18 ديسمبر، 2024 11:10 م

مؤتمرات الخارج …اعتراف بداعش ؟!!

مؤتمرات الخارج …اعتراف بداعش ؟!!

لا يخفى حجم ما يمر به العراق من انعطافات خطيرة في مسيرة تاريخه الحديث ، وخصوصاً بعد سقوط النظام 2003 ، إذ امسى ساحة حرب عن الآخرين ، وأصبحت دماء الابرياء هي دماء الاختبار ، والمتابع لواقع العراق السياسي بعد أحداث التغيير يجد أن هناك عدم استقرار ، وأن هناك صراعاً يراد له أن يبقى مستدام ، وأن عناصر ادامته تأتي من الخارج عبر سياسيي الداخل ، ويأتي ذلك من خلال المؤتمرات التي تعقد في الخارج ، وان انعقاد مثل هذه المؤتمرات المشبوهة سرقة لصوت العراقيين ، وخيارهم في العيش ببلدهم وارضهم ، إذ أن انعقاد مثل هذه المؤتمرات تمثل عامل عدم استقرار للمجتمع ، وهذا ما انعكس فعلاً في الاجتماع الأخير الذي عُقد في أسنطبول بتاريخ 8/3/2017 بترتيب ومبادرة ورعاية تركية كانت معالمها الزيارة التي قام بها “أردوغان ” لدول الخليج ، حيث تكللت هذه اللقاءات بعقد الاجتماع والذي وُصف “بالسري” وبأشراف رئيس الاستخبارات التركية “هافان فيدان” وبحضور ممثلين عن دول الخليج في مقدمتها السعودية والأردن ، وحضور شخصيات سياسية عراقية مثلت نواب ووزراء وسياسيين ومسؤولين في الدولة العراقية ، ورجال اعمال وشيوخ قبائل ، كما أن انعقاد مثل هكذا مؤتمرات لا يدخل في خانة ترتيب البيت السياسي السني ، خصوصاً وان هناك من الحضور ممن هو متهم بالإرهاب ، ومحرض للطائفية ، عبر التصريحات وأثارة التفرقة بين ابناء المجتمع الواحد ، كما أنها ربما تمثل تهديداً واضحاً لاستقرار الدولة العراقية ، خصوصاً وأن الدولة الراعية تمثل معبر لإرهابيي “داعش” ، كما ان بعض الحضور في هذا المؤتمر والذي ترعاه الاستخبارات التركية والخليجية ولديهم ارتباطات رسمية مع المؤسسات والدوائر الحكومية سواء في السلطة التشريعية والتنفيذية ، وهذا فيه خلاف واضح للسياقات الدبلوماسية ، والعمل الرسمي والسياسي ، إذ لا يمكن ان يكون السياسي مشارك في الحكومة من جانب ، ومن جانب آخر يمارس دور المعارض ، من خلال الحضور في مثل هذه المؤتمرات ، ناهيك عن كونه تدخل سافر في الشأن الداخلي ، وتهديد للسلم المجتمعي للبلاد .
إذا كانت ا لقوى السياسية السنية تسعى الى توحيد موقفها السياسي وخطابها استعداداً للمشاركة وخوض الانتخابات القادمة ، لماذا لم تعقد مثل هذه المؤتمرات في الداخل ، بدل سيطرة دول الجوار على القرار السياسي العراقي ، ولماذا هذه السرية والتكتم على هذه المؤتمرات ؟!!
أعتقد وكما يرى الكثير من المتابعين للشأن السياسي العراقي ، أن الحلول لمشكلة العراق وسياسيه تكمن في المصارحة والمكاشفة ، والجلوس على طاولة الحوار الهادف ، وابعاد انعدام الثقة بين المكونات ، والسعي الجاد من اجل توحيد الموقف والخطاب لمواجهة خطر داعش ، والذي لن ينتهي عند حدود الموصل الحدباء ، بل سيبقى خطراً يهدد العراق بشعبه ومكوناته جميعاً ، كما على الجميع أن يثق بالعراق وطناً ، وان يجعل منه مخرجاً لجميع مشاكله وخلافاته ، والسعي الجاد نحو تطويق الخلافات بما يحقق الامن والامان للجميع .