23 ديسمبر، 2024 11:19 م

طبخات ..في الخارج

طبخات ..في الخارج

كان هناك عدة اشقاء يعيشون في كنف اسرة واحدة ويحمل كل واحد منهم افكارا وتوجهات مختلفة..وكثيرا ماكان يختلف هؤلاء الاشقاء ويحتدم بينهم النقاش اولا ثم يتحول الى خلاف وشجار احيانا ويتحول المنزل الى جبهة مستعرة فينعكس ذلك على بقية افراد المنزل ابتداءا من والدتهم ثم زوجاتهم وابنائهم وتنقسم الاسرة الى كتل متناحرة ..كانت الام الحريصة على تكاتف ابنائها تدعوهم الى التصالح لكنهم لايعيرون لها انتباها ثم ينبري احد اصدقاء والدهم المتوفي او معارفهم ليتدخلوا لاصلاح ذات البين بينهم ..وهكذا كان الاشقاء يلتقون غالبا تحت رعاية رجل غريب ليتصالحوا على مضض ويعمل الغريب على تقريب وجهات النظر بينهم …ولم يكن احد منهم يدرك ان هؤلاء الغرباء الذين يعملون على مصالحتهم يكشفون اسرارهم وافكارهم ويعملون على استغلالهم كل على حدة فمنهم من يستفيد منه الغريب ماديا ومنهم من يكسب ولاءه معنويا لتتضارب مصالحه مع مصالح اشقائه من جديد ويعود الخلاف والعداء..

قبل ايام ، وصلتني وثيقة يقول صاحبهاانها سرية رغم انه نشرها على صفحته في مواقع التواصل الاجتماعي لتصبح علنية بعد دقائق من نشرها ثم تتناقلها وسائل الاعلام في نفس الامسية ..كانت الوثيقة تقول بأن اجتماعا جرى في بيروت ضم شخصيات متنوعة المشارب والتوجهات الهدف منه مناقشة الدستور العراقي والداعي له شخصية سياسية معروفة بخلافها الفكري والسياسي مع ابناء العملية السياسية في العراق ..هذه الشخصية المتهمة لدى العراقيين بدعم الارهاب وارتكاب العديد من الجرائم سبق لها وان استقبلت بعض الساسةالعراقيين في الخارج واثارت انباء استقبالهم علامات استفهام كبيرة واتهامات اكبر بالعمالة والخيانة..كيف وافق ابناء العملية السياسية المختلفوالمناشئ والكتل والاحزاب اذن ان يجتمعوا لديه لمناقشة واقع البلد …احدى هذه الشخصيات ظهرت في وسائل الاعلام في نفس الليلة لتعلن انسحابها من الاجتماع بعد معرفتها الشخصية الراعية له

..كيف لبت الدعوة اذن دون ان تعرف صاحبها ؟ وماالذي جمع (الشامي مع المغربي ) كما يقول المثل المصري –تحت لواء هذه الشخصية في الوقت الذي لم تنجح كل الدعوات العراقية المخلصة لمصالحة الكتل المتناحرة وجمعها على طاولة واحدة لاعادة الوئام والتماسك للاسرة العراقية …يعتقد بعض العراقيين المتابعين للشأن السياسي ان هناك طبخة يجري اعدادها في الخارج كما حدث مع العديد من احداثناالسياسية فماان نسمع انباءا عن اجتماع شخصيات عراقية في الخارج برعاية دولة جارة او شخصية سياسية او دينية حتى ندرك ان هناك حدثا سياسيا عراقيا سيلوح في الافق ..وتقول الوثيقة ايضا ان الاجتماع يهدف الى اعادة صياغة الدستور والعمل على نقل الصلاحيات الى المحافظات والعمل بنظام الاقاليم وتشكيل نظام الحرس الوطني …اتساءل ويتساءل معي العراقيون ..اذا كانت هذه الاهداف قد شكلت نقاط خلاف ازلية بين الكتل والاحزاب ولم تنجح الحوارات الداخلية ولاالجلسات البرلمانية في حلها فكيف يمكن معالجتها والاتفاق عليها في كنف شخصية خارجية هي موضع جدل واشتباه دائم ؟…

يقول المثل الفرنسي الذي اطلقه الروائي الكسندر دوماس ” فتش عن المرأة” ويقال عندما تحدث مصيبة لرجل ، وهنا تشير اصابع الاتهام الى وجود امرأة وراء هذه المصيبة ..ونقول لساستنا الذين اتفقوا الا يتفقوا في الداخل واتفقوا في الخارج ” فتشوا عن صاحب المصلحة ” فوراء كل طبخة سياسية جديدة لابد وان هناك مستفيد خارجي …وهذه المرة قد يكون المستفيد خنجرا يقصم ظهر العراق !!