23 ديسمبر، 2024 10:58 م

قواعد ذهبية للخلاص

قواعد ذهبية للخلاص

ليس جديدا ان تفيض بغداد ومحافظات العراق كافة، ونعيد إحتجاجنا مستنكرين على أمانة بغداد كسلها، وهي بالمقابل تعيد الأعذار نفسها، مع تغيير طفيف، مستفيدة مما تجود به الأحداث، من وقائع.. الإرهاب مرة وداعش وشحة التخصيصات،  مرات.

لم نحتج على الكسل؛ كي نلقى إعتذارا؛ لأن العذر نوع من إلتماس للتسامح بشأن في طريقه للمعالجة، ولو أن الأمانة عالجت في كل يوم منهولاً واحداً، في بغداد، ومثلها بلديات المحافظات، لأنجزت مجاري الأمطار التي تفيض تلقائيا، عندما تشعر بغيم في السماء.

إذن ذكرى علوش.. أمينة بغداد، غير معنية بتقديم أسباب طفح المجاري الذي يتكرر، حفظنا الأعذار بصدقها وكذبها، إنما يراد معالجات، تنهي المشكلة، حتى لو تبرع كل واحد من أعضاء مجلس النواب بنصف راتبه لشهر واحد فقط؛ ليبلغ الرقم مليارا و640 مليونا، وهو مبلغ كاف لحل مشكلة المجاري في عشر دول وليس العراق فقط!

 

قوى ناعمة

لكي لا نقع في مشاكل دائمة “نطمس” فيها، و”تعال يا خالي شيلني” فلنضع قواعد ذهبية، تحل المعضلات العالقة منذ 2003 لحد الآن، من دون أن يفكر أحد بالسعي لحلها، لأن الجميع مشغول بالمال العام… هدرا وليس توفيرا!

أتأمل غرق منطقتنا، التي يفترض بها (راقية عشتو) داعيا الله.. سبحانه وتعالى لإنزال ملائكته لإنقاذ النازحين؛ فهو حسبهم وليس سوى العناية الإلهية لهذا البلد شفيعا في ظل إهمال الحكومة لحقوق المواطن؛ فيتداعى في رأسي تيار وعي حر.

وللإنصاف، هي لا تطالبه بواجباته بالمقابل!

بلد يمكن للحكومة، لو أرادت العمل، حل مشاكله بعصا سحرية، لكن كل ينهب من جهته، مفكرا بالسطو على الجهة المقابلة، ولا مكان في خطط عمله لأداء المهمة الوزارية المناطة به!

تسفر تأملاتي من نافذة تطل على الخراب، عن أربع قواعد ذهبية، ما زالت تسهم في صنع الحضارات.. تواليا، منذ ولادة السيد المسيح.. عليه السلام، الى الآن، هي “الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر” و”عامِلوا كما تحبوا أن تعامَلوا” و”ثقة لا صداقة” و”المصالح الدائمة ابقى من الصداقات الزائلة”.. الأولى عماد الإسلام والثانية سلوك مسيحي والثالثة سياق عمل صحفي والرابعة ستراتيجية سياسية، لكنها بمجموعها، لو نظمت بيد القوى الناعمة.. سلميا؛ لصححت عمه الـ “مذبذبين بين ذلك، لا الى هؤلاء ولا الى هؤلاء”.

فالقوى الناعمة، التي تضغط على الحكومة بالقصيدة والقصة والعمود الصحفي والتقرير التلفزيوني والمقطوعة الموسيقية واللوحة التشكيلية والعرض المسرحي والفيلم السينمائي، كي تقوم أداءها المنحرف، قادرة على ان تتحول الى عمل مسلح، يقتحم أسوار الـ “green Zon” يعزل المفسدين وينصب عقلاء،… رئيس الجمهورية إعلامي ورئيس الوزراء فنان ورئيس مجلس النواب أديب، أما الوزراء والنواب، فأكاديميون يتم إختيارهم بموجب التخصص الدقيق بالمناصب،…

 

عقارب ضبعام

“وجوه يومئذ ناعمة” تؤسس دولة الأحلام.. المدينة الفاضلة.. اليوتوبيا، التي لا مرض ولا موت ولا ظلم ولا حزن فيها “ولهم فيها ما يدعون”.

هذا التكامل في البنية، كافٍ للدفاع عن وجوده، إتقاء غزو التخلف، لبرج المعرفة وحدائق العلوم الريانة، تسقى علما وسلاما ووعيا وجمالا وتأملات.

هل أنا أهذي، أم أحذر المستقوي من مغبة إندفاعه، سادرا في الدغل – الفساد، الذي حذر منه الرسول.. عليه الصلاة والسلام: “إياكم والدغل”.

إياكم والإستمرار بالإستهانة بإرادة الشعب؛ فتندمون.. لا تستغلوا حاجاته لتمرير منافعكم الشخصية والفئوية، ولا تقولوه كلمة حق تصب لصالح باطلكم.. وتلك هي بالفعل حقيقة التظاهرات التي بدأت مطالبة بالكهرباء، وإستقرت على لقطات السيلفي.. أشعل فتيلها ظرف عصيب وإنتهت الى فسحة شبابية مساء كل جمعة، في ساحة التحرير.

وإذ أقول إياكم والإستهانة بإرادة الشعب او إستغلال حاجاته لمصالحكم؛ فأنا أستند الى قصة ضبعام بين سليمان بن داود، الذي ورث حكم جده وأبيه، جائرا على الشعب الى ما لا طاقة به عليه؛ فتشفعوا لديه بتخفيف الضيم المتسبب به، عنهم.

أجاب، كما ورد في التوراة: “أبي أثقل نيركم، وأنا أزيد، وأبي أدبكم بالسياط، وأنا أؤدبكم بالعقارب” فثاروا عليه وأسقطوه؛ لذا أخشى نفاد صبر الشعب، نافذا الى “green Zon” يقتحمها، فتجد الحكومة نفسها بمواجهة 30 مليون إنتحاري، ويجد الشعب نفسه تحت “أرض أرض” صدام وقد تشظى في مئات الطواغيت الديمقراطيين! فتحاشوا التيه في خط اللارجوع!

أسِسوا وطنا متحضرا ذا شعب مرفه، بدلا من جحر ذي فئران جائعة!