صدق الامام الصادق (ع)، واحياء أمر أهل البيت (ع) لا يتأتى بالحب والمودة وحدهما فحسب، بل لابد من التولي، لإن الحب والمودة لا يدرك صاحبهما النصر إلا بالتولي، وجميع هذه العوامل شأنها يؤدي إلى قبول توبة الله على عبده ولو كانت ذنوبه كزبد البحر. وهذا هو النصر الاكيد.
اما إدراك الفتح الذي بشر به الحسين (ع) عندما خرج من مكة إلى العراق، هو شئ آخر، اقلها أن يدرك الموالي الذي لم يدرك عصر ثورة الحسين (ع) أنه اضافة إلى شروط احياء الأمر التي تنال بها رحمة الله سبحانه وتعالى وقبول توبته، أنه مع الحسين روحا وقلبا وقالبا، وأن يناضل من أجل احياء الشعائر الحسينية وتعظيمها، ومحاربة من سعى إلى تعطيلها، لإن في ذلك تعطيل لشعائر الله، وتعطيل لرسالة محمد النبي (ص) .
وادراك الفتح، يعني فيما يعني من بعض تأويلاته ،أن من يحارب الطواغيت ويكفر بهم وعلى مختلف عصورهم، ويؤمن بالله الذي يعني الايمان بكتبه ورسله وملائكته، وبرسوله محمد (ص) واهل بيته (ع)،فهذا يعني انه أستمسك بالعروة الوثقى وهم “النبي محمد (ص) وأهل بيته (ع)” وهذه ناحية من نواحي إدراك الفتح ، بأن يخرجهم الله من الظلمات إلى النور .
اما الذين تولوا الطاغوت وحاربوا قضية الحسين (ع),فقد كفروا بتوليهم الطواغيت الذين يخرجونهم من النور إلى الظلمات، وذلك هو الخسران المبين، الذي يخلدهم في النار.
(لا اكراه في الدين، قد تبين الرشد من الغي، فمن يكفر بالطاغوت، ويؤمن بالله، فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها، والله سميع عليم، الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور، والذين كفروا أوليائهم الطاغوت، يخرجونهم من النور إلى الظلمات، أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون).