هناك إجماع کامل على إن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية نظام قمعي إستبداد ولايوجد أي إختلاف على ذلك، لکن الحقيقة الاخرى التي يجب أن نذکرها عن هذا النظام و نتوقف عندها مليا هي إن هذا النظام عادل تماما في قمعه لمختلف أطياف و أعراق و أديان و طوائف الشعب الايراني دونما إستثناء.
هذا النظام الذي جاء في أعقاب سقوط نظام الشاه و تصور الشعب الايراني بمختلف أعراقه و أطيافه و أديانه و طوائفه بإن عهد الظلم و القمع قد ولى الى غير رجعة وإن إيران مقبلة على عهد جديد سينعم فيه بالحرية و الديمقراطية و العدالة، لکن ماإن إستتب الامر لرجال الدين بعد أن صادروا الثورة الايرانية بطرق و اساليب مختلفة من أصحابها الحقيقيين، حتى تيقن الشعب الايراني بمختلف مکوناته بإنهم أمام نظام إستبدادي قمعي يتفوق على خلفه في القمع و الظلم و الإضطهاد.
نظام الشاه الذي صادر الحريات و ضرب بيد من حديد کل مخالفيه و معارضيه بدواع و حجج مختلفة، لکن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية قد إتخذ من الدين غطاءا و وسيلة لممارسة عمليات القمع و القتل و إقصاء الآخرين، وقد کثف من مساعيه بهذا الخصوص ضد الاقليات الإثنية و الدينية التي وقعت تحت نير إضطهاد مزدوج، وقد کان طبيعيا أمام هذا النظام أن يتهم کل معارض له الاقليات الإثنية و الدينية بإنه محارب ضد الله ولهذا فإن دمه مباح وفق هذا القانون التعسفي القرو وسطائي، والامر الملفت للنظر هنا إن هذا النظام يعتبر مجرد المطالبة بالحقوق الثقافية من جانب العرب و البلوتش و الاکراد و المسيحيين و اليهود و غيرهم من الأعراق و الاديان المکونة للشعب الايراني بمثابة محاربة ضد وهو أمر جعل من هذه الاقليات الإثنية و الدينية أن تعاني بحق من إضطهاد مزدوج بفعل ذلك.
الندوة التي أقامتها المقاومة الايرانية تحت عنوان” الأقليات الإثنية والدينية في نظام الملالي تحت الاضطهاد المزدوج”، في يوم 30 أيلول 2015، والتي حضرها كل من السيد هيثم مالح رئيس اللجنة القانونية لائتلاف المعارضة والثورة السورية والسيد كاك بابا شيخ امين عام منظمة خبات لكردستان الإيرانية والسيد موسي الشريفي عضو الهيئة التأسيسية لحزب التضامن الديمقراطي الاهوازي ود. سنابرق زاهدي من المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، تناولت قضية الظلم الفاحش الذي تعاني منه الاقليات الاثنية و الدينية تحت ظل نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، وإن ماقد عانته الاقليات الاثنية و الدينية بعد مجئ نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و الذي أشار له د.سنابرق زاهدي حيث قال:” إن نظام الشاه كان نظاما ديكتاتوريا قمعيا ينظر إلى الأقليات الدينية والعرقية من منظار شوفينية فارسية، كما كان ينظر إلى العرب والمسلمين من منظار شوفينية إيرانية.. لكن نظام خميني والملالي مزجوا النظرة الشوفينية الفارسية بالنظرة الضيقة المذهبية وخلقوا ظاهرة هدامة تعمل ضد حقوق جميع أبناء الشعب بشكل عام وضد الأقليات القومية والدينية بشكل خاص.” ذکرا نماذج من قمع القوميات من العرب، والبلوتش والتركمان والكرد. وخص بالذكر إعلان خميني الجهاد على المواطنين الأكراد، وقاموا بقتل آلاف مؤلفة منهم وهدم بيوتهم والحاق الدمار بممتلكاتهم وبارتكاب مجازر بعديد من القرى الكردية. كما أن قمع الملالي شمل الإخوان والأخوات من أهل السنة وكذلك المسيحيين واليهود والبهائيين وغيرهم ولم يسمح لهم بمزاولة طقوسهم ومناسكهم الدينية. لكن كانت حصة إخواننا من أهل السنة أكبر بكثير من الآخرين، حيث قاموا بإعدام واغتيال قادتهم وبهدم مساجد أهل السنة في طهران وفي المحافظات والمدن الأخرى. كما أن كثيرين من أتباع السنة من العرب والأكراد والبلوتش تم إعدامهم خلال السنوات الأخيرة بحجج واهية وتهم ملفقة من قبل سلطات النظام.