في الموروث الشعبي الكردي هناك رواية تقول : عندما القى الملك الجبار نمرود، سيَدنا ابراهيم الخليل عليه السلام في النار عند اطراف مدينة روها (اورفا ) الواقعة عند نهر الفرات ،اصابت الكائنات جميعا بهمّ وغمّ شديدين . لاحظ خليل الله وهو وسط نار عظيمة ان نملة تغدو وتروح ، تجلب الماء من ساقية قريبة بفمها وتلقي بها على النار لاطفائها .خاطبها الخليل قائلا : ايتها النملة المسكينة لاتشقي نفسك فهذه النار لا يطفئها ما تجلبين من مياه قليلة . اجابت النملة نعم الامر كذلك يا مولانا ، ولكن ابذل جهدي حتى تعرف انا احبّك .من جانب اخر شاهد الخليل ابو بريص وهو يحمل بأسنانه عيدان القصب ويلقيها على النار . قال له الخليل لاتشقي نفسك فهذه النارمتوهجة ، ولا يزيدها عيدانك الرفيعة توهجا . اجابه ابو بريص : نعم الامر كما تقول ، ولكن اريد ان ابرهن لك اني عدوّك .
لهذا السبب كان ابو بريص الكائن الوحيد المباح قتله في شرعة شيوخ بارزان النقشبنديين .
ندع الحكاية ونقول : يندر ان نجد كتابة او ترنيمة للجنرال المتقاعد وفيق السامرائي الاّ وهو يحشر فيها طعنا او اتهاما ضدّ الكرد ، لقد شبّ هذا الاستخباراتي على معاداة الكرد وشاب عليه . لقد عيّنه الكردي مام جلال مستشارا له لحكمة مقتضاها ( العفو عند المقدرة ). لكن الجنرال ابى التخلى عن حقده وعنصريته التي تمرّن عليها في المؤسسات القمعية الصدامية .
قبل ايام كتب السامرائي في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي يقول : ان وتيرة الحرب ضد داعش كان يمكن لها ان تتسارع اكثر في بيجي والرمادي لولا ( تآمر مسعود )، وهو يقصد الرئيس مسعود البارزاني .ويتهم الكرد بعدم شنّ هجمات على داعش من محوري مخمور وسنجار بالتزامن مع العمليات الجارية في الانبار وبيجي . لا نوّد ان نذكر
السامرائي بكل تضحيات الكرد وقتالهم الشرس والبطولي ضد داعش في العراق وسوريا سوية ، وبطولات ( كوباني ) وحدها قصّمت ظهر داعش وبدّدت حلم رفاقه في العودة الى السلطة باستخدام داعش . وان الكرد هم القوة الرئيسة في محاربة داعش باعتراف امريكا ورؤسيا واوروبا . والسامرائي الذي يتباهى برتبته العسكرية يتغافل ان العمليات في المحاور تجري بالتنسيق بين عدة قوى ، منها التحالف الدولي ، وان قوات البيشمركة تفتح جبهة هنا او هناك بعد الكثير من التنسيق والتشاور مع الاطراف ، وعندما تحّل ساعة الهجوم لا تحتاج لتحليلات عسكري فاشل هرب من جبهات القتال وعمل في الغرف الاستخباراتية المظلمة والتي لاتحسن الاّ قتل وتعذيب المناضلين الكرد والشيعة .
لا نتوقع ان تؤثر هذه الاتهامات في السمعة الطيبة التي اكتسبها البيشمركة وبطولاتهم المعترف بها عالميا ، اكثر من تأثير عيدان ابو بريص على نار سيّدنا ابراهيم الخليل . ونعرف ان السامرائي ناقم على الكرد لدحرهم مشروع داعش الذي يلتقي مع مشروع البعث العروبي الشوفيني . ونفهم انه يريد ان يقول للكرد وبكل طيش انه عدوّهم .
فهل يليق هذا الطيش بكهل ؟