20 ديسمبر، 2024 1:22 م

حقيقة الموت في المنظور السياسي …

حقيقة الموت في المنظور السياسي …

سطور ( قد تستحق القراءة ) اذا ما تم استيعابها فهي اول الدروس في تقييم الأشخاص وعملهم السياسي في خدمة الوطن وبالتالي حسن الاختيار في صناديق الاقتراع …
نحن امة لم توفق في ترميم هيكلها السياسي وفق منظومة قيمية حضارية، ولم تحرك مفهوم المواطنة من خلال إصلاحها لثقافة السياسة في وعي المجتمع او ادراك المجتمع لدور السياسي، ونحن في العراق شعب فقد السيطرة على العواطف بين الكره والحب، فتشكلت عنده ثنائية الوجدان للشخص، فيوما تحبه، ويوما تلعنه، وفي الاخير تبكي حالها .

ثمة أسباب تجريبية ومعيارية للتفكير بطرائق جديدة، بجدية وعمق تحتاج من المثقفين ان يلتفواً حول منظور القبول في مفهوم ( الرحيل – الموت ) وتحليل نشاط الراحل على المستوى العام وترك ما هو خاص ، فمن حق الناس ان تدرك معنى الممارسة التي قام بها الراحل والى اي حد قادت الى نتائج يلمسها الانسان العادي، فأن كان رحيله اثناء جهد البناء والمواصلة في البناء ، فله علينا حق الذكرى الطيبة، وان كان رحيله في مستنقع العمل السياسي في واقعه الملموس ، فاننا نمتلك الحق في ( تشريح ) نشاطه ونشر كل سلبياته ليكون في رحيله عبرة للاخرين،علينا ان لا نخلق من اي شخص ( مقدس) جديد في ساحة يكون كل الوطن تمثال سخرية من خلال ممارسة الاعتقاد بان الموت لا يتحمل الشماتة، اننا نملك وطن يموت يومياً ، ولا نجد من يبكي عليه ويرفض القول ( الشماتة حرام في ميت) فالفرق كبير بين موت معلن لوطن وموت شخص ( نقدسه ) لانه كان سلبياً مع الوطن.
هل مارس الجلبي سياسية الانسحاب من العمل السياسي في مرحلة ما بعد 2003، ؟ هل عمل في الظل؟ الاجابة كلا طبعاً، لانه اسس لمفهوم طائفي هو ( البيت الشيعي) تاركاً مؤيديه من السنة في سنوات المواجهة مع النظام السابق في حيرة، وبعد ان فشل في الحصول على منصب متقدم حيث استقبله رجال الناصرية في اول لقاء معه في العراق بقولهم ( نحن نتبع المرجعية ) ادرك حينها ان هامش بقائه السياسي مرهون بطائفيته، و رغم انه عمل في الظل ( المعلن) يحرك اداوته بسرية احياناً ويحرك بعض الكتاب مدفوعي الاجر ان يقول به كلمة حق وهم يعلموا انه باطل، لقد عاش احمد الجلبي حياة رجل ينظر من نافذة تاريخ اسرته المالي الى الشعب العراقي وكان في العمل السياسي ثعلباً، وفي التعاملات المالية له ( جنسية مثلية)، فهو يملك ملفات فساد عن كثير من السياسيين، ولكنه فشل في البوح بها، او استخدمها سلاحاً ضاغطأ للحصول على مردودات مالية، والا ما فائدة ان يكون ممثللا للشعب في البرلمان ويملك تلك الملفات ولا يعلنها، بل يروج علنية وبلسانه وبلسان من مجدوه علنية ان تلك الملفات تحمل اهدارا في المال العام، هنا كانت سياسيته مثلية الجنس، يمنع السرقة ويسرق في الوقت نفسه، احمد الجلبي مثل مفهوم” المال والديمقراطية” سر من اسرار نجاح الدخلاء على الوطنية. ان انصار الجلبي يبكون عليه الان وهم واقفون بالدور على ( الابواب الدوارة) للانتقال الى سياسي اخر جيوبه ملآنه او له مخطط طائفي لا يرتبط بالوطن ويبحث عن مصفقون بالقلم. قالها المفكر الجزائري المرحوم محمد أركون ذات يوم: لا يمكن معالجة الطائفية ككل والسياسية منها خاصة إلا من خلال إدراك حقيقة التسامح) وعلينا الانتقال من عبادة الزعماء وتقديس تاريخهم على انه تاريخ امة، فهذا مفهوم لا يرتقي بالامه الى امام وعلينا ادراك ان الأمة التي تمجد التاريخ للراحلين على حساب الاحياء لا تستحق الحياة. اوصي بتداول الزعامة والا يكون الاخصاء هو الهوية.

أحدث المقالات

أحدث المقالات