25 ديسمبر، 2024 4:10 م

کي يتم إحباط المخطط الجديد ضد ليبرتي

کي يتم إحباط المخطط الجديد ضد ليبرتي

ليست قضية المعارضين الايرانيين المقيمين في مخيم ليبرتي، کأية قضية أخرى لمعارضين سياسيين يقفون بوجه أنظمة دکتاتورية في بلدانهم، ذلك إن النظام الديني المتطرف القائم في طهران يختلف کثيرا عن معظم الانظمة الدکتاتورية و الاستبداية القمعية حيث إنه يمثل واحدا من أکثر الانظمة الاستبدادية قمعا و وحشية على طول التأريخ، ولذلك فمن المهم جدا الانتباه الى هذه النقطة عندما يتم تناول أي جانب يتعلق بنضال الشعب الايراني و مقاومته الوطنية من أجل الحرية و الديمقراطية.

النظام الديني المتطرف في إيران، وبقدر ماکان نظاما شرسا و عنيفا و قاسيا و وحشيا في تعامله مع الشعب الايراني، فإنه في نفس الوقت يواجه معارضة سياسية ـ فکرية متميزة و فريدة من نوعها تمثلت في منظمة مجاهدي خلق التي حفرت لها في التأريخ الايراني المعاصر مکانة إستثنائية لها بکونها القوة الطليعية و النضالية الوحيدة التي واجهت أسوء نظامين دکتاتوريين على طول تأريخ المنطقة و إيران و أبليت بلائا حسنا في مواجهتها الضارية هذه، وقد کان ولازال لهذه المواجهة دورا بارزا في نضال الشعب الايراني من أجل الحرية و الديمقراطية.

منظمة مجاهدي خلق التي يکتب لها التأريخ الايراني المعاصر بأحرف من نور موقفها المبدأي الذي رفض نظام ولاية الفقيه منذ البداية و لم يصوت لهذا النظام على الرغم من کل عمليات الاغراء و الترهيب التي مارسها النظام الديني ضده، ولذلك فإن هذه المنظمة صارت الهدف الاهم و الاکبر لهذا النظام حيث قامت بتنفيذ جرائم و مجازر واسعة بحقها کانت أبرزها قيامه بإعدام 30 ألفا من أعضاء و أنصار المنظمة خلال ثلاثة أشهر في عام 1988، وهو أمر إعتبرته منظمة العفو الدولية بمثابة جريمة ضد الانسانية، علما بإن هذا النظام قد أعدم أکثر من 120 ألفا من أعضاء و أنصار المنظمة لحد الان، ولهذا فقد کان عاديا و مألوفا أن يبادر هذا النظام القمعي الدموي للعمل من أجل القضاء على المعارضين الايرانيين المقيمين في العراق والذين هم من أعضاء منظمة مجاهدي خلق وقد قام بتنفيذ عشرات المخططات المشبوهة ضدهم بطرق و أساليب مختلفة نجمت عنها هجمات عسکرية و صاروخية أدت الى مقتل 116 فردا و جرح مالايقل عن 650 ناهيك عن إختطاف 7 آخرين لايزال مصيرهم مجهولا لحد الان بالاضافة الى مقتل 26 فردا آخرا من سکان ليبرتي بسبب الحصار الطبي المفروض عليهم.

ولئن کان النظام الديني المتطرف في طهران قد قام سابقا بتنفيذ مخطط لحرب نفسية ضد السکان عبر مکبرات الصوت أو العملاء الذين يتم إستقدامهم من داخل إيران من أجل إزعاج السکان و التأثير على معنوياتهم، لکن ذلك لم يغير في النهاية من مواقف السکان شيئا، غير إن هذا النظام المعادي للإنسانية و الذي يعتبر منظمة مجاهدي خلق عدوته اللدود إستمر في مخططاته الشريرة دونما إنقطاع خصوصا وإن هذه المنظمة تعتبر بمثابة البديل السياسي ـ الفکري الجاهز لهذا النظام، وبحسب المعلومات الجديدة و طبقا لما يجري على أرض الواقع، فإن النظام الديني المتطرف قد بدأ بتنفيذ مخطط جديد له يستهدف التمهيد من أجل القيام بمجزرة أخرى ضد سکان ليبرتي.

المخطط الجديد يعتمد على إرسال عملاء تابعين لقوة القدس و المخابرات الايرانية الى أطراف مخيم ليبرتي من أجل التأثير النفسي و المعنوي على السکان بالاضافة الى إعتقال عوائل سکان ليبرتي في إيران من قبل الاجهزة الامنية للنظام، وإن الاستعدادات الجارية من أجل تنفيذ الجوانب الاخرى من هذا

المخطط الاجرامي مستمر على قدم و ساق وهو مايستدعي تحرك دولي عاجل للحيلولة دون ذلك و العمل من أجل ممارسة الضغوط على النظام لإطلاق سراح عوائل السکان المعتقلين ظلما و عدوانا من أجل قطع الطريق على هذا النظام لتنفيذ مخططه الاجرامي هذا.

أحدث المقالات

أحدث المقالات