لا أحد من شعب كوردستان ، في أربيل أو السليمانية أو دهوك ، لديه أدنى شك بأن رئيس إقليمهم السيد مسعود البارزاني هو صاحب القدح المعلى في أنه أوصل كوردستان الى كل هذه المكانة وكل هذه المعالم العمرانية الشاهقة التي بفضل قيادته الحكيمة وقوة شخصيته وقدرتها على التأثير والتميز هي من حققت للكورد حلمهم بأن يكونوا بهذه الدرجة من الرقي والتقدم والنهوض التي يحسدهم عليها الجيران جميعا، حتى تحولت كوردستان الى واحة غناء تزدهي بكل هذه الصروح الحضارية التي تشكل احدى معالم النجاح الكبير التي تحسب للبارزاني على انه من حفظ لهذا الاقليم هيبته ومكانته.
لم يكن مسعود البارزاني يحلم بان يعتلي عروش السياسة لمطامع عابرة او نزوات شخصية ، ولم يكن حتى كرسي الرئاسة يضيف للرجل قيمة اعتبارية ، لأن السيد مسعود البارزاني هو من اضاف لهذا الموقع الاعتباري مكانته وهو من منح الكرسي قوة التأثير في اوساط شعبه والمجتمع الدولي، لأنه قبل كل شيء هو رمز تاريخي للكورد في زمن لم يعتلي صهوة السياسة الا رجالات الصدفة الذين برزوا تحت واجهات الديمقراطية قبل بضع سنوات، وهو نفسه من سهل لهم الصعود الى المواقع العليا ولم يكن احد بعرف عنهم الكثير، ومع هذا لم يتوقف تآمر ( البعض ) من سياسي الصدفة على الرجل، بالرغم من انه هو من منح الكثيرين منهم القيمة الاعتبارية تحت ظلال زعامته وريادته التي حظيت بالاحترام والتقدير ، ولم يكن يراهن على السياسة وكراسي السلطة لكي ترفع من شأن بعض الرجال الذين ركبوا موجتها بتحريض ممن أرادوا تفريق الجمع وتقطيع اوصال كورستان الى اقاليم كانتونية ، كل يريد ان يسلخ من جلدها عليه يكون بمقدوره اطفاء جذوة شعلتها الوهاجة في النفوس عزا وكبرياء واصالة الرجال التي لاتضاهيها في بريقها نجوم او بقايا كواكب تكسرت وتهشمت لتتحول في نهاية المطاف الى حجر لايغني ولا يسمن ان لم تكن اضراره اكثر من فوائده ان سقط ركامه على رووس الناس الابرياء واصابهم بالفواجع والنكبات ، كما حال الطارئين الذين يلهثون خلف مجد زائف او بريق كذاب عله يكون بمقدورهم ان يكون لهم مكانة حتى وان كانت وضيعة بين كراسي السلطة الصدئة والتي سرعان ماتتكسر اطرافها بعد اية هبة ريح وتلقي بهم هم وكراسيهم في مهاوي النسيان، وكم من تقلدوا مناصب رئيس دولة في بلدانهم ورؤساء برلمانات ، وليس بمقدورهم ان يحلوا رجل دجاجة.
شخصية مثل السيد مسعود البارزاني عملة نادرة ومعدن اصيل كان على جميع الكورد ان يحفظوا له الود والعهد بأن يتشرفوا بأن وضعتهم الاقدار تحت ظلال خيمته ليزدادوا بريقا ولمعانا وعلو شأن ومنازل لم يحلم بها كثيرون، لم يكن لديهم اي منجز او اثر مادي او معنوي لكي يشار لهم بالبنان، فكانوا ان اوصلوا الاقليم الى كل هذه المناوشات غير المجدية والالعاب البهلوانية التي كان بعض الصغار ربما يهوون الانسياق لاغراءاتها في مرحلة ذكريات الطفولة الحالمة، ومع هذا لم يكن حتى ضمن احلام اطفال كوردستان ان يكون لهم رأي آخر بالسيد مسعود البارزاني الذي هو شمسهم وحلم اقمارهم ونجوم سمائهم التي اضاءت إقليمهم واوقدت شموع الضياء والفرح والشعور بالزهو والكبرياء لان كوردستان اصبحت بين ليلة وضحاها واحة غناء ترفل بالعز والاستقرار ومعالم الطمأنينة بين ربوعها، ولم يكن اطفال كوردستان ولا سكانها يتوقون ان يأتي من يكدر فرحتهم او يحاول اطفاء نيران شعلتهم او نورهم الوهاج ، ارضاء لنزوات نفر من رجالات السياسة ممن ركبوا موجتها تحت واجهات الديمقراطية مرة او وتحت لواء لعبتها مرة اخرى ظنا منهم ان الديمقراطية وصناديق الانتخابات وحدها من تحفظ لكوردستان مكانتها، وما ظنوا ان الديمقراطية قد لاتساوي لدى ابناء الكورد قشرة بصل او قنينة ماء فارغة او كسرة خبز اذا فقدت كوردستان امنها واستقرارها، ارضاء لمطامع الحالمين بالزعامة ، وما دروا ان السيد مسعود البارزاني قبل ان يكون رئيسا لاقليمهم وشعبه هو من اختاره هو زعيم وطني كبير صاحب ارث نضالي مشرف وهو من دعاهم لأن يشاركوا في بناء لبنات هذا الكيان المهاب الجميل المبهر ليكون معلما يسحر شعوب المنطقة المنغمرة في لعبة الحروب والصراعات والمؤامرات التي ليس لها اول وليس لها آخر، والكورد لايريدون الدخول في متاهات صراعات لاناقة لهم فيها ولا جمل.
