21 أبريل، 2025 10:36 م

إحتفالاً بالعام الجديد .. آشوريين العراق يبحثون عن “أكيتو” بين حطام الواقع وحنين الذكرى

إحتفالاً بالعام الجديد .. آشوريين العراق يبحثون عن “أكيتو” بين حطام الواقع وحنين الذكرى

كتبت – آية حسين علي :

احتفل المسيحيون الآشوريون بمحافظة نينوى شمالي العراق برأس “السنة البابلية الآشورية” وسط شعور يغمرهم بالحنين إلى منازلهم وكنائسهم التي دمرها تنظيم “داعش” الإرهابي.

واعتادت العائلات في السابق على التجمع كل عام للاحتفال بالعيد المعروف بـ”أكيتو” بمدينة الموصل حاضرة محافظة نينوى، حيث كانوا يرفعون “العلم الآشوري” دون خوف، قبل وصول “داعش” وسيطرته على بعض المناطق العراقية منذ 2014.

لكنهم أصبحوا مجبرين على ترك منازلهم ولا يستطيعون العودة إليها بسبب الخوف الذي يتملكهم.

إحتفال وذعر وحنين

أقامت مجموعة من الآشوريين احتفالاً بسيطاً لرغبتهم في تخطي الأزمة ومحاولة تسيير الحياة، حيث تجمع عدد من الرجال والنساء مع ابناءهم في “مدينة أربيل” حاضرة إقليم كردستان العراق للاحتفال ببداية العام 6767 وفقاً للتقويم الآشوري، وأعدوا الأطعمة المعروفة لهذه المناسبة.

ومن بين الحاضرون كان هناك رجل يدعى “سريون سليمان”، 42 عاماً، أحد الفارين من الموصل.

يقول “سليمان” لمراسل وكالة الآنباء الإسبانية إنهم كانوا يتجمعون كل عام في محافظة نينوى للتنزه بالحدائق، لكن لم تعد هذه الروح المرحة موجودة.

متابعاً: “لم تعد الأمور مثل ما كانت عليه.. لأن أصدقاءنا وأقاربنا تركوا الوطن بسبب المجازر التي حدثت فيه والتدمير الذي لحق به، جراء عمليات تنظيم داعش”.

كنائسنا تحولت إلى ذكرى

على جانب آخر، أشارت نازحة أخرى تدعى “شيماء عبد الكريم” إلى أن الكنائس كانت في السابق تتجهز لإقامة الاحتفالات بهذا اليوم.

مضيفة: “كانت أيام رائعة”، لكنها تحولت إلى “ذكريات مؤلمة”، لأن كنائسنا أضحت مدمرة، ولا تزال هناك عشرات المعابد المقدسة في البلدة القديمة التي يحتلها “داعش”. مستطردة “إنه لأمر مؤلم ألا تدق أجراس الكنائس أكثر في هذا اليوم”.

وتمضي شيماء في تعليقها، قائلة: إن “الآشوريين كانوا أول سكان الموصل”. معربة عن أملها في العودة مرة أخرى إلى المدينة مؤكدة على أن المخاوف لا تزال قائمة.

الأطفال يتحاشون الآلم بالفرح

وكان الأطفال يمرحون ويلعبون بالوجوه الملونة متجنبين النظر أو التفكير فيما لحق بالمدينة على بُعد عدة كيلومترات قليلة، بينما انشغل الكبار بإحضار الطعام على المناديل المفروشة على الأرض.

من جانبها أكدت الآشورية “نوال عيسى”، على أن “الحياة ستستمر برغم كل الصعوبات التي تواجهنا”، وتابعت: “أساس ديننا هو الحب والسلام وهو ما يمنحنا القوة لعبور المحنة”.

معبرة عن اشتياقها للاحتفالات التي كانوا يرتدون فيها الملابس التقليدية ويرفعون فيها العلم الآشوري في كل مكان.

وطالبت المجتمع الدولي بحماية المسيحيين العراقيين، داعية من تركوا البلاد أن يعودوا إليها لأنها “بلد الأجداد”.

يشار إلى أن حوالي 130 ألف شخص من الآشوريين الذي يمثلون أقلية دينية تركوا منازلهم في الموصل منذ سيطرة “داعش” عليها، وفقاً لبيانات أفاد بها الناشط المسيحي “نوصات بولز”.

مضفاً أن “حوالي 90 ألفاً و400 مسيحي لا يزالون في العراق، بينما هاجر الباقون إلى الأردن وتركيا ولبنان والولايات المتحدة أو أوروبا، في حين دمر الجهاديون 70% من المنطقة المسيحية”.

ومن جانبه، هنأ رئيس الوزراء العراقي “حيدر العبادي”، الآشوريين بعيدهم مؤكداً على “أهمية الحفاظ على التنوع الثقافي في العراق، وتعزيز الوحدة والتعايش السلمي”.

كما أشاد بدور الأقليات الدينية المختلفة في المشاركة في النجاحات التي حققتها القوات العراقية على العناصر الإرهابية.

ويتزامن هذا الاحتفال مع إعلان المخابرات العسكرية العراقية مقتل الرجل الثاني في “داعش”، الذي يدعى “إياد حامد الجميلي” ويكنى بـ”أبو يحيي” خلال هجوم جوي على مدينة القائم الواقعة بمحافظة الأنبار غربي العراق المتاخمة للحدود العراقية السورية، ولا تزال تحت سيطرة التنظيم الجهادي.

ويزداد حصار “داعش” في العراق شيئاً فشيئاً منذ إعلان القوات العراقية مدعومة بالتحالف الدولي بدء عملية تحرير الموصل التي كانت المعقل الأساسي للمتشددين، حتى أن “أبو بكر البغدادي” أعلن منها ما أسماه “خلافته” في 29 حزيران/يونيو 2014.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة