يخطأ او يقترب من الوهم من يعتقد ان درب المدرب قحطان جثير مع الشرطة سيكون مفروشا بالورد، وان بإمكانه أن يجتر المعجزات، وان يعيد الالق المفقود الى نتائج الفريق، برغم ثقتنا اللامتناهية بقدرات المدرب الشاب وزملائه. ويخطأ من يظن او يتوهم ذلك ان بامكان اي احد حتى وان كان من طراز غوارديولا او مورينيو ان يصنع ذلك لأسباب عدة، أهمها إن صراع الإرادات على أشده، وهناك من لا يريد ربيعا اخضر، ويعجبه منظر التساقط الخريفي لهذا الاسم أو ذاك.
كسر خاطر الجمهور بات طريقا سالكا لتحقيق المآرب المدفونة، وهنا نتحدث عن الجمهور المحب العفوي لا التمثيلي على وفق سيناريوهات معدة عنوانها الإطاحة. اجزم إن جثير يعي المسؤولية الملقاة على عاتقه، ويدرك ان ليس من السهل إعادة الفريق إلى وضعه الطبيعي، وان كان ذلك ممكنا فنيا نسبيا، الا ان ما يحدث خارج المستطيل وفي الغرف المظلمة يلقي بظلال قاتمة على الفريق، ولعل ما حدث وربما سيحدث سيكون دليلا على ما ذهبنا إليه. جراحات الشرطة لن تندمل ببلسم النتائج والوصول الى مركز المنافسة على اللقب، فسياسة الكراهية سادت في الأروقة القديمة والجديدة، وبات عصيا فك طلسمها وخناجرها مسلولة في كل حين. الادارة مطالبة بتفريغ شحنات الغضب من جمهورها الوفي، والمصارحة سبيل منطقي لتحقيق ذلك، مع الاشارة الى وجوب تشخيص الطالح منها الذي يعكس صورة قاتمة عن الحب الذي لا يكون مشينا من اجل تحقيق ذات البعض حتى ان كان ذلك بالجلد. المرجعية المؤسساتية عليها ايضا ان تترك طموحاتها في الوقت الحاضر على الاقل، وان عسكرة الرئاسة لن يفي بالغرض، فالمهم الان هو انتشال الفريق وذلك لن يحصل الا بالمؤازرة وترك الانا التي اوصلت النادي الى ما وصل اليه، فليس من المنطقي ان نظل نردح زمنا بماض ولى وان كان جميلا. الجمهور عليه ان يدعو الى نبذ الشتيمة التي كانت لغته في الجولات الماضية، لان الحرص لا يأتي بالاساءة، وفضيلة الوفاء اسمى من ان نهتك عرض وضمير هذا الشخص او ذاك لمجرد اننا محبون.
القيثارة في خطر ما دام صراع الارادات مستمرا، وهناك من يغذيه شئنا ام ابينا ذلك، وجل ما اخشاه ان يكون مصير جثير مثل سلفه الذي لن يندم على شيء، الا موافقته على التدريب وسط حقل الغام انفجر منه ما انفجر وبقي مزدهرا بانتظار ما ستسفر عنه السيناريوهات المقبلة.
ومضـــــــــة
يقول غاندي إن النصر الناتج عن العنف مساو للهزيمة، إذ انه سريع الإنقضاء