18 أكتوبر، 2024 11:31 م
Search
Close this search box.

السيد اوباما ، لسنا أغبياء كما تظن ..

السيد اوباما ، لسنا أغبياء كما تظن ..

بعد أن تحولت الديمقراطية لديكم الى مأزق ، كونها تتعارض مع المعايير المزدوجة ، حجر الزاوية لسياستكم ، بحثتم في جعبكم عن غول ليلتهمها بأسم الأرهاب ، غول فضفاض ومطاطي يغطي على كل الأكاذيب والحجج المزيفة للتدخل ولغزو البلدان ، اتذكّر جيدا التظاهرات التي خرجت في أمريكا عام 2003 قُبيل بدء الحرب ، تظاهرات هي الأكبر في تاريخ أمريكا القصير جدا ، أكثر من 5 ملايين متظاهر ، تظاهرات بهذا الحجم ، لم تلق أذان صاغية لدى صقوركم ، ومرّرتم ما كنتم تريدون تمريره .
لأ أريد سرد التاريخ الأسود والعنيف لأمريكا ، كالجريمة النووية على اليابان ، ولا تزال اقسام واسعة من أرض فييتنام غير صالحة للزراعة بفضل حربكم الكيمياوية ضدهم ، وتدخّلكم في تنصيب وحماية أبشع الدكتاتوريات في العالم ، ومنهم شيوخ الخليج ، وان كنتم تحتقرونهم في السر والعلن ، فلو سلّمنا بالرواية الرسمية لأحداث 11 سبتمبر ، وان كنت لا أميل الى تصديقها كما هو حال الغالبية العظمى من رأي الشارع لدينا ، انطلاقا من مبدأ (الكذب المتقن أفضل من الصدق المهلهل ! ) ، فهي تدل على ضعف امكانياتكم لحماية بلدكم ، فالتقارير الاستخبارية قبل الحدث بأيام واسابيع ، قد تم أهمالها ، ثم كم من الوقت تحتاج طائراتكم المقاتلة لأمر الأنذار لأعتراض لطائرات المهاجمة رغم علمكم بوجود طائرات مختطفة في الجو لمدة اكثر من كافية ؟ ، هذا يذكّرني بالفرقاطة الأمريكية (ستارك) في الحرب العراقية – الأيرانية عام 1988 ، عندما ضربتها مقاتلة عراقية في عرض الخليج ، وكان تبريركم بمثابة عذر (حيكَ بعَجَل) ليكون أقبح من الذنب ، من ان رادارات الفرقاطة ، كانت مطفأة ، وهذا لا ينطلي على من يملك الحدود الدنيا من العلوم العسكرية ، كيف تطفئ سفينة ثمينة تمثل هيبة دولة عظمى لراداراتها في منطقة عمليات عسكرية ملتهبة ! ؟
(داعش صنيعتكم) ، ليس شعارا وفكرا مريضا شطح بنا  بعيدا دون معطيات ، فالأدلة كثيرة على الأرض ، منها ما صرحت به السيدة (هيلاري كلنتون) الواضح والصريح بذلك على المنابر وفي كتابها (الأيام الصعبة ) ، والمواطن العراقي أحسّ بالمفارقة الهائلة  بين السقف الزمني الذي وضعتموه لتطهير المناطق الموبوءة (داعشيا) ، وبين مدة (فتحكم) للعراق والتي لم تتجاوز الأيام بما فيه من قيادة وميليشيات ، وحزب ، وجيش واستخبارات ، بل وتعاطف اقليمي ! ، وتقاعسكم الواضح في محاربتكم لهذه الجماعات ، ومماطلاتكم الطويلة لأجل تجهيز الجيش بالأسلحة والطائرات ، وأصراركم على (دفن) اتفاقيتكم الأمنية مع الجهات العراقية التي لا تشرفني تسميتها بالحكومة ، لكني أعجب من براعتكم وجهودكم المتقنة في البحث عن اسوأ العناصر من الفاسدين والمطلوبين والخونة والعملاء والمتخلفين والملطخة أيديهم بالدم ، وممن كان مدفوعا بالانتقام الأعمى ،حتى وجدتموهم  في قعر ملفاتكم التي أكلتها (الأرَضة) ،  لتشكلون منه ما يسمى بمجلس الحكم  ، وأصراركم على تجهيز ما يسمى بالمعارضة المعتدلة في سوريا والتي لا تعلمون انتم بالذات ماهية هيكليتها الضبابية بما يشبه النكتة ، ثم تصرحون ان اسلحتكم قد تسرّبت منها الى جبهة النصرة وداعش ! ، الى أن ظهر الدب الروسي في المنطقة ، فقلب الطاولة عليكم ، وأسقط عنكم ورقة التوت ، ووضعكم في موقف لا تُحسدون عليه أمام الرأي العام وانسان الشارع الأعتيادي ، بغض النظر عن اللغط الذي سببه هذا التدخل ما بين مؤيد ومعارض ، وأخذ اليأس مأخذه منا الى درجة بات لا يهمنا ان حدثت حرب عالمية ثالثة ، رغم ان القرار بيدكم أنتم الكبار !.
وكحصيلة نستنتج ، أما انتم أغبياء للغاية ، فأدرتم عملية أنتم أصغر منها بكثير دون الأحاطة بجوانبها وبالتالي بعواقبها وهذا بعيد ، أو أنتم تقيدتم حرفيا بمبدأ (الفوضى الخلاقة)  ، وفي هذه الحالة لا يوجد ما هو أخبث منه ، ولا يخلو من الغباء أيضا !  ، وفي كلتا الحالتين ، فأمريكا لا تصلح كراعية للديمقراطية وحقوق الأنسان ، ولا تصلح لقيادة العالم الحر ، فالويل ثم الويل ، ان يحكم العالم طاغية ، يتصف بالغباء والخبث ، ويتصرف باذكى العقول !.

أحدث المقالات