19 ديسمبر، 2024 3:39 م

عاشوراء مدرسة المنتظرين

عاشوراء مدرسة المنتظرين

لقد أثبتت الحقائق التاريخية؛ وبشهادة زعماء الثورات الإصلاحية في العالم, إن ثورة الإمام الحسين”ع” في عاشوراء, أسمى ما نودي فيه من أهداف الإصلاح والتغيير والنهوض.

لذا فإن الشيعة هم الأوفر حظاً بين الشعوب الأخرى, كونهم الامتداد الطبيعي لتلك المدرسة الخالدة, التي انطلقت منها ثورة الإمام الحسين”ع” الإصلاحية بشعاره “إني لم اخرج أشراً ولا بطراً, أنما خرجت طلباً للإصلاح في امة جدي محمد”ص” فكان إصلاح واقع الأمة والمجتمع, أهم وابرز ما طالب فيه سيد الشهداء”ع” عندما وصل الحال في الأمة الإسلامية آنذاك إلى تردي الواقع السياسي والاجتماعي, بسبب الفساد المستشري بمؤسسات السلطة الحاكمة, فكان لابد من نهضة حقيقية لتغيير ما افسد, وتصحيح ما سيء التصرف فيه, حتى أصبحت إراقة الدماء بعاشوراء ضرورة لابد منها, فقال شاعرهم: لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى…حتى يراق على جوانبه الدم.

وانطلاق من تلك النهضة الحسينية ومبادئها التغيرية, ضد الظلم وأسبابه, جعل المؤمنون مدرسة عاشوراء منطلقاً لأهدافهم في إصلاح واقع الأمم الإسلامية والإنسانية, كون الرضوخ والإهمال من دواعي الإفساد المجتمعي, والتي تشكل خطر في انحدار الإنسانية, أمام وسائل الصراع الفكري والثقافي, بعدما استطاع أعداء الإسلام النفاذ في أعماق المجتمعات, والغوص في ثناياه, ما تسبب بتراجع مستوى الإدراك في فهم المشاكل المحدقة, وانخفاض مستوى الوعي, حتى أصبحت ظواهر تقليد الباطل, والانغماس بالرذائل, والانحلال الاجتماعي والخلقي من دواعي نجاح الخصم, وكأنما لم تكن هذه الأمة هي نفسها, التي قام فيها الإمام الحسين”ع” مصلحاً لأحوالها, ومنها تعلم المسيحي والبوذي والشيوعي مبادئ الإصلاح وعوامل النجاح.

لذا لابد؛ من جعل أيام عاشوراء وإحياء الشعائر الحسينية, نبراس نقتدي بهديه, وسراج نستضيء بنوره, لنتعلم من فكرها دروس الإصلاح, ونجعل أهدافها غاية المرام, التي نمضي لتحقيقها, ليصدق قول الانتظار الحقيقي بأن عاشوراء مدرسة المنتظرين.

أحدث المقالات

أحدث المقالات