الحديث عن وضع الشخص المناسب في الموقع المناسب لاتخلو منه خطب المسؤولين في معظم المناسبات، ومن الاخطاء الشائعة ان البعض يقول:
الرجل المناسب في المكان المناسب مستثنين المرأة من حيث يقصدون او لايقصدون.
ذات يوم استغرق سائق الكيا في تعليق ممجوج تناول فيه سيدة كانت تقود سيارتها بمهارة متحدية شدة الزحام ومجتازة هذا السائق الغشيم وغيره ومن الذين تعجبوا واستكثروا على المرأة قيادة السيارة.
كسرت تعليقه مقاطعاً: تدري ان السيدة ميركل تحكم المانيا،والسيدة تاتشر حكمت بريطانيا، والبرازيل تحكمها سيدة ومستشارة الامن القومي الامريكي كانت سيدة كوندليزا رايس ثم صارت وزيرة للخارجية، السيدة كلينتون الان وزيرة الخارجية الامريكية، وزيرة الدفاع الفرنسي سيدة، وزيرة الاتحاد الاوربي سيدة.. ولم يمهلني اكمل فصاح: “ستاد كافي نكست عكلنة ربعنة كل يوم يتذابحون على الوزارات السيادية والامنية”.
تذكرت وزير اعلام يوغسلافيا السابقة ايام جوزيف تيتو، نسيت اسمه وبقيت قصة اتهامة بالعمالة للغرب، لم يستطع جهاز المخابرات اليوغسلافي العثور على دليل ملموس او تلبس بجرم مشهود يخص هذا الرجل لكن الفشل والاخفاق كان نصيب ادارات الدولة عامة والاعلام خاصة.
رئيس جهاز المخابرات طلب من الرئيس اليوغسلافي تيتو استدراج وزير الاعلام على انفراد في حديث ودي كونه رفيقه في النضال السلبي والايجابي عله يصل الى نتيجة تثبت الشكوك او تبطلها.
استحسن الرئيس تيتو المشورة وبأسلوب شفاف وتطمينات وايمان مغلظة بعدم الحاق اي اذى بالوزير وبعد ان احس انه محاصر وان امره كشف وجد ان الاعتراف افضل فاعترف الوزير بعمالته للغرب: استغرب تيتو متسائلا: ولكن كيف لم يكتشف امرك كل هذه المدة؟ قال الوزير اني مكلف بمهمة محددة هي عدم وضع الشخص المناسب في المكان المناسب.
وهذه المهمة لاتترك بصمات واضحة ولا يلتفت اليها الا البصير الحاذق في علوم السياسة ” يعني مثل مسؤولينا بالضبط”.
المصيبة ان معظم مسؤولينا يعرفون كل هذه الامور ومع ذلك يتمسكون بأشخاص غير مؤهلين لشغل مواقعهم ويصرون على الاستعانة بهم مع انهم يجرونهم من فشل الى افشل ومن تلكوء وتخبط الى اخفاق وبذلك يضعون انفسهم في احد الاحتمالين:ةاما انهم مغشوشون واما مجبرون.
ترى هل تقع عمليات الفساد الاداري والمالي تحت هذا الحقل:
الشخص غير المناسب في الموقع الحساس؟!
وهل صفقات استيراد الاسلحة الكاسدة والمواد التالفة و اجهزة الكشف عن الاسلحة والمتفجرات الفاشلة هي نتيجة لوجود اشخاص غير مناسبين؟
اكيد صفقة عقود شراء رؤوس المولدات التي عقدتها وزارة الكهرباء وتحولت الى لعب اطفال استخفافاً واستهزاءاً بعقول الرجال غير المناسبين من اكبر واعظم مصاديق هذه المقولة او الحكمة التي نتمنطق بها ولا ننفذ.