كما نحن بحاجة ماسة الى نقد المكتوبات والمقروءات فنحن بحاجة أمس ايضا لنقد الحدث وتحليله وذلك من خلال فهم مايراد منه وأدراك الهدف الحقيقي له والتعرف على الاغراض الأنية المرادة منه ولكننا في كثير من الاحيان نتعرف على المردات الانية للاحداث ولكن تختفي وتبتعد عن أذهاننا الاهداف الحقيقة التي تنهتي اليها تلك الاحداث مثال على ذلك واقعة رفع المصاحف في معركة صفين استطاع الامام علي ع بسرعة كبيرة ان يتم عملية نقدها ويبين المراد الاني لها على انها دعوة يقصد منها (كلام الله بيننا )اوانها الدعوة للسلام ولكن الهدف الحقيق منها هو ايقاف هزيمة كبيرة وقع فيها جيش بن ابي سفيان وانها خدعة شيطانية للحد من الانتصار الوشيك الوقوع وخلق حالة من الشك والارباك في صفو ف جيش الامام ع فكانت عملية نقد سليمة لا يتصف بها الا القادة الأكفاء ومثال آخر على عملية النقد السريع للحدث خطب أمير المؤمنين (عليه السلام) بالكوفة، فقام رجل من الخوارج فقال: لا حكم إلا لله، فسكت أمير المؤمنين (عليه السلام)، فلما أكثروا قال: كلمة حق يراد بها باطل.فكان المقطع الاول من الكلمة “كلمة حق ” كانت وصفا فقط وتوضيحا للمراد الاني منها اما “يراد بها باطل” كانت حكما وتفكيرا نقديا للحدث وأدراكا للهدف الحقيقي الذي يسكن خلف تلك الصيحات فعملية النقد مهمة جدا في حياة القادة ومهمة ايضا في حياة الافراد ((عباس ))
