في المفهوم العام الدبلماسي والسياسي ايران اعادت الحرب على العراق بعد الاحتلال الاميركي مباشرة من خلال سيطرتها على الحياة العامة في كل مناطق العراق مستعينة برموزها ومعتمديها و شخوصها من جنودها سياسي العراق الحاكمين والاحزاب الشيعية التي كوّنتها ايران وخلقتها مثل حزب الدعوة والمجلس الاعلى وجيش المهدي وحزب الفضيلة وبقية الاحزاب التي تتبنى المذهبية الشيعية الاثني عشرية مثل ما تتبناها الجمهورية الاسلامية الايرامية وكذلك تتخذ من الحركة الخمينية منهجاً لها . فالساسة العراقيين نشأوا وترعرعوا في ايران اوتحت الرعاية الايرانية مثل هادي العامري وزير وعضو مجلس نواب ورئيس حزب كان يقاتل العراق كجندي ضمن تشكيلات الجيش الايراني مثل عمار الحكيم كان جندي ايضاً والذي ولد ونشأ في ايران وابوه وعمه نسّبتهم ايران الى فيلق بدر الذي اسسهُ شهروزي وزير داخلية ايران في حينها . ادوار هذه الاحزاب وغيرها قادتها ومنتسبيها خلقت واستخدمت من قبل ايران ولصالحها , والحرب قائمة ولم تتوقف منذ انقلاب عبد الكريم قاسم على الحكم الملكي ولحد هذه اللحظة , في زمن العهد الملكي كانت العلاقة العراقية الايرانية شبه مستقرة لأسباب موضوعية معروفة للجميع كون النظامين العراقي والايراني يقعان ظمن دائرة النفوذ البريطاني وداخلين ومشتركين في الحلف المعروف بحلف بغداد , لذلك ضلت العلاقة على حالة من الاستقرار لكن بعد انقلاب عبد الكريم قاسم ساءت العلاقة بين العراق وايران لسببين الاول التحريض البريطاني ودفع ايران الشاهنشاهية بهذا الاتجاه والثاني خشية ايران من العدوى لما حدث في العراق من تغيير سياسي والخروج من نفوذ المحيط الغربي والاتجاه للمحيط الشرقي الاشتراكي الذي هو اصلاً في تناقض رئيسي مع العالم الرأسمالي ” الحرب الباردة ” و كان الصراع على اشده والتناقض الرئيسي لا يزول الا بزوال احد الطرفين وهذا ما حدث زال الاتحاد السوفيتي لأسباب ذاتية كثيرة . كانت هناك حرب غير معلنة بين ايران والعراق يقودها شاه ايران ؛ محمد رضا بهلوي ؛ مدعوما ومدفوعاً من بريطانيا ودول استعمارية اوربية اخرى والولايات المتحدة الاميركية بأعتبارها الوريث الشرعي للأستعمار العالمي وسيدة هذا الحال في عالم اليوم . بعد قنوط شاه ايران وانحسار فعالياته العدوانية وبروزتغيرات سياسية مهمة في العراق والوطن العربي ونمو الحالات الثورية وانحسار الفعل الاستعماري والتقارب العربي السوفيتي والتهديد العام العربي للكيان الصهيوني الغير شرعي كل هذا الحال شكل خطراً على دول الاستعمار واهمها اسرائيل لذلك سعت الامبريالية الاميركية و الدول الموالية لها والتي تدور في فلكها سعت بجد لخلق بؤر للتوتر والتخريب في المنطقة , فخلقت الظاهرة الخمينية لتقوم بذلك بدل شاه ايران الذي انحسر دوره ومشاكساته في المنطقة بشكل عام والعراق بشكل خاص بعد ” اتفاق الجزائر ” بين شاه ايران وصدام حسين . عند تمكن الظاهرة الخمينية من الاستحواذ على السلطة في ايران بعد تآمرهم على شريكتهم ” منظمة مجاهدي خلق ” وابعادها عن السلطة والاستفراد بها , أخذت الحركة الخمينية على عاتقها مناوءة ومناهضة العراق والعرب وبدون اسباب تستدعي ذلك مستندة في هذا على الغلو والتعصب الفارسي الصفوي الديني والتاريخي رافعة شعار ” تصدير الثورة ” وشعارات مختلفة غريبة وهمية وغير منطقية مثل ” طريق تحرير القدس يمر عبر كربلاء ” النظام العراقي في حينها كان يعوّل على ماقدمه للخميني واصحابه من خدمات الاقامة والحماية والرعاية والضيافة لمدة اربعة عشر عاماً لم يجدي ذلك نفعاً ( لم يؤثر الماء والملح العراقي في نفس وبدن الخميني واتباعه ؛ ما غزّر ؛ ) , حاول النظام العراقي النفوذ والارتقاء بالعلاقة الى حالة ايجابية مع النظام الجديد لكن حالة التناقض فيما يبدو بين النهج العلماني والنهج الديني منعت ذلك . فكانت الحرب التي دامت ثمان سنوات وانتهت بحال لا غالب ولا مغلوب لكن بخسائر بشرية ومادية كبيرة جداً . حاول النظام العراقي وقف الحرب في الاسبوع الاول منها بعد قرار الامم المتحدة ومجلس الامن لكن النظام الايراني رفض ذلك واتهمت ايران العراق بشن الحرب عليها بينما العكس هو الصحيح فأعتداءات ايران كانت كثيرة ومتكررة على حدوده وداخله ” احداث الجامعة المستنصرية ” مع ذلك لو فرضنا صحة ادعاء ايران فالعراق يتحمل مسؤلية اسبوع واحد من هذه الحرب بينما ايران تتحمل مسؤلية ثمان سنوات منها اي فترة زمن الحرب كلها بسبب امتناعها عن الالتزام بقرارات الامم المتحدة ومجلس الامن . بعد توقف القتال كانت ايران تعمل في الخفاء للكيد بالعراق والشعب العراقي بالرغم من حصول تطور ظاهري في تحسين العلاقة بين الطرفين , انكشاف الكيد الايراني بشكل جلي وثابت وواضح بعد احتلال العراق من قبل دول العدوان الاستعماري اميركا وحلفائها توسم ذلك في عمليات قتل جماعي لعلماء الدين السنة والطيارين والكفاءات والنخب الاجتماعية وتهجير السنّة من مناطقهم وقتلهم للفلسطينين والأستيلاء على مساكنهم وممتلكاتهم من قبل ميليشيات الاحزاب العراقية الموالية والمدارة من قبل ايران هذه وغيرها من الاعمال الاجرامية . تم تسليم العراق وطناً وشعباً الى ايران من خلال عملائها حكام العراق الحالين شخوص واحزاب مثل حزب الدعوة والمجلس الاعلى وجيش المهدي والخزعلي والبطاط والمالكي وهادي العامري وعمارالحكيم والجلبي وغيرهم من السياسيين المشتركين في العملية السياسية وآخرين مثل صالح المطلك واسامة النجيفي واياد علاوي والباقين المحسوبين على المكون السني في اللعبة الطائفية القذرة ” جنود ايران والاميركان الميامين ” ما يحدث في العراق اليوم من بعد الاحتلال الى هذه الساعة ممارسات حربية غير معلنة في غاية الخطورة تتمثل في ابادة جماعية بشرية وصناعية وزراعية وازاحة سكانية وتخريب اقتصادي وحرب جرثومية وخراب في كل شيء مستخدمة ايران وبموافقة الولايات المتحدة الاميركية ودول العالم الموالية لها والتي تدور في فلكها بحسب النظرية المعروفة ” الدول الضعيفة تدور في فلك الدول القوية ” استخدمت وتستخدم اقذر الاسلحة وافسد الاساليب الاجرامية في تنفيذ حربها على العراقيين بشكل عام والسنة بشكل خاص , دول الاستعمار لا تفرق في حربها على العراق بين الشيعة والسنة والاكراد والازيديين والمسيحين او الصابئة المندائيين , وشيعة العراق على علم كامل بهذه الحقيقة , الشيعة الايرانيين غير شيعة العراق والعرب الهدف والغاية هو الارتكاز واستخدام الشيعة اين ما كانوا من قبل ايران لتنفيذ مآربها في السيطرة والاستحواذ والقتل والتشريد فالجميع كعراقيين سنة وشيعة مقصودين بهذه المحرقة والتي تخطط لها وتديرها وتشرف عليها الصهيونية العالمية التي اميركا وايران وحكام دول الخليج وكل الموالين لهم جزء منها , آخر ما خلقته واستنبطته عقول القابعين في بيوت ومراكز المخابرات الاميركية والايرانية والاسرائيلية هو خلق وتكوين تنظيمات ومجاميع اسلامية مسلّحة مثل ” داعش والنصرة وتحرير بيت المقدس وحزب الله اللبناني والمليشيات في العراق وليبيا واليمن وسوريا والبحرين وغيرها ” للأستمرار في حربهم على العراق والعرب واضفاء مشروعية مقبولة بحربهم الخفيّة هذه عالميا وعربيا واسلاميا . من هذا كله حرب ايران على العراق لا زالت مستمرة وعدوانها لا يزال قائم وعلى الامم المتحدة ومجلس الامن السعي لأصدار قرارات ايقافها وادانة الاطراف الفاعلة فيها اميركا وايران ومن يواليهما ويتعاون معهما . على كل المنظمات الانسانية والدول المحايدة والحركات المناