18 ديسمبر، 2024 10:58 م

لااعرف لِمَ ُيذكرني سقوط المطر واشتداده بعيني (إيتان) ذات البشرة السمراء التي اخذت من القهوة وإمتزاجها بقشطةِ اللبن لونا اعطى عينيها بريقاً مثل عينا قطةٍ في ظلام
لازال يرتسم في مخيلتي وجهها المبتسم دائما بغمازتيه كأنهما نبعا ماءٍ نضب نضوحهما.
وضحكتها المدويه التي تملئ المكان تجذب انتباه المارةِ اليها.
وشعرها القصير الذي يغطي ارنبة الاذن والذي تُصففه مثل تسريحات ممثلاتِ السينما.
في اول يومٍ بمعرفتي بها عندماقدمني اسعد احسستُ كأني اعرفها من زمن بعيد
.انا الجنوبي المثقل بعادات القبيلةِ وتقاليدها المعقدة في بعضٍ منها
لماذا انت كئيب؟
ماهذا الحزن الذي يملئ عينيك؟
جذبتني لكنةُ لسانها ونطقها العربية بتعثرٍ في بعض حروفها فزادها عذوبةً ورقةً لانها تنحدر من اصولٍ تركيه.
حرصت مع الوقت ان اكون عند تلك المصطبة تحت ظلال الشجرة العملاقه كما يسمونها كلما سنحت لي الفرصة بين المحاضرات،لاكون الاول في لقاءها ولاختلس النظر الى عينيها بتمعن ودقة .
وانفرد بحديثٍ معها قبل قدوم الاخرين.
وهي تتحدث عن البيت وعاداته وسيطرة الاب على كل مافيه سالها اسعد هل تتزوجيني؟
ضحكت وبعفويتها المعتادة ودون حرج.
ابي لايقبل الزواج من العرب
وهل فيك شيئأ يستحق ان تفكر فيه اي امرأة بالزواج؟
ضحك المجتمعون حولها يشاركهم اسعدخافيا ارتباكه وحرجه.
لمن لا اتزوج هذا الانيق واشارت اليَّ.
فاجئني جوابها واربكني لاحظت هي ذلك
مابك ؟ لماذا خجلت؟ والله لو يوافق الاهل بالزواج من عربي ساتزوجك ولو غصبا .
اثار جوابها الغيرة في اسعد
اماذا هو؟ وليس انا.
لانك متعجرف قبلي وهو متحضر منفتح.
لكن لاتغار لا اتزوجكما.
في العطلة الربيعيه غادرت إيتان الى مدينتها شمال البلاد ولم تعد لان رصاصا طائشا ذهبت ضحيته. عندما هاجم متمردون على الدولة قسم الشرطة القريب من دارهم.
ومثل حبات العنب انفرط الجمع.
لم افارق مجلسها عند المصطبةِ تحت الشجرة حتى في ايام العطل.
يجالسني فلاح الحديقه
انظفها من اوراق الشجرة
هل كانت تحبك؟
فاجئني سؤاله
انا احبها.
من طرفٍ واحد،ما اصعبه لهيب يحرق الجوف ولكنه صادق المشاعر
من طرفين اجبته لكننا كتمناه
وحَبَسنا مشاعره.
انا اشعر انك تعشق حتى حفيف اوراق الشجرة……
نعم صدقت.
ا اختفى قرص الشمس بستار الغيوم وبدأت حبات المطر تراقص اوراق الشجرةِ
كانت إ يتان تغني اغنيةً تركيه عند اشتداده.
تَرجَمتْها لي
)انه المطريبكي لاجلنا
انه يمحي الماضي
انتهى عشقنا كقصص الاطفال
ماكنت اعرف قيمتك
كيف ماتوافقت معك
انتهى عشقنا كقصص الاطفال)