حاولت كثيرا الابتعاد عن الخوض في التدخل الروسي في منطة الصراع في الشرق الاوسط لعلمي بان الكثير من الامزجة السياسية المتنافرة لايعجبها التحليل المهني الواعي وانها تقف مع شحن المنطقة واهلها بحسب اهواءها وتطلعاتها ,ولكن ونزولا عند رغبة الكثير من الاخوة الواعين الذين طلبوا مباشرة القاء الضوء على المسالة وابعادها .
لقد تطور مسار الاحداث الاخيرة في منطقة الشرق الاوسط ووصل الى مرحلة خطرة تنذر بذوبانها الى درجة الضياع دولها وارتمائها في احضان المنظمات الارهابية وبالتالي يتحكم كل فصيل بشيء وتذهب المنطقة الى الفوضى والدمار ,ونظرا لعجز الدول المعنية بالامر من مواجهة مستقبلها بما يضمن بقاءها وعدم اندراسها ونتيجة لقوة المساعدات والدعم اللامتناهي للمنظمات الارهابية ومن جهات عديدة اهمها الصهيونية والمعسكر الغربي ودول الخليج المؤدلجة طائفيا كذلك عدم وجود رؤية ناضجة للامور وضياع الموازين نتيجة لكل هذا راى المعسكر المعتدل في العالم والذي تقوده منذ زمن طويل روسيا راى انه لابد له ان يتدخل مباشرة في الموقف بعد ان عجزت مطالباته السياسية في ثني الاطراف الدولية عن ارادتها في تدمير المنطقة والحفاظ على امن اسرائيل القومي فتدخل بالشكل الذي نراه اليوم وهو تدخل انذر به الجميع مؤكدا ان الحفاظ على وجود الدولة السورية صاحبة الشان هو اهم من اي هدف اخر لان وجود النظام السوري وعدم تفتيت الدولة يؤدي الى استقرار المنطقة كلها ويفوت الفرصة على المنظمات الارهابية من التمدد الى العراق ولبنان والاردن فتحافظ المنطقة على ديمومة امانها وتناى بنفسها عن الصراعات الارهابية الخطرة .
ان قرار الرئيس الروسي بوتين هو قرار حكيم اسقط كل التحالفات المريبة التي كانت تمني النفس في السيطرة على مقدرات المنطقة والعبث بها وتوجهها بحسب ماتراه هي ,كذلك اوجد التدخل توازنا في ميزان القوى واعاد الوضع الى استقرار افضل من سابقه .
لقد حدد الرئيس الروسي اسباب تدخله وهي كما ذكرنا اعلاه واشترط قيام نظام سياسي في سوريا سواء بوجود الاسد او غيره ولكن بالاتفاق بين السوريين انفسهم بلا تدخل او وصاية اجنبية ,ثم ان الامور كلها تشير الى وجود اصابع اجنبية تعبث بالوضع العام في المنطقة باسرها لذلك وجب على المجتمع الدولي احترام ارادة شعوب المنطقة كما حصل في مصر وتونس .
لهذا الامر انقسمت المنطقة الى قسمين بين من يؤيد التدخل وبقوة للقضاء على الارهاب والمستقبل المجهول ومنهم من يعارض التدخل لانه سحب منه فرصته في التحكم بالمنطقة كيف يشاء وباي اسلوب ولكن من الثابت ان الاختلاف في القبول والرفض هو الذي حدد من هو راعي الارهاب ومن يقاتله لذلك وجب على الجميع اتباع منهج مقاتلة الارهاب بشتى الوسائل والطرق لحماية المنطقة والحفاظ على امنها واستقرارها .
نحن مع رفض كل تدخل في شؤون المنطقة ومن اي طرف كان ولكن هذا لايمنع اننا نرغب بالمساعدة لمقاتلة اوباش العصر الذين تجمعوا من كل انحاء الارض وبحجج متعددة وبمساعدة خارجية وعربية كبيرة ,لقد اصبح الرهان على تفتيت المنطقة امر واقع ولكن التحول الاخير قد افقد الارهابيين صوابهم وجعلهم في حيرة من امرهم بعد ان عجزت الدول الراعية للارهاب من مواجهة الدب الروسي الشريف.