارات الاشخاص المعنيين. واشار الى انه على عكس عمليات الاغتيال التي كانت تتطلب تفجير السيارات عن بعد كانت هناك عمليات تتطلب أن يقوم الضحية بتشغيل السيارة وقيادتها مما يتطلب وجود عميل يقوم بمراقبة الهدف والضغط عن بعد لتفجير السيارة وقد تم عن طريق هذه العمليات تنفيذ الكثير من الاغتيالات في بغداد ووسط وجنوب العراق بشكل خاص. صحيفة نيويورك بوست قد قالت من خلال عرضها للكتاب وتم ترجمته للعربية مؤخرا ان”الحرب في العراق كان جزء منها حرب بالوكالة بين الولايات المتحدة ودول اخرى وان القوات الخاصة الامريكية كانت تقوم بعمليات اغتيال سرية دون أن
يلاحظها حتى محققي وكالة الأف بي آي الامريكية” .ان دور “الدلتا”يسير جنبا الى جنب مع السي أي أي ،حيث لكل طرف له”وجهته المستقلة”في عملياته بالغة”السرية” في العراق التي لو تم الافصاح عنها لتفجرت فضائح قد تطيح بكبار زعمائنا السياسين الذين يتشدقون بحب الوطن ليل نهار في تصريحاتهم النارية.