يعرف الشريف بأنه النزيه والامين وبعكسه الوضيع اللئيم والخسيس ولقد ظهر عبر التاريخ شخصيات لصوصية مختلفة الاغراض والاهداف فمنهم من يسرق لسد رمقه اوعياله وقد تهاونت الاعراف مع مثل هذه السرقات لانها اضطرار لاستمرار الحياة وقد شملت برحمة رب العالمين فيما ورد في القراّن الكريم ( فمن اضطر غير باغ او او عاد فلا اثم عليه ) وجاء في تفسير البعض انه غيرقاصد الخروج عن طاعة الله ومنهم من يسرق ليقدم العون للفقراء والمحتاجين ليساعدهم ويرى ان (المالكين الكبار)هم السراق الحقيقيين فيندفع الى سرقتهم ليوزع تلك السرقة على هؤلاء الجياع وقد برز بين الاقوام العربية عروة بن الورد الذي كان يمتلك كل صفات الرجولة غير انه كان يغزو كي يطعم الجياع والمحتاجين ويطلق على هذا النوع ( اللص الشريف او الظريف ) وفي الفلكلور الغربي ارسين لوبين وروبن هود وزورو وغيرهم وهؤلاء ممتلأة قلوبهم بالحب والخير للناس ويمتلكون عاطفة جياشة للفقراء والبائسين حيث كانوا يختصونهم بما يسرقوا ومنهم من يسرق للهواية كسراق الكتب والمسبحات والخواتم والاشياء النادرة والثمينة او ( قنادر المصلين ) من المسجد او لتجريب قدرته في اللصوصية .. وفي هذا الزمن ظهرت سرقات من نوع مختلف عن سرقات المال كسرقة الطاقة الذهنية والنجاح في العمل والبريق والصعود للاخرين والبحوث والعلوم والمباديء والحقوق والشرف حتى شملت الاعضاء البشرية ولصوص الانترنيت الذين يمارسون جرائم كبرى من خلال هذه التقنية العظيمة التي اوجدها الانسان لخدمة البشرية وتجري العمليات اللصوصية اما بأستغلال الثقة وحسن النية عند الاخرين واقذر انواع السرقات هي التي يسرق فيها ابن البلد اسرار العلوم والمعرفة في بلده ويسلمها الى الاجنبي او الذي يسرق اموال وثروات بلده ويهربها الى خارج الوطن ليشتري الفلل والقصور او ينشأ مشاريع استثمارية تعود بنفعها للاجنبي متجاهلا حق الوطن والشعب وللاسف ظهرت هذه الظاهرة بشكل واسع بعد 2003 حيث تلبس الكثير لباس الوطنية والدين واستولوا على اموال الرعية بدون وجه حق مستغلين المشاعر الوطنية والدينية لتمرير مخططاتهم الخبيثة في الاستيلاء على تلك الاموال وتهريبها متبعين اساليب ايهام السواد العام بحرصهم على الوطن او الالتزام بالدين من خلال تأجيج الطائفية واستغلال طيبة وسلامة النية عند محبي اهل البيت والتابعين من انصار الله وادعائهم الحرص على اقامة الشعائر الدينية في المناسبات وصرف فتات الاموال مقابل الاموال الطائلة التي يتم تهريبها وحاشا لاهل البيت والتابعين بأ ن يرتضوا بمثل هؤلاء القوم ان يكونوا من اتباعهم ان من يقتل ويسرق ويشرك بالله ويأكل اموال اليتامى والفقراء ليس ممن يحرصون على الدين او اعلاء كلمة الله قال الله سبحانه وتعالى ( ولا تقربوا مال اليتيم الا بالتي هي احسن حتى يبلغ اشده وافوا بالعهد ان العهد كان عنه مسؤولا ) 34 الاسراء فكم مليون يتيم سرقت حقوقهم وكم ارملة وشيخ كبير وعاجز سرقت حقوقهم ؟؟ . .. جاء القوم يطلبون من الرسول ( ص ) العفو عن المخزومية التي من علية القوم وقد سرقت قال لهم الرسول ( ص ) ( انما اهلك الذين من قبلكم انهم كانوا اذا سرق الشريف منهم تركوه واذا سرق الضعيف منهم اقاموا عليه الحد والله لو ان فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ) ومن اقوال الامام علي كرم الله وجهه ( عجبت لمن يأتي جائعا ولم يشهر سيفه ) ….. لقد شهد عراقنا سرقات اتخذت اشكال واساليب متعددة منها العقود الفاسدة والرشا وتزوير الحقائق والوثائق والاتفاقات المبطنة مما اثرى الكثير من جماعة ( علي بابا والاربع ملايين حرامي ) الذين شرعت امريكيا اساليب السرقات لهم والقسم الاخر من المسؤولين الذين شرعوا لانفسهم الرواتب والمخصصات التي لاشبيه لها في ارجاء المعمورة واغلبهم حولها الى الخارج ليشتري الفلل والقصور والاستثمار بعيدا عن اعين اهل العراق المظلومين ولو عمل هو واسرته وعشيرته عشرات السنين لما استطاعوا ان يحصلوا على مثل هذه المبالغ ؟ ؟ هل التفت احدهم الى نفسه وسألها احلال هذا ام حرام ؟ اهو استحقاق ام سرقة شرعت لها التعليمات والقرارات الباطلة التي تحمي هؤلاء من المحاسبة واعادة الاموال المسروقة انه ( استعمار وطني ) ان صح التعبير وربما الاستعمار الاجنبي ارحم من هؤلاء القوم على الاقل هناك مشاريع وخدمات تغطي حاجة ابناء البلد المستعمر ويتسأل المواطنون هل الوطني او المدعي بأنتمائه الى حزب ديني من حقه ان يمتلك ما يمتلك في خارج الوطن مقابل سكنة المزابل والمقابر واكواخ الصفيح والجوع والحرمان لاكثر من 30% من ابناء الشعب والدماء التي تهدر ثمنا لوجود هؤلاء اللصوص في السلطة وسعيهم لابقاء الامور على حالها او الزيادة في تعقيدها من اجل استمرار المنهج الظالم في السرقة واللصوصية ؟ هل سمعتم في العالم مليشيات وعصابات تسرق النفط المستخرج وتبيعه لحسابها ؟ هل سمعتم في العالم مسؤولين بهذا الحجم الذي يتقاضون عمولات ورشا ولا تهتز لهم شعرة ؟ اسمعتم او رأيتم في بلد من بلدان العالم تكتب عنه الاف المقالات وتنشر الاف التقاريرمن المنظمات الدولية بكل الوسائل الاعلامية حول الفساد المنتشر فيه ولا رادع يردع هؤلاء ؟ انها المحنة الكبرى .. يستغيث شعب العراق بألله والشرفاء في داخل الوطن والعالم لينقذوه من هذا الوباء الذي ينهش اجساد الارامل واليتامى والعجزة والمعوقين وسائر الشرفاء الذين يؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة والذين لايرتضون ان يكون الظلم واللصوص من يسود العراق .