زيارة “الصهر” للعراق .. رسالة ترامب متعددة الاتجاهات والاهداف

زيارة “الصهر” للعراق .. رسالة ترامب متعددة الاتجاهات والاهداف

كتبت – نشوى يوسف :

في زيارة غير معلنة وصل يوم الأثنين 3 نيسان/ابريل 2017، إلي العراق كبير مستشاري الرئيس الأميركي وصهره “جارد كوشنر”، بصحبة كل من مساعد الرئيس لشؤون الأمن القومي ومكافحة الإرهاب “توماس بوسيرت”، ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال “جوزيف دنفورد غونيور”، الذي سبقه في الزيارة بيوم.

وتدور الأخبار حول الزيارة في أن صهر ترامب يريد الاطلاع ميدانيًا على تطورات الحرب التي تقودها القوات العراقية ضد تنظيم “داعش” الإرهابي بدعم من الولايات المتحدة.

دعم العراق في محاربته للإرهاب

غريغ هيكس

يرى المتحدث الرسمي باسم رئيس هيئة الأركان المشتركة النقيب “غريغ هيكس”، حسب تصريحاته، أن “زيارة كوشنر للعراق نيابة عن الرئيس الأميركي للتعبير عن دعم الأخير، وألتزامه تجاه حكومة العراق والأفراد الأميركيين المشاركين حاليًا في الحملة ضد داعش “.

وطبقاً لبيان صادر عن البنتاغون فإن هذه الزيارة هي الأولى لكل من صهر الرئيس الأميركي، ومساعده إلى العراق.

تقود الولايات المتحدة تحالفًا دوليًا مكونًا من أكثر من 60 دولة، يقدم غطاءً جويًا للقوات العراقية وقوات حليفة أخرى في سوريا ضمن إطار الحرب الرامية لهزيمة تنظيم “داعش” في البلدين، كما تصرح واشنطن بمشاركة مئات العسكريين الأميركيين كخبراء ومستشارين.

وكان الرئيس الأميركي “دونالد ترامب” قد تعهد خلال حملته الانتخابية العام الماضي بتصعيد وتيرة الحرب ضد “داعش” لكنه لم يتخذ حتى الآن أية خطوات فعلية.

ويتمتع كوشنر – 36 عاماً – بنفوذ كبير في صناعة السياسات الداخلية والخارجية للإدارة الأميركية الجديدة، وكان الوسيط الرئيسي بين ترامب والحكومات الأجنبية خلال حملة الانتخابات الرئاسية في 2016.

العراقيون حسموا امرهم والارهاب انتهى

من جانبه يرى الخبير الإستراتيجي والأستاذ في الجامعة المستنصرية بالعراق “د. طالب محمد كريم”، في تصريحه لـ(كتابات)، ان زيارة المسؤولين الأميركيين للعراق أمس هو تكملة واستمرارية في التواصل بين الإدارة الأميركية والحكومة العراقية التي أتت قبلها زيارة الدكتور “حيدر العبادي” والاجتماع مع الرئيس ترامب في المكتب البيضاوي. مضيفاً: “وتحديداً يمكن ان نقرأ زيارة امس من خلال شقين هما: زيارة ميدانية للواقع السياسي والامني العراقي، وفتح نوافذ جديدة لتطوير العلاقات بين الإدارتين وبالأخص فيما يتعلق بالملف الأمني والنهاية القريبة الكاملة لتنظيم داعش الإرهابي”.

مشيراً “كريم” إلى أن “العراقيون حسموا امرهم، والارهاب كوجود على الارض يتحكم بمصير الناس ويعيق العمران ويعمل على اجندات متعددة، إلا أنني اجزم أنه انتهى قاب قوسين أو أدنى ليست إلا أيام معدودات. هذا لا يعني انعدام كامل لجيوب الإرهاب كحالات تخريبية أو تفجيرات متفرقة هنا وهناك.. نعم أقول اننا نحتاج إلى وقت أطول، ولا أخفيكم ان المسؤولية الأخلاقية والتاريخية والوطنية تلزم جميع المختصين من الباحثين ومنظمات المجتمع العراقي أن تتعاون مع مؤسسات الدولة بشكل أكبر وأوسع لانتشال جيل تربى على فكر الإرهاب وحل جميع المشكلات التي سببت في تعاطف البعض مع الإرهاب”.

ماذا بعد ؟.. هو السؤال الهام لأميركا

كما فسر الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية “د. حسن أبو طالب”، لـ(كتابات)، سبب عدم الإعلان المسبق عن الزيارة التي قام بها كوشنر للعراق الأثنين، إلى الطابع الأمني للظروف التي تمر بها العراق.

مشيداً بالموقف الحالي لإدارة دونالد ترامب من العراق، واصفاً إياه بالأكثر جرأة عما كان متبعاً في إدارة الرئيس الأميركي السابق “باراك أوباما”.

ويرى أبو طالب أن ما تفعله أميركا الآن يعكس رغبتها في أهمية أن يكون دورها ليس فقط عسكرياً، وإنما يكون لديها بعض التوجهات والنصائح للحفاظ علي التواصل العراقي، خاصة وأن الموصل في طريقها للتحرر الكامل، ولما تتمتع به من تنوع العرقيات والمذاهب والطوائف الدينية، وهو ما يؤدي إلي ظهور تخوفات وتساؤلات عن ماذا سيحدث بعد ؟”.

زيارة تعني الدور المحوري الأميركي

أما عن مدير المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية بمصر “د. محمد صادق إسماعيل”، فكان له رؤية آخرى أوضحها لـ(كتابات)، بأن “خروج القوات الأميركية من العراق هو خروج ورقي فقط، وأنه لازالت تتمتع بالتواجد العسكري على أرض الواقع، وأن الزيارة تأتي ضمن الترتيبات التي تم الإعلان عنها مسبقاً أن أميركا سيكون لها دوراً محورياً في تحرير العراق، فضلاً عن ان الزيارة تعتبر نقطة الإنطلاق الأولى التي تنبئ بحدوث زيارات لمناطق آخرى في الوطن العربي خلال الفترة القادمة، وأنها دليل على نمو الدور الأميركي لمكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط”.

لافتاً صادق إلى أن “السياسة الخارجية في فترة “باراك أوباما” هي التي جعلت لروسيا دوراً متنامياً في الشرق الأوسط، ولكن ترامب يسعي إلي عكس ذلك، وهو إنماء الدور الأميركي في الشرق الأوسط”. مشيراً إلى أن الفترة القادمة ستشهد المزيد من العمليات العسكرية في الشرق الأوسط  واليمن وسوريا.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة