المتابع لبرامج شبكة ألآعلام العراقية من خلال الفضائية العراقية بقسميها يتضح له سبب التخلف والمراوحة التي أصبحت هوية دائمة لرداءة ألآعداد والتخطيط وألآنتاج بالرغم مما نسمعه من حصولها على الجوائز في القاهرة .
أن أصرار أدارة الشبكة على أن تكون البرامج الدينية محصورة في زاوية تتعامل معها بغير ما تتعامل مع البرامج السياسية والرياضية والمنوعات التي ظلت تحمل بصمات مرحلة تأسيس التلفاز العراقي عام 1956 عندما لازال الحكم الملكي بتبعيته البريطانية يجثم على صدر العراق .
شبكة ألآعلام العراقية تريد أن تضع الدين في علبة صغيرة , وهذا خلاف المنطق العقلائي , وخلاف سنة الكون ومشيئة الله تعالى التي جعلت الدين ذا قيمومة على الحياة , قال تعالى :” أن عدة الشهور عند الله أثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات وألارض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم ” , والدستور العراقي في مادته ألآولى يقول :” لايجوز الخروج على ثوابت ألآسلام ” .
وثوابت ألآسلام قضية معرفية قبل كل شيئ , وفي ثوابت ألآسلام مساحة واسعة لطيف ألآفكار والمواقف , ومناخ ربيعي تخضر فيه ألآمال , فمثلما أن الصلاة والصوم والحج والزكاة والولاية من ثوابت ألآسلام , فكذلك الحجاب للمرأة هو من ثوابت ألآسلام في بناء الفرد وألآسرة والمجتمع بناء صحيحا .
ومفهوم غير متبرجات بزينة حتى للاتي يئسن من المحيض , أي النساء اللواتي أنقطع حيضهن وسماهن القرأن ” القواعد من النساء , ورغم التخفيف عليهن في موضوع الحجاب والمخالطة مع الرجال , قال تعالى :” والقواعد من النساء الاتي لايرجون نكاحا فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات زينة وأن يستعففن خير لهن والله سميع عليم ” – 60- النور – ولذلك قال تعالى ” وأن يستعففن خير لهن ” ذلك لآن العفة هي حصانة المرأة , والحصانة كلها خير , والخير هو سعادة الدنيا وألآخرة .
وشبكة ألآعلام العراقية من خلال فضائيتها التي ترسم هويتها المهنية لم تهتم بمفهوم ” غير متبرجات بزينة ” بل أن التبرج والتبذل بالزينة المفرطة عند الكثير من النساء العاملات في شبكة ألآعلام العراقي يشكل ظاهرة تمرد مبطنة على الحجاب الذي لازال ألتزام الكثير من نساء العراق , والحجاب هو من ثوابت ألآسلام فقد شرع في المدينة المنورة ونزل في سورة ألاحزاب , قال تعالى : ” … وأذا سألتموهن متاعا فأسئلوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن …” – 53- ألآحزاب – هذا فيما يخص نساء النبي “ص” ثم عمم على جميع النساء كما في ألآية ” 59″ من سورة ألآحزاب قال تعالى ” يا أيها النبي قل لآزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحميا ” – 59″ ألآحزاب – ثم ورد الحجاب في سور قرأنية أخرى تارة بصفة الحاجز وتارة بصفة الستار , ولمريم بنت عمران أم نبي الله عيسى خصوصية في ذلك الستر والحجاب , بينما كان لخديجة بنت خويلد زوج رسول الله “ص” كان لها موقفا تأسيسيا في مفهوم الحجاب قبل أن يشرع الحجاب كثابت من ثوابت ألآسلام , ففي بداية نزول الوحي على رسول الله “ص” قالت له : يا أبن عم : أن صاحبك الذي يأتيك هل تراه ؟ فقال “ص” : هذا هو أمامي ؟ قالت : يأأبن عم أجلس على فخذي ألآيسر , فقام “ص” وجلس على فخذها ألآيس , قالت يا أبن عم هل ترى صاحبك ؟ قال : نعم , قالت يا أبن عم : أجلس على فخذي ألآيمن فجلس “ص” , قالت يا أبن عم هل ترى صاحبك ؟ قال : نعم , ثم قامت رضي الله عنها بخلع خمارها ؟ قالت : يا أبن عم : هل ترى صاحبك ؟ قال “ص” : لا , قالت خديجة ” رض ” : يا أبن عم : أهنئك فأن صاحبك ملك وليس بشيطان ؟
ماذا يعني كلام السيدة خديجة أم المؤمنين ” رض ” يدل على أن الملائكة ومنهم جبرئيل عليه السلام لايحضرون في مكان فيه تبرج النساء , والمكان الذي لاتحضره الملائكة لاتنزل فيه البركة , ويبدو هذا المعنى لاتعرفه شبكة ألآعلام العراقي , أو تعرفه وتعرض عن تطبيقه وفي كلا الحالتين هو يمثل واحدة من الخروج على ثوابت ألآسلام ؟
ومن عدم أهتمام شبكة ألآعلام العراقي بالحجاب أحد ثوابت ألآسلام نفهم عدم أهتمام شبكة ألآعلام العراقي بقيمومة الدين على الحياة وهو مفهوم قرأني لايقبل الجدل , ولذلك نراها تضع الدين ضمن ما تسميه ” البرنامج الديني ” وهو محصور في أوقات ضيقة , ولايتم ألآهتمام بنوعية ومستوى من يكلفون بأدارة اللقاءات الدينية , فبعض المقدمين يقعون بأخطاء فكرية وعقائدية , ولا يهتمون بمستوى من يطلبون لقائه , لذلك نشاهد خليط من ألآسماء بعضها مؤهل وكثير منهم بلا تأهيل مما يصبح البرنامج الديني مملا لايجذب المشاهدين ؟
وضعف شبكة ألآعلام العراقي يقف ورائه سوء تقديرها للمادة الدينية , فالثقافة الدينية وجدت لتكون راعية للسياسة وللثقافة ومقومة للدولة , أما عندما تغلق ألآبواب أمام الفكر ألآسلامي والثقافة الدينية , وتفتح أمام ألآبواب السياسية والمنوعات والتي يجلب لها من غير المؤهلين لاسياسيا ولا أجتماعيا ولا فنيا , لذلك تفتقد الجودة في ألآداء وألآنتاج , وتظل أنشودة ” زلم والله زلم ” و” داعش ” تقدم لداعش فرصة المشاغلة وألآدعاء , لآن التبرج بالزينة سمة بارزة وطاغية على المشهد ألآعلامي في الفضائية العراقية وداعش تريد أقامة دولة أسلامية ولو زورا وبهتانا , ولكنها في هذه الحالة تجد فريستها في شبكة ألآعلام العراقي التي تعطي لداعش فرص ألآدعاء مثلما يعطيها ما يسمى بالتحالف الدولي لضرب داعش فرص ألآمتداد وتحصيل ألآمتيازات ؟
لذلك نقول لشبكة ألآعلام العراقي لاتحجموا الدين , ولا تبعدوا حملة فكره النير , فأنكم بذلك كدودة القز التي تموت في شرنقتها