18 نوفمبر، 2024 5:32 م
Search
Close this search box.

يبقى الحسين منارا يستضاء به

يبقى الحسين منارا يستضاء به

خسرت الامة الاسلامية ماضيها وحاضرها عند انقلاب الموازين, وانحراف الدين مع انحراف الحكام في الدولة الاسلامية, التي خسرت الاسلام هويته لكي تلصقه بهوية العائلات والشخصيات الحاكمة, وكأنه مملكة او امارة يحكمها كيف مايشاء, احفاد سلالة من السلالات  العربية التي استولت على الحكم في ذلك الوقت.
ان الامة الاسلامية اسست ووضعت ركائزها في زمن النبي الكريم(صل الله عليه وآله), وختمها بقوله “اني تارك فيكم الثقلين, كتاب الله وعترتي اهل بيتي”,  وما ان فارق الحياة حتى اغتصب حق العترة, ورفع القران ابناء البغايا ليحتجوا على المسلمين بكتاب الله, وما ان وصل الامويين الى الحكم حتى تغيرت بوصلة الاسلام  وانفصلت الامة عن العترة الطاهره الا الفرقة الناجية وهم قلائل جدا الذي ركب سفينة الحسين عليه واله صلوات الله  “مثل الحسين في امتي كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك”.
بعد الانحراف الكبير وتغير المفاهيم خرج  عليه السلام  بطلب الاصلاح في امة جده, بطلب اعادة الحق المسلوب اعادة شرع الباري الذي حرف على ايدي الاموين, ومن سبقهم  كان لابد من ايقاف التفرد بالسلطه من قبل الاموين, وتحويل الحكم الى وراثة امويه, والتصدي للفكر المتغطرس الذي كان ضد اهل البيت عليهم صلوات الله  والعلوين واقصائهم من امة جدهم.
خرج عليه السلام عارف بمصيرة  وما سيجري عليه وعلى عياله, لكنه كان  طالب الاصلاح بقوله”ان لم يستقم دين محمد الا بقتلي فياسيوف خذيني”,فقد حاول الكثيرون منعه من الخروج مثل الاوزعي, فرد عليه السلام” مرحبا بك يا اوزاعي، جئت تنهانى عن المسير، ويأبى … إلا ذلك”,ونستشف من هذه الرواية إنّ هناك أمراً إلهياً يقتضي خروجه وعليه فأنه اذن يمتثل للأمر الالهي.
بعد استشهاده عليه السلام  ووصول اخباره الى الامصار, حتى كان الخبر كالصاعقة  على قلوب المؤمنين, وما زادهم الى طاقه ليصبح ملهم للبطولة والتضحبة والفداء, حتى صار رمز يكتب فيه المستشرقين وتنقل اخباره في مشارقها ومغاربها, ليقول فيه المهاتما “تعلمت من الحسين ان اكون مظلوم  فانتصر”.
تجربته مع الظلم مصداق لو اخذنا به لكنا افضل البلدان, ولو اتخذ نهجه حاكم او زعيم لكان افضل من حكم في المعمورة, وان تضحيته عليه السلام  كانت رمزا لطلب الخير والاصلاح, لا لطلب السلطه فقد ضحى بنفسه وعياله ومقربيه في سبيل اعادة الدين الى مساره الصحيح , ولم يقل سوى “ارضيت يارب خذ حتى ترضى”.
لو تمسكنا بالحسين وقيم اهل البيت عليهم صلوات الله  لخلا المجتمع من الوصوليين والسراق, ولم يعلوا هرم الحكم طالب للسلطه, بل يعتليه من يضحي في سبيل الاسلام والامه,  لكن للاسف ان من في الحكم ترك الحسين وترك ميراثه, واتجهوا ناحية سيد قطب والبنا واعادوا ما فعله الاموين والعباسين فينا, وعادوا اهل البيت واولياهم ورافق الشيطان ليكون وليا عليهم.

أحدث المقالات