يقتلني وبكل أنواع الأسلحة الفتاكة ، البيضاء والسوداء ، خمسة أصناف من بقايا البشر في العراق بعد هلاك ثلث الشعب المسكين بشتى أساليب القتل وووسائل التنكيل والتعذيب والجوع والحرمان والتلوث والأوبئة والأمراض الحية منها والمنقرضة على حد سواء وانا لهم بالمرصاد !!
الأول : تهاجم قاطع طريق أو لصا محترفا أو سارقا متنفذا للمال العام أو قاتلا مأجورا أو عالم دين منافق او شيخ عشيرة متزلف او مدير مؤسسة فاسد ، فيقفز أحدهم فورا ليدافع عن ذلكم الشخص ليس إيمانا به ولاحبا له وانما للتخفيف من حدة غضبك في حال كان المدافع محبا لك او لإغاظتك فيما لو كان كارها لك وهؤلاء اتعامل معهم على وفق القاعدة التي تقول :
يُخَاطِبني السَّفيهُ بِكُلِّ قُبْحٍ ….فأكرهُ أن أكونَ له مجيبا
يزيدُ سفاهة ً فأزيدُ حلماً …..كعودٍ زادهُ الإحراقُ طيبا
الصنف الثاني : الطائرات الحربية تقصف المدنيين وتحيل أحياءهم السكنية ركاما ، البارجات البحرية تقتل الأبرياء الآمنين ، المدفعية الثقيلة تدك مساجد وأسواق ومزارع ومصانع ومنازل المساكين والمظلومين بقنابل النابالم والفسفوري والعنقودي والبراميل المتفجرة ، العجلات المفخخة تهز الأسواق والمقاهي والمدارس هزا عنيفا وتحيل جثث الضحايا الأبرياء أشلاء ممزقة ، الميليشيات الغادرة تختطف وتغتال وتحرق المحال والمؤسسات والبساتين وتفرض الإتاوات بأمر مباشر او غير مباشر من الطغاة في سدة السلطة والأخ – صاموط لاموط ، لاحس ولانفس “.
تصدع بما يختلج في صدرك وتقول عند نفوق أحدهم ” الحمد لله لقد مات الطاغية الفلاني ” فينبري الأخ ذاته بعد سبات طويل قائلا ” يا أخي لا تشمت بالأموات فهذا ليس من أخلاقنا ” لك دكل خـر …. وووووووع !!
وهؤلاء أتعامل معهم على أساس البله والعته والسفه وكما قال الشاعر :
أقول له: عمرا فيسمعه سعدا … ويكتبه حمدا وينطقه زيدا
الصنف الثالث : تقول أحب فلسطين المغتصبة فيقول ” يمعود شخبصتونه دخلي انحير بمصايبنا هسه !!”
تقول ” وداعا فلسطين الحبيبة ومسجدك الأقصى المبارك ، إنا راحلون ” ، فيصرخ ” أين القضية المركزية في حياتكم …لماذا لا تنتفضون أيها الجبناء الخائرون ؟! “.
وهذا أنموذج مزاجي متذبذب، صباحا يؤمن بالقضية الى حد الثورة ، ومساء يكفر بها الى حد الإنقلاب العسكري ومع هؤلاء اتعامل على وفق :
لا بأسَ بالقومِ من طولٍ ومن عظمٍ… جسمُ البغالِ وأحلامُ العصافيرِ
الرابع : وهذا صنف إن ذممت أحدا أمامه مع ما فيه من مساوئ لا تحصى سارع فأمتدحه وإن أثنيت على أحد طبقت أعماله الصالحة وسيرته الحسنة الأفاق ، سارع فذمه وهجاه ومع هؤلاء أتعامل بـ :
فقر الجهول بلا عقل الى أدب ….. فقر الحمار بلا رأس إلى رسن
الخامس : صنف بحاجة الى المدرستين التحليلية والسلوكية وعلم النفس الاجتماعي والثقافي لسبر أغوار نفسيته المريضة الى حد العفن ، يذم البخلاء صباح مساء وهو من أبخل خلق الله ، يهجو الجبناء وهو أجبن من إسماعيل ياسين ، يغتاب الناس مذ شروق الشمس وحتى غروبها ولو اغتاب احدهم شخصا أمامه صاح به ” أمسك عليك لسانك ” ، يغش في الميزان وفي البيع والشراء ثم يكتب يافطة كبيرة يضعها فوق مكتبه ” لا تبخسوا الناس أشياءهم ” ، يظلم الناس ويفتي في العدل والأنصاف ، وشعار هؤلاء ” درهم نفاق يساوي حفنة من الطموح” وتعاملي مع هذا الصنف الموبوء على ضوء ما قاله فيهم الأمام علي عليه السلام ” المنافقون قد أعدّوا لكلّ حقّ باطلا و لكلّ قائم مائلا و لكلّ حيّ قاتلا و لكلّ باب مفتاحا و لكلّ ليل صباحا” .
وحقا ما قاله أحد الحكماء حين سئل ذات يوم ” لماذا لا تنتقم ممن يسيئون إليك ؟ قال ” وهل من الحكمة أن أعض كلبا عضني ؟! . أودعناكم أغاتي