راقبوا مشهد التصريحات التي تنطلق من هذا البوق السياسي او الدعائي المحرض وتابعوا تدخلات دول الجوار وبخاصة ممن توعدوا كوردستان الخير والسلام بأن يحولوها الى بركان يتصارع ، لتجدوا كيف يتم صب الزيت على النار لتزداد اشتعالا ، وكانت هناك شخصيات سياسية عراقية وايرانية غارقة حتى اذنيها في مؤامرة نقل الصراع الى كوردستان لتكون احد ساحات تآمرهم عليه، وما أدرك بعض رجالات السياسة الجدد او من تتلمذوا على ايادي بعض تلك المدارس الاقليمية التي نفخت في نفوسهم الشر ابعاد اللعبة لتحرك فيهم كل الضغائن والاحقاد والعقد القديمة كي تفعل فعلها وينتهي حلم اقامة كوردستان الجميلة الوديعة الصافية الرقراقة ، التي يحسدها كل الجيران بلا استثناء ، وها قد تحققت بعض نبوءات الاشرار باستهدافها في ان جعلوا من ارض كوردستان مدخلا لساعة صراع نتمنى ان تنتهي الاعيبها في وقت قريب لكي لاتتحول تلك الواحة الغناء الى بحيرات للدم والرذيلة كما يجري على مقربة من كوردستان او تلك التي تبعد عنها بعض الشيء، لكن وعي الكورد وقيادتهم الحكيمة بزعامة رئيس اقليمهم مسعود البارزاني هو من يحقق لهم كل امنياتهم الجميلة في تثبيت دعائم الامن والسلام والاستقرار والطمأنينة والمحافظة على كل هذا العمران الشاهق والبناء الجميل، ولن ينجرف الشعب الكوردي الى منزلق بعض رجالات السياسة الطارئين وذوي الاحلام الشخصية والباحثين عن مجد عابر، ودعاؤنا ان يحفظ الله لكورستان هيبتها ووقارها ورئيس اقليمها وقائد جمعهم صاحب التاريخ والارث النضالي المشرف مسعود البارازني ليبقى هو من يقود دفة هذه السفينة فهو ربانها وفارسها الأمين وهو من يوصلهم الى مرافيء الامن والامان ولن يسمح لمثيري الفتن ومن يصطادون في المياه العكرة ان يعكروا صفو اجواء هذا الاقليم الذي نزلت علبيه بركات رب السموات حتى وصل الى كل هذه المكانة من الاستقرار واالطمأنينة التي تفتقر اليها دول وكيانات كان لها مكانات متميزة في عهود التاريخ واذا بها تنزوي بعيدا الى مهالك وصراعات وحروب واقتتالات مذهبية وطائفية أحرقت اليابس والاخضر ، ولايريد الكورد ان يدخلوا اتون نيرانها المهلكة مرة أخرى.
حفظ الله كوردستان واهلها، وعسى ان يكون لنا في يوم قريب محطة لرؤية ضلالها الوارفة التي لم نرها الا من خلال شاشات التلفزة ، وسبق ان أشرت في مقال سابق بعنوان ( مسعود البارزاني..وخيار الكورد..وإخوة يوسف ) نشرته مواقع عدة منها كتابات ومركز النور وكتابات في الميزان وصوت العراق وصحف منها جريدة الدستور ، كما نشرته جريدة التآخي في أعلى صفحتها الثالثة وبعناوين بارزة بتاريخ 24 / 8 / 2015 وأشرت في مضمونه ( لو كنت كورديا لاخترت السيد مسعود البارزاني رئيسا لاقليم كوردستان مدى الحياة إكراما لمقام هذا الرجل ومكانته ، المحببة الى نفوس الكورد والحالمين بالمكانة والمنزلة) وهو وريث سلالة والده، الذي اوصل كوردستان بفضل مهابته ونضاله الدؤوب الى ما يتمناه كل كوردي بأن يبقى رأسه مرفوعا بالعز والمهابة على الدوام..أما مؤامرات (البعض) والاعيب الدول الاقليمية ودهاليز التآمر واحلام البعض الطوباوية في استهداف البارزاني الرئيس والشخصية الفذة الساحرة الجذابة فلن يكتب لها النجاح بعون الله.