الجميع يطالب بالاصلاحات وينادي بها وحتى المتورطين بالفساد المالي والاداري نجدهم ينادون بها وهم اساس الفشل والاخفاقات وانتشار الفساد الذي يسبب سوء الادارة وضياع الاموال ، وهؤلاء هم سبب دمار البلد وتراجعه امنيا واقتصاديا مما انعكس على واقع العراق ، وكلنا يعلم ان المؤسسات بمسؤولها كان يكون رئيس او مدير اذا كان ناجحا ينعكس نجاحه على المؤسسة او الشركة او الدائرة وفي حال كان فاشلا او سارق ستنعكس مسؤوليته على الموظفين من كبيرهم الى صغيرهم ، وكما يقال السمكة تعرف من رأسها فان الرأس معفن او فاسد تكون السمكة كلها معفنة وفاسدة وان كان الرأس سليما طازجا فالسمكة جيدة والثاني ينطبق على وزارة الداخلية .
ان اصلاحات الداخلية او بالأحرى وزير الداخلية السيد محمد سالم الغبان المسؤول الاول عن الوزارة المهمة اصلاحات تفرح العراقيين كما انها تسر المرجعية العليا التي تطالب دائما بالاصلاحات الحقيقية ، وفعلا اصلاحات الغبان تستحق الاشادة والدعم ، كونها اصلاحات جذرية مدروسة للقضاء على الفساد المالي والاداري والترهل في الوزارة ، وقد شملت كبار القادة والضباط برتب عليا ، وهذا يدل على شجاعة ومهنية القرارات ، لانها ترفع مظلومية ضباط لم يحصلوا على استحقاقاتهم ايضا ، فهناك الكثير من الرتب العليا لم يتسنموا مناصب بوجود ضباط يشغلون مناصب منذ سنين طويلة لعدم وجود نظام التدوير ، بسبب المحاصصة الحزبية والمحسوبية ، ولا يمكن ترفيع الضباط او تسليمهم مناصب الا بإحالة الذين يشغلون المناصب وهم بأعداد هائلة ، وهذه خطوة مهمة اتخذتها الوزارة كي تفسح المجال للآخرين واعطائهم الفرصة ليشغلوا مناصب المحالين على التقاعد ، كما ان احالة قادة ومئات الضباط الكبار على التقاعد تسهم في دعم ميزانية الدولة التي تعاني من العجز ، فبدل ان تذهب اموال باهظة كرواتب كبيرة ومخصصات سيبقى الكثير منها للخزينة ، وحتى الاصلاحات في القضاء على الروتين في المعاملات التي يعاني منها المواطن والتي اتخذتها الوزارة من اجل الاسراع في انجاز المعاملات اصلاحات تستحق الاشادة ، ان الاصلاحات التي قادها السيد وزير الداخلية تدل على الحرص والشجاعة والشعور بالمسؤولية .