ليس إنذار شؤم حينما نتوقع بأن العالم مقبل على حرب عالمية ثالثة, حيث إن المعطيات هي من تقول هكذا, ولنا في الحربين العالميتين السابقتين تجارب موضوعية, من أهمها؛ التحالفات الدولية المحورية, التسابق لتقوية ترسانة التسليح.
حيث أن الولايات المتحدة هيمنة على السياسية العالمية من خلال قوة القطب الواحد منذ أكثر من أربعة عقود, بدأت الآن تخضع للاعتراف بالقطب أو المحور المنافس, خاصة بعد الاتفاق النووي الإيراني, الذي اجبر الغرب على الاعتراف بالوصيف الإيراني منافس ضمن محور الشرق, الذي بدأ يعلن عن وجوده عملياً (روسيا, الصين, كوريا الشمالية, فنزولا, إيران) خصوصاً بعد دخول الروس الحرب ضد الإرهاب صنيعة أمريكا, الساعية للهيمنة على الشرق الأوسط من خلاله.
فيما يأتي الملف الاقتصادي؛ وانخفاض أسعار النفط العالمية, داعماً لتوحيد المحور الشرقي ضد اللاعب الأبرز فيه الولايات المتحدة, الداعمة للتلاعب السعودي بأسعار النفط, وبيع داعش للنفط العراقي والسوري بأسعار منخفضة جدا, فيما طرق الصمت العالمي جرس إنذار الاتفاق (الروسي, الإيراني, العراقي, السوري) حينما أعلنت هذه الدول تشكيل غرفة عمليات لتوحيد الجهد ألاستخباري في المنطقة, ضد عصابات داعش, فيما تكلل الاتفاق بالضربات الجوية التي استهدفت فيها طائرات الروسية الأرتال النفطية المتوجهة من العراق نحو الموانئ التركية.
هذه الإجراءات السياسية والاقتصادية والأمنية, لا محال ستعجل الحرب العالمية المرتقبة بين المحورين, وستعيد رسم الخارطة السياسية في منطقة الشرق الأوسط من جديد, خلافاً لما رسمته أمريكا وبريطانيا قبل مائة عام في اتفاقية سايكس _بيكو.