23 يناير، 2025 12:30 م

الاثر الروحي في معرفة الامة لقادتها

الاثر الروحي في معرفة الامة لقادتها

من نافلة القول ان نتكلم عن كل ماهو متجدد وفاعل ويترك اثرا في حياتنا ومنه ايضا ان نذكر البعد النظري والعملي لكل اسس التحركات لنقف على انجحهن واكثرهن صحة لنصل الى مجتمع يرتبط ببعضه البعض ويصبح عصيا على القهر والخراب والانحراف .
واليوم ونحن نعيش واقعا اقل مانصفه بالماساوي علينا الالتفات الى هذا الامر والتشخيص لنضع الجميع على عتبة الحل والنجاح ,وحتى لااطيل عليكم اقول ان من ترك اثرا خالدا صالحا فهو يحسب له ولمن اتبعه على الصحيح ومن عمل عكس ذلك واوهم الناس فله كل مايترتب على هذا الايهام من عقوبات .
اليوم اضع بين ايديكم حقبة زمنية ليست بالقصيرة ولا الطويلة ولكنها غيرت امور حياتنا بجميع توجهاتها وهي الفترة الممتدة من 2003 ولحد الان ,لقد عشناها بكل ظروفها وتعرضنا فيها لاخطر منحى ولاشرس هجمة كادت ان تعصف بنا كمسلمين وببلدنا كوطن يضمنا جميعا ,فالخراب الاقتصادي والسياسي والامني والثقافي رمى بكل ثقله على المجتمع عاضده في ذلك خراب خطير وهو الفكري الذي هدفه تشويه صورة الدين والمجتمع ورمي كل سلبيات الحالة على الدين وابعاد الناس عنه قدر الامكان ليزجوا افكارهم ومبادءهم المنحرفة داخل الجسد الاسلامي ويصبح الدين اثرا بعد عين ,ولكن اقولها وبمرارة كان حجم التصدي لكل هذه الانهيارت بمستوى اقل من قوة المواجهة والدحر فلم يتقدم احد من الذين يدعون الحرص والخوف على الدين والناس للتصدي سوى اعلاميا لاجل الظهور وليس لاجل الارتكاز وابعاد الخطر عن عقول الناس اللهم الا المرجع الشيخ محمد اليعقوبي وفي مواطن كثيرة سناتي على ذكرها لاحقا فقد كان حاضرا مع كل حدث سياسي وامني وثقافي وفكري يحلل ويشرح الواقع ويضع الحلول ويحذر من عدم اتباع مرضاة الله عز وجل لانها الحصن المنيع امام كل التحديات ,ففي رده على الايغال باتهام الدين بامور ليست منه قال يوم 10/3/2004 (الدين الاسلامي هو المحرك الرئيسي للشعوب في هذه المنطقة الحساسة من العالم ولعدة امور ,الدين هو النظام القادر على توفير السعادة للانسان في الدنيا لانه من وضع الله تعالى خالق الانسان والعارف بما يصلحه ويعدل انحرافه ويعالج امراضه ,وقد وجدت هذه الشعوب في الشريعة الاسلامية ماينظم لهم كل تفاصيل حياتهم الفردية والاجتماعية ,فشل النظم التي وضعها البشر لتنظيم حياتهم وقد راينا كيف انهارت الشيوعية في معقلها والراسمالية سائرة بنفس الاتجاه للانهيار لان الامراض الاجتماعية والنفسية والاقتصادية تنخر جسدها وبدات الشعوب في الغرب تتململ من النظم المتحكمة وعبرت عن ذلك في كثير من المناسبات ,ان علماء الدين وائمة الاسلام اتصفوا بالنزاهة والاستقامة والترفع عن الدنيا ونكران الذات وهي صفات رفعنهم في عيون الناس وجعلتهم منقادين لهم ويمنحونهم مطلق الثقة ) ان هذا الكلام هو الرد على المشككين بروح وجوهر الدين اما الممارسات غير المنضبطة من اناس يدعون التدين فلا تحسب على الدين بشيء .
وفي معرض اجابته عن التغيير الذي حصل في العراق 2003 وكيف تتم الاستفادة منه لاالعكس فقال في كلمة له يوم 2/7/2003(ان التغيير وان حصل ظاهرا على يد الولايات المتحدة وبريطانيا وهو صحيح لان الظالم لايقدر عليه الا من هو اظلم منه الا ان السبب الحقيقي هو الله تعالى وماهذه الاسباب الا وسائل وادوات يهيئها الله عند تحقق الشرط وشرط تغيير الظلم وازالته هو عودة الامة الى ربها ودينها والتزامهم بشريعته قال تعالى (لايغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم )فاعملوا على تحرير انفسكم من انفسكم فانها مرهونة باعمالكم فاستبقوا الخيرات وسارعوا الى مغفرة من ربكم ).
اذن هنا نضيف امرا بسيطا ونقول ان دعوة المرجع اليعقوبي الى الاستفادة من التجارب وجعلها طريقا سليما للسير عليه هي كدعوة الانبياء والرسل الائمة الهداة حين اشترطوا لنجاح اي امة وبلد ان يضعوا كل شيء في الميزان ويعرفوا مافعل الله تعالى بالامم التي ابتعدت عن مرضاته وكيف دمرها وبطرق متعدد منها الامراض والحروب والاقتتال مابين الاهل وكيف ان الامم التي ارتضت طريق الهداية كيف رفعها عز وجل وجعلها قدوة للسائرين .
هنا اعود واقول هل من مستمع لهذا الحديث وقارىء له يزن الامور بميزانها الصحيح وهل من سائر على درب الهداية بلا منة منه ولاتوقع التكريم ,لنتكل على الله جميعا ونقول حيا على خير العمل فهو السبيل الوحيد المنجي وذو الثواب .
لنا متابعة اخرى مع شذرات اخرى