يبدو ان عصر التحالفات الذي انتهى بعد تفكك الاتحاد السوفيتي السابق قد نفخت فيه الروح من جديد فالحلف الجديد الروسي العراقي الايراني السوري الذي ولد من رحم صراع العالم مع داعش واستفحال هذا الوباء في دول المحيط الايراني حصراً ولا تنتشر داعش في الدول الاسلامية السنية عدا تلك التي اتخذها الايرانيون ملعب لهم وهي كل من العراق وسوريا واحيانا لبنان ، والقاريء قد يقول بانني احاول ان ابين بأن من اوجد داعش هم الايرانيون وهذا هو المراد فبعد ان انتهى دور بن لادن وقررت امريكا ان تنهي لعبة القاعدة وترمي بهذه الذريعة التي عن طريقها احتلت كل من افغانستان والعراق واركعت العالم اجمع لما تريد حتى اصبحت دول عظمى كفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين تذعن للقرارات الامريكية بخطئها وصوابها ، وما ان رمت امريكا لعبة القاعدة من يديها حتى تلاقفتها روسيا وايران وبادارة مباشرة من المخابرات السورية لتحل داعش بدل القاعدة وبصورة اكثر قساوة واكثر دموية واحلت حتى ما حرمه سلفها السابق تنظيم القاعدة فهي اعتدت على كل الديانات وعلى كل المقدسات ولم يسلم منها احد حتى انها مسحت تاريخ وحضارة وبنى اساسية لمحافظات سيطروا عليها وكمثال على ذلك محافظة الموصل ، ودليل على ان من يسير داعش هي اجهزة المخابرات الروسية الايرانية السورية هو ظهور داعش في كل منطقة يسيطر عليها معارضوا النظام السوري حتى يبدأ قتل قيادات تلك المعارضة وسيطرة داعش على الموقف ثم دخول القوات السورية التابعة للنظام الى تلك المنطقة بسلاسة ، وهذا الحدث تكرر ويتكرر كل يوم على الاراضي السورية ، وكذلك ظهور داعش في العراق فأول يوم لظهورهم كان في مدينة سامراء وبثت القنوات العراقية عناصر داعش وهي تجوب مدينة سامراء وبالقرب من الاماكن المقدسة وسرعان ما تبخر التنظيم ليظهر في مدينة الموصل ويترك سامراء ويبدوا انهم اخطئوا بظهورهم ذلك ، وكان التوجيه لهم بعدم دخول المناطق الشيعية والدليل محاصرتهم لمنطقة صغيرة وهي منطقة أمرلي لمدة 70 يوم وتركها دون ان يفعلوا كما فعلوا مع الايزيدين او السنة او المسيحين في الموصل ، وبعد تحشيد الميليشيات واصدار الفتاوى لمحاربة داعش ودخول ايران بكامل ثقلها وتحقيق انتصارات نظرية كما حدث في تكريت واظهار صورة للعالم بأن الميليشات والاحزاب الشيعية هي المدافعة وهي القادرة على القضاء على داعش امام انظار العالم وان امريكا تريد ان تطيل امد اللعبة من هنا ولد التحالف الجديد الروسي الايراني السوري العراقي كمحارب لداعش ومدافع عن الانسانية ويبدو ان امريكا تركت لهم الارض من اجل ان يتورطوا في محاربة داعش وهي تراهن على ان هذا التحالف سيقع في مستنقع داعش كما وقعت روسيا في مستنقع افغانستان سابقاً ، وهنا سيظهر لنا جلياً من مع من هل ان داعش مع امريكا ام ضدها هل ان داعش يأتمر بأمرة روسيا وحلفها ام لا وذلك بعد ان نرى نتائج الصراع فأن حققت روسيا وحلفها نصراً سريعاً وحاسماً والقضاء على داعش وتحرير المحافظات العراقية والسورية من قبضتهم عندها سيكون رأينا صائب بأن من كان يدير هذه المنظمة هم اصحاب الحلف الجديد وان حدث العكس فعندها ساعترف بخطئي وانني اجهل في السياسة الشيء الكثير .