23 ديسمبر، 2024 6:03 م

الحسين مدرسة البطولة ومصدر العطاء

الحسين مدرسة البطولة ومصدر العطاء

لا شك أن واقعة الطف؛ خلاصة صراع أزلي بين الحق والباطل، والإنسانية بمعنياها السماوية، والهمجية بفعلها الوحشي، وكلا الطرفين أورثوا تاريخ وتجارب، ومن المفترض أن يكون أنصار الحق أكثر عدد في مجتمع ختام الرسالات.
حدثت واقعة الطف؛ لإدراك الإمام الحسين عليه السلام، حقيقة إندثار الأديان السماوية والرسالة المحمدية؛ إذا إستمر الظلم وأغدقت الأموال لتشويه الفكر.
إنتشر آلاف الأنبياء في مختلف بقاع العالم؛ منذ أن أخلف الباري جل جلاله الإنسان في الأرض، وختم الرسالات بسيد الأنبياء، وجامع الرسالات وللناس كافة، وإستمر ببعثة نبيوية 23 عام، منها 13 في مكة و 10 في المدينة، وبدأ دعوته سرية لثلاثة سنوات، وبعدها العلنية، حتى دخل الإسلام بعض من القوم؛ يخشون كساد تجارتهم وسطوتهم؛ بعد سنوات من مقاتلة المسلمين؟!
تَحَرك الإمام من المدينة الى الكوفة بناءً على معطيات؛ أن بقاءه سيؤدي الى مقتله في البيت الحرام، مع تأكيد رسائل أسياد الكوفة بالقدوم، والبناء على قاعدة الحكم العادل التي تركها علي أمير المؤمنين عليه السلام من حكم أربعة سنوات، ومعرفتهم بالأحداث بعد إستشهاده في محرابه، وما تلاها مع الإمام الحسن عليه السلام، وإطلاعهم على إتفاقية الصلح مع معاوية، التي ثبتت أحقية الإمام الحسين بالخلافة في حال موت معاوية.
تم محاصرة الإمام الحسين في أرض كربلاء؛ بعد الغدر بمسلم بن عقيل، وإجبار جميع السكان والمتبضعين من عاصمة المسلمين في القريب الماضي، وخرجت النساء والإطفال والرجال، وقطعت وعود كبيرة لقادة الجيش بالملك، وأعلنت الجوامع والشوارع فكرها التضليلي؛ على خروج الأمام عن طاعة ما يُسمى ( أمير المؤمنين يزيد بن معاوية)؟!
إن الإمام الحسين عليه السلام؛ لم يترك دليلاً حتى قدمه أمامهم؛ وقام خاطباً يشرح بوضوح وهم يعون ما يقول، ويعرفون أنه بن علي أمير المؤمنين وفاطة الزهراء بنت نبيهم، و” الحسن والحسين أمامان قاما أو قعدا”، والحرب تعني الكفر بالرسالة وخروج من الإسلام؟! ، وأخر رسالة إعلامية قالها الأمام الحسين عليه السلام ” ألست أنا أبن بنت نبيكم”؛ ولكنها عقول منحرفة؛ لا تؤمن بالإسلام دينا، وتعبد الدينار قبلتةً.
لا يحتاج الإمام الحسين الى وسيلة إعلام للتعريف بشخصه، والرسالات السابقة والدين المحمدي مقدمات لثورته الإصلاحية.
إنقسمت الأمة في عاشوراء الى فريقين: أولهما دخل مع المسلمين حفاظاً على مصالحه ولم يؤمن بالرسالة ” لعبت هاشم بالملك فلا خبر جاء ولا وحي نزل”، وآخر ذهب مع مصالح دنيونية وهو عارف بعذاب الآخرة: ” أفكر في أمري وأني لحائر، بين ملك الري وقتل حسين”، وآثارها الى اليوم؛ حيث تمازج الفكران؛ لإنتاج مذهب منحرف يعطي ذرائع للقتل وتشويه الإسلام، ونفس الإعلام ضلل الرسالات والنبوات التي عرفت بسبل العيش الإنساني، وأنتجت الأمة الخاوية سوى 70 فارس؛ كما اليوم؛ حيث ينفق بترول الدول الإسلامية؛ لدعم الإنحراف، ومحاربة المدافعين عن إسلامهم ومقدساتهم وأرضهم، ولن يُكسروا لأنهم يستلهمون من ثورة الحسين مصدر العطاء والعزيمة والشجاعة، والهداية الى سعادة الشعوب، وتعلم منه قادة العام وأنكره بعض المسلمين المنحرفين.