ستبقى قضية الامام الحسين-ع- خالدة ما بقي الليل والنهار لتصبح مصدر الهام العّشاق من الكّتاب والباحثين عن الحرية و الرافضين الظلم والاستعباد وكل اشكال العبودية وكيف لا يكون ذلك فنهضته لم تحسب بقياسات زمانية ومكانية فحسب فالبرغم من ان أحداثها لا تتجاوز الا ساعات في مكان ما على الكرة الارضية الا انها اصبحت فيما بعد تتجاوز حدود الزمان والمكان واصبحت اللغة التي يتحدث بها جميع احرار العالم التواقون الى التحرر في كل اصقاع المعمورة نعم فقضيته الخالدة لم يتحدث عنها اصحاب الديانات والكتب السماوية فحسب بل ان تجاوزت تلك الحدود وتحدث عنها بإسهاب المسيحي قبل المسلم ورثاها الصابئي واتخذها البوذي والهندوسي شعارا وانبهر بها الليبرالي وعشقها الماركسي وذاب فيها النازي وعلى اختلاف افكارهم وأيديولوجياتهم وطرق تعبدهم ومذاهبهم فالكل اخذ ينهل من معين عطائها ومن كنزها الشيء الكثير وهذا سر تجددها وبقائها خالدة انها حتمية النصر على الظلم أياً كان مصدرة.
تلك النماذج التي اقتدت بثورة الطف هم ليسوا من الشيعة ليقال عنهم الغلاة في حب قائدهم وليسوا من المستشرقين الباحثون عن التاريخ بل انهم الهائمون بحب التحرر وكسر قيود الظلم, العارفون ان للحرية ثمن ودم يراق كما قال الشاعر “لا يسلم الشرف الرفيع من الاذى-حتى يراق على جوانبه الدم , وقد وجدوا في الحسين-ع- ضالتهم.
من المؤكد ان ثورة الامام الحسين-ع- بقيت خالدة لا نها ليست حدثا تاريخيا عابرا وما اكثر الثورات والمجاز التي ترتكب , بل لأنها غيرت مجرى التاريخ كونها ثورة اصلاح اعوجاج الامة بعد انحرافها عن جادة الصواب ومنها يأتي الشعار الذي رفعة الحسين ” لم اخرج اشرا ولا بطرا ولا مفسدا انما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي فشعارة كان واضحا هو محاربة الفساد بكل أوجه واشكاله والبحث عن الحرية والتحرر وما احوجنا للإصلاح .؟
ثورة الحسين اتخذت عدة صور وتعطي مجموعة دروس فهي ليست قصة واحدة فقط وبطل واحد تدور حولة الاحداث فحسب بل كانت هي مجموعة فصول ولكل فصل قصة وبطل حتى اكتملت الصورة واخرجت لنا معركة الطف
فعندما تمعن النظر فيها ستجدها اتخذت عدة صور منها شخصيته -ع- وما جرى علية وتظهر قوة ورباط الجأش والثقة بالله والتسليم لا مرة فكان يقول لاارى الموت الا سعادة , ويبكي عندما يرى تلك الجموع محتشدة علية ” ويقول-ع-” ابكي على هؤلاء القوم الذي سيدخلون النار بسببي! فأي قوة ايمان .؟وعندما قتل جميع أصحابه تلقى الموت غير مبالى بكثرة الاعداء ولم يفر وقال لن اعطيكم بيدي اعطاء الذليل ولن اقر لكم اقرار العبيد.؟ وهذه هي صفات القائد الشجاع.
وصورة صحبة كانت في غاية الروعة والقوة عندما خيرهم بين البقاء او ترك المعركة و ترك لهم الخيار مفتوحا فقال-ع- مخاطبا اياهم “وهذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا وكانت الاجابة انهم يتسابقون على الموت ويستأنسون به وقال عنهم اني لا أعلم اصحاب خيرا من اصحابي فعلا تم اختيارهم من فئة خاصة نادرة منهم المسيحي ومنهم السادة والعبيد , وكانوا فعلا بمثابة الصديق الصدوق الذي يضحي بحياته من اجل الصداقة والصحبة ويقف معه في احنك الظروف؟
وعن صورة الاخوة والتفاني والتضحية والاحترام الاخوي بين الاخوة غير الاشقاء وهذا ما تبلور في اخوة الامام العباس –ع-الذي وصلة كتاب الامان من يزيد ورفض ذلك بالقول “أ تؤمنني وابن رسول الله لا امان له ؟ وعندما وصل الفرات طالباً الماء للأطفال العطاش ونزل النهر فأحس ببرودة الماء وكان قلبة كالجمرة الحمراء في صيف قائض وغرف غرفة الماء وارد ان يشفى عطشة تذكر ان اخوة الحسين عطشان فرمى الماء وقال” يا نفس من بعد الحسين هوني. فاي ايثار هذا وعن أي اخوة نحن نتحدث يا ترى اليوم.؟
وهنالك صور اخرى لا تقل اهمية لدور الرجال فللنساء دور كبير فام وهب وما جرى عليها خير دليل على قوة النساء وكانت اول شهيدة في الطف ودور السيدة زينب-ع- وزير اعلام الطف التي استطاعت ان تكشف زيف الخليفة يزيد وتفشل الحرب النفسية وتكسر الصمت وتعري الاعلام الملوث والمجيء بالأعلام النقي الذي بنى على الحقائق
وفضحت يزيد ايما فضيحة وافسدت له نشوة النصر .وجعلته يكشف عما بداخلة بقولة” لعبت هاشم بالملك فلا رسول جاء ولا وحي نزل ,وقال يوما بيوم في اشارة الى معركة بدر عندما قتل المسلمين سلاطينهم, وهذا سبب الاسباب !!
وعن صور انتهاك مبادى الانسانية ونكران القيم العربية فلم ترعى الطفولة مطلقا كما في قضية الرضيع الظمئان وحرمان الماء من الجميع.
وهنا يجب ان نقف متسائلين عن ماهية هؤلاء القوم الذين احتشدوا للمطالبة بالبيعة لابن ابي سفيان فعندما تسبر غور هذه الاحداث وتقوم بإخضاعها الى العقل والمنطق تجد امراً خطيرا بانهم لم يحتشدوا لطلب البيعة فحسب بل انه حقد اعمى تعود جذوره الى بداية الاسلام اذا ما علمنا ان يزيد هذا هو ينحدر من سلالة كانت اشد المبغضين لرسول الله ولعلي فكيف لا يكون وهو ابن هند اكلت الكبود وابن حرب بن ابي سفيان وهذا يكفي !
فبرك بماذا تفسر ما جرى على جسد الامام طريقة قتلة بعدما انتهى تكليفه الشرعية باستشهاده فلماذا يحز راسة وتطحن بالخيول عظامة ويمثل بجثة و يضرب بالسيف 12ضربة ويطوف براسة بين البلدان وتسبى نسائه وهن من بنات رسول الله هكذا في مشهد لم يتحدث لنا التاريخ عن صورة ابشع منة .
ان تسلسل التاريخ في العداوة من ابي سفيان مع النبي ثم تبعة معاوية مع علي والحسن ولم يكون اخرها يزيد مع الحسين ويستمر الى اليوم فالتاريخ يعيد نفسة فأولادهم الدو اعش يقاتلون ابناء الحسين ويشبعون بهم قتلا وهو ذات الاسلوب البشع في القتل مع زيادة في مواكبة التطور التكنلوجي فهم ايضا يخترعون يوميا طريقة بشعة في القتل والتمثيل بالأجساد الطاهرة. فلا تستغرب اليوم عندما تقطع الرؤوس فذلك لسنة عمل بها احفاد بي سفيان وتغذيها اليوم احفادهم ممن لا يتوانوا في اصدار الفتاوى الضالة التي مزقت الاسلام المحمدي .وعلى المجتمع المسلم رفض هذه الاساليب وتصحيح المفاهيم الخاطئة وايقاف الفتاوى الضالة التي تبث سمومها في جسد المسلمين والدعوة للكراهية ورفض الاخر, ما دمنا نتجه الى قبلة واحدة ونتمسك بكتاب واحد وتذهب افئدتنا الى حج بيت واحد. فلماذا نختلف ومن يتحمل المسؤولية.؟ ومن يجب على هذا الشاعر.؟
مـاذا تقــولون إذ قـال النبي لكم مـاذا فعـلتـم وأنـــتــم آخـر الأمم
بعتـرتي وبأهــلي بعـد مفتـقدي منـهم أســارى ومنهــم ضرجوا بدم
ما كان هذا جزائي إذ نصحت لكم أن تخلّفوني بسوء في ذوي رحمي