19 ديسمبر، 2024 8:00 م

حشد الله حزب الله الغالبون

حشد الله حزب الله الغالبون

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الأمين وعلى ال بيته الطاهرين. اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم، إلى أنوار المعرفة والعلم، وجنبنا شر المعصية والكفر والضلال بعد ان هديت قلوبنا وانرت وجدانها بالهدى وبنور الإيمان. اللهم ثبت قلوبنا على الطاعة والولاء والإخلاص وجنبنا شر من يتخذ سواك وليا حافظا ومرشدا وناصرا فأنت مولانا ولا مولى لنا سواك من نصير

ف﴿ مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴾العنكبوت

فالوهن والضعف،في خيوط العنكبوت وعلاقة العنكبوت الذكر بالأنثى علاقة سيئة جداً، علاقة الأنثى بأولادها سيئة جداً، تأكل أولادها، وقد تعتدي الأنثى على الذكر، أي لا يوجد أية علاقة طيبة ضمن هذه الأسرة، إذاً هذا البيت ضعيف وهن اجتماعيا وماديا واسريا . فيتوجب على الفرد المؤمن ان تكون علاقته بالرب وثيقة بالمصداقية بالله والولاء المطلق للخالق العظيم وان لا ننتهج اية افكار او القبول او الاعتناق او الرضوخ بكل فكر او رمز لحزب و تيار او طائفة او ملة او شخص خارج حدود الولاية المطلقة لله سبحانه وتعالى . الذي شرع للانسان اسمى القيم الفكرية والأخلاقية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية والدينية وبلغ من الشمولية والمثالية مالم تبلغه الدساتير الوضعية والاحزاب الدنيوية لينعم الإنسان بالعدل وفق تعاليم الدين الإسلامي وقوانينه وإرشاداته في الحياة العامة التي شملت كل مرافقها العامة من عبادات وعلاقات وأفكار وقوانين وأسس ومبادئ .فماذا انتجت كل احزاب الارض وقادتها من الشعوبيين والماركسيين، النازيين، والفاشيين ،والعلمانيين وغيرهم؟ لشعوب العالم سوى الموت والخراب والدمار والحروب ومزيدا من التفكك والتفسخ والانحدار الأخلاقي والمجتمعي تحت مسميات وافكار ونظريات لا تمت للواقع بصلة بحجة التغيير وادلجة المجتمع لافكار بعيدة عن فضائل الدين الإسلامي وسماته وتركيبته الاخلاقية والانسانية والعقائدية .بغض النظر عن كل فكر او حركة متطرفة خارج حدود الدين الاسلامي ومعايير المسلم والدين الإسلامي الحنيف ورسالته السمحاء بكل اوجهها

( وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسلام دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [آل عمران وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقاً لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً) [النساء وقال تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسلام دِيناً) [المائدة وغير ذلك من الآيات التي تدل على أن الله تعالى لا يقبل غير هذا الدين من أحد مهما كان، وأن الله دعا أهل الكتاب إلى ذلك، فأهل الكتاب مأمورون بترك دينهم واعتناق دين الإسلام، ومن لم يفعل ذلك منهم فهو من أهل النار، فكيف نرتضي ان تكون اتباع من لا دين له فكرا وتطبيقا لما جاء في تعاليم ديننا الاسلامي وكيف نرتضي ان يتولى ويتدبر شؤون المسلمين من هو خارج ملة المسلمين ؟ وكيف نرتضي ان ننضوي تحت يافطات وشعارات دنيوية لأحزاب وصولية وانتهازية بعيدة عن الخط الإسلامي والعقائدي ولا تأمر بأوامر الله تعالى ونواهيه . وهي اشبه بمقرات حزبية شيطانية وملاهي ليلية ونوادي رقص واباحية وأفكار لاهوتية واجواء جدلية ورومانسية وفلسفية بعيدة عن واقع النظرية الإسلامية وابعادها التحررية لبناء الإنسان والكمال وبلوغ حالة المثالية على كافة المستويات ومراحل الحياة في المجتمع وتجربة الدولة الإسلامية وتطبيقها كما جاءت بتعاليم السماء في فترة النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم وفترة الخلافة الاسلامية كانت من شواهد التجارب المثالية في بلوغ حالة

الاستقرار السياسي والديني والاجتماعي والاقتصادي للأمة الإسلامية . في الامر بالمعروف والنهي عن الفحشاء والمنكر او على مستوى القيادة الإسلامية والفكرية .

الاسلام هو دين الدولة بكل ثوابتها واسسها ومناهجها التربوية والفكرية والعملية والدولة مسؤولة في القيام بواجباتها على تحقيق العدل والمساواة ومراقبة تطبيق شرائع الله على ارضه والامام او القائد او المرجع الديني هو واجب الطاعة الشرعية والأخلاقية وهو مناط له شرعيا قيادة الامة الاسلامية . وفق ثوابت الدين الإسلامي وليس وفق رغبات قادة قوميون او علمانيون مغامرون اوصلوا شعوبهم وحركاتهم نحو الحضيض واوغلوا من القتل والتدمير في شعوبهم وشواهد تجاربهم في بقاع الأرض في العديد من دول العالم واهمها الحرب العالمية الاولى والثانية التي قادتها الأحزاب الفاشية والنازية والشيوعية والشعوبية والوثنية .والتي انتهجت اساليب السيطرة والنفوذ والاستعمار والتفوق العالمي في الدكتاتورية والعدوانية والطغيان .بينما نجد المسلم ونزوعه من اجل التحرر من كل الاشكال الوثنية والاستبدادية مدافعا عن حقوقه وعن ارضه مقدساته وارثه الحضاري والتاريخي ويهب حياته شهيدا من اجل اهدافه ومبادئه الإسلامية لينال مرضاة الله تعالى .وهنا نذكر القادة العلمانيين وغيرهم من قادة الاحزاب والحركات الدينية . فقد كان قائد المسلمين متمثلا في شخصية النبي محمد ص برز كقائد يخوض المعارك جنبا الى جنب مع المقاتلين المسلمين وهكذا كان حال كل قادة المسلمين في المعارك . لكني لم اقرأ في كتب التاريخ الحديث قائدا علمانيا او غيره من قادة الأحزاب الدنيوية قاد معركة وهو في مقدمة الجيوش مدافعا عن ارضه او شعبه . بل رايت وقرأت وطالعت بانهم مجرد قادة خطابات ثورية وفكرية تخديرية وانفعالية اراهم دائما في اخر الصف وجمهورهم في مقدمة الصفوف. بينما نجد الواقع الإسلامي واقعا مغايرا جدا في التغيير والثورة حتى على مستوى القيادة والأفراد والطاعة ولزوم موجبات الجهاد والتي تعد من الواجبات الملزمة للمسلم والتي هي تكون اختيارية وقابلة حتى للجدلية وعدم الطاعة في ايديولوجية الأحزاب الدنيوية اللاهثة خلف السلطة ومغرياتها . بينما نجد الفرد المسلم طائعا وراغبا في الشهادة من اجل تحقيق اهداف رسالته وواجباته الشرعية والجهادية وخصوصا اذ نستذكر وقائع العراق الاخيرة وكيف هبت الجموع المؤمنة المجاهدة في تلبية نداء المرجعية الدينية وهم يبذلون الأرواح والدماء من اجل القضية والدفاع عن الأرض والمقدسات . بينما بقيت قادة الأحزاب الدنيوية وجماهيرها صامتة ازاء مواقف الوطن والشهادة وتقديم التضخيات من اجل العراق وشعبه . بل سخر البعض ادواته ووسائله الفكرية والإعلامية للنيل من تضحيات وانتصارات “ولد الملحة ” من ابناء الحشد الشعبي وفصائله المقاومة للاحتلال وقوى الإرهاب الظلامية . انهم صدقا جند الله على أرضه المؤمنون بشرف القضية والمدافعين الحقيقين عن الرسالة الإسلامية ومبادئها وفضائلها مهما حاول البعض من قادة الإسلاميين تشويه بعض مفاهيمها بسبب سلوكياته الرعناء وفساده وتصرفاته العنجهية على مستوى القيادة . لانه لايمثل بحقيقة الأمر الإسلام الحقيقي بنهجه وثوابته الحقيقية .

واخرا اود ان اضيف ان حزب الله هم هؤلاء الثلة المؤمنة التي تنتمي اليه فكرا وعقيدة وتطبيقا وقد ورد في القرآن في موضعين: 1 ـ في سورة المائدة، قال تعالى: (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذينَ آمَنُوا الَّذينَ يُقيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ * وَمَنْ يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغالِبُونَ) 2 ـ في سورة المجادلة، قال تعالى:

(لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الاْخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشيرَتَهُمْ أُولئِكَ كَتَبَ في قُلُوبِهِمُ الاِْيمانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوح مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنّات تَجْري مِنْ تَحْتِهَا الاَْنْهارُ خالِدينَ فيها رَضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولئِكَ حِزْبُ اللّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) وقال تعالى: (أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِمْ ما هُمْ مِنْكُمْ وَلا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ… اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطانُ فَأَنْساهُمْ ذِكْرَ اللّهِ أُولئِكَ حِزْبُ الشَّيْطانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطانِ هُمُ الْخاسِرُونَ) و«حزب الله» و«حزب الشيطان» متقابلان، فاُولئك هم «الغالبون» وهؤلاء هم «الخاسرون». إنّ المعرّف الأساسي لـ«حزب الله» هو: كونهم (وَمَنْ يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذينَ آمَنُوا)، والمعرّف الأصلي لـ«حزب الشيطان» هو أنهم يتولّون (قَوْمًا غَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِمْ). ويتبيّن هؤلاء الذين غضب الله عليهم من قوله تعالى: (وَيُعَذِّبَ الْمُنافِقينَ وَالْمُنافِقاتِ وَالْمُشْرِكينَ وَالْمُشْرِكاتِ الظّانِّينَ بِاللّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَساءَتْ مَصيرًا) وعليه، فإن «حزب الشيطان» هم أعوان المشركين والمنافقين. وأمّا «حزب الله» فهم أهل ولاية الله ورسوله (وَالَّذينَ آمَنُوا الَّذينَ يُقيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ)،

أحدث المقالات

أحدث المقالات