مرة أخرى يكشف السيد العبادي عن ضعفه وارتمائه في المشروع الأمريكي الهادف لتقسيم العراق وتدمير إمكاناته الاقتصادية والعسكرية والبشرية دون اهتمام لاستمرار نزيف الدم العراقي , فما أعلنه رئيس هيأة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال دانفورد… صاحب مقولة التقسيم هو الحل للعراق والتي هي امتداد لرؤيا حدود الدم الأمريكية الساعية لإعادة رسم حدود دول الشرق الأوسط على أساس طائفي , من انه تلقى تطمينات من السيد العبادي بعدم الاستعانة بروسيا لضرب داعش في العراق كما انه أعلن عن استعداد أمريكا لمساعدة العراق في عزل داعش وليس القضاء عليها فلماذا وتحت أي ذريعة يمنح العبادي داعش فرصة البقاء ويتغاضى عن نزيف الدم العراقي واستنزاف اقتصاد العراق وثرواته في حرب تريد لها أمريكا إن تبقى طويلا لتحقيق أهدافها الإستراتيجية الهادفة لزعزعة المنطقة وتقسيم بلدانها لصالح امن الكيان الصهيوني من جهة وتحقيق الفصل الجغرافي لدول محور المقاومة عن بعضها من جهة أخرى بإقامة دولة داعش على ارض تمتد من الرقة السورية إلى غرب نينوى والرمادي لتشكل ذلك الفاصل بين سوريا باعتبارها دولة المواجهة مع إسرائيل وعمقها الحيوي المتمثل بالعراق وإيران , روسيا بادرت بإرسال رسالة خطية من الرئيس بوتين لرئيس الوزراء العراقي تطالبه بطلب التدخل الروسي لضرب داعش على طريقة ضربه في سوريا والتي كانت مؤثرة وفعالة أسهمت في أيام قلائل من تحقيق نتائج كبيرة على الأرض عجز التحالف خلال أشهر طويلة من تحقيق مثيلا لها في العراق بل أسهم في عرقلة تحرير مناطق مغتصبة بكيفيات مختلفة , وتأتي تطمينات العبادي متسقة مع بعض القوى السياسية العراقية الرافضة للتدخل الروسي المعروفة بتعاونها وتنسيقها مع داعش وغيره من الجهات المعادية للنظام السياسي القائم في العراق سواء منها المحلية أو الإقليمية والتي انتظرت طويلا عودة الأمس الذي افلت شمسه دون إن تدرك تلك القوى إن انتظار عودته لن يتم وان البقاء في حالة انتظار لعودته اعتمادا على دعم قوى إقليمية لعرقلة سير العملية السياسية سيكون انتظارا عقيما لان معطيات الواقع العراقي تشير إلى تغيرات كبيرة على موازين القوى في العراق فلم يعد الدعم الأمريكي والإقليمي للإرهاب وحواضنه يجدي نفعا ولا يحقق غير مزيدا من استنزاف الدم العراقي وثروات البلاد , إن موقف السيد العبادي من قضية طلب الدعم الروسي بحجة إن هذا الطلب سيؤثر سلبيا على العلاقة مع أمريكا ويدخل العراق في سياسة المحاور وبالتالي سيدخل العراق في أزمة مع أمريكا تكون نتائجها سلبية على مجمل الأوضاع في العراق وكأن الإدارة الأمريكية قدمت للعراق ما احتاجه من الدعم , والسؤال المهم الذي يتعين على رئيس الوزراء الإجابة عنه
هو ما الذي قدمته أمريكا للعراق غير مزيد من الفوضى ومزيدا من الانقسامات السياسية وتبنيها مشروعا تقسيميا من خلال تبنيها لأمراء حرب من قيادات سياسية وعشائرية ومن يمكن إن يشكلوا أدوات أمريكية جاهزة لخلق الأزمات بإشارة منها وايضا خلال ترتيبها لوضع خاص للانبار التي كانت تصف سقوطها بالممنوع الذي لا تسمح به , الحقيقة التي لا يدركها العبادي إن قضية الحرب مع داعش صنيعة أمريكا ووسيلتها الفاعلة في مشروعها الهادف للسيطرة على المنطقة وبث الروح من جديد في مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي لفظ أنفاسه الأخيرة بفضل صمود الشعوب الشرق أوسطية المقاومة هي قضية وجود وليس قضية أخرى يمكن استيعابها بالتنازلاتلهذا الطرف أو ذاك , فالإدارة الأمريكية وضعت العراق وقبله سوريا أمام خيارين إما الخضوع والتسليم لإرادتها وتنفيذ مخططاتها كاملة غير منقوصة او التعرض لكل أنواع الضغوط الاقتصادية والعسكرية والسياسية وما انخفاض أسعار النفط واحتلال الموصل الانبار بتلك الطريقة الدراماتيكية ومن خلال أدوات أمريكية مشاركة بالعملية السياسية إلا دليل واضح على النهج الأمريكي الساعي للهيمنة على الأوضاع في العراق هيمنة كاملة وان وان اكذبوبة الديمقراطية التي جاءت بها تشبه اكذبوتها بامتلاك العراق أسلحة الدمار الشامل التي اتخذتها ذريعة لاحتلال العراق وتدمير بناها الاقتصادية والثقافية والعسكرية , إن السيد العبادي الذي جاء بقرار أمريكي وموافقة إيرانية ودعم المرجعية يرتكب خطاءً كبيرا حين يسهم باستمرار نزيف الدم العراقي ربما يكلفه منصبه الذي يبدو كبيرا عليه وأن الارتماء بالحضن الأمريكي والتسليم للإرادة الأمريكية دون أي شروط او تحقيق مصالح عليا لا يمكن إن يحقق للسيد العبادي غير المزيد من المتاعب ويخلق مزيدا من الأعداء فهو ألان يسير في طريق الخصومة مع الحشد الشعبي تلك القوة الضاربة التي تعتبرها أمريكا وقوى سياسية عراقية خطرا داهما غير المعادلة السياسية وقواعد اللعبة فيها ,خصوصا وأن فصائل متعددة من الحشد تعتبر التعاون مع أمريكا عسكريا خطا احمر لا يمكن تجاوزه , فالحشد الذي يقدم بين فترة واخرى دلائل على عدم جدية الأمريكان بمحاربة داعش ويعتبر دعمها للقوات العراقية ضعيفا وأن القوات الأمريكية يتعين عليها إن تبقى بعيدة عن ارض المعركة , وارتفع صوت الرفض بصورة استنكارية بعد الانزال الذي قامت به قوة اميكية لتحرير أسرى عند داعش بالحويجة بطلب من قيادات ميليشيا الأكراد وهذا ينذر بمزيد من التقاطع مع الحكومة العراقية , فعلى السيد العبادي إن يفهم إن الورقة البيضاء التي وقع عليها وسلمها لأمريكا وكانت بدايتها ايقااف قصف الفلوجة وتسريح اعداد من كبار الضباط من طائفة معينة وما نتج عنهما من نتائج اسهمت بتعزيز وجود داعش على الأرض مع مزيد من دماء الشهداء , ستحرقها نيران الإرادة الشعبية و الحشد الشعبي إذا استمر سيادته يفهم المعادلة في العراق حسب الإملات الأمريكية , وان الاحتفاظ بعلاقة جيدة مع أمريكا يكون خيارا صحيحا والتعامل على أساس رعاية المصالح المشتركة ومطلوبا متى تحقق فيه مبدأ احترام السيادة والتوازن صحيحا والتعامل على أساس رعاية المصالح المشتركة لا أن يكون على طريقة السيد الآمر الذي يريد معاقبة العراق اقتصاديا وامنيا وسياسيا لأن الحكومة السابقة أخرجت قواته من العراق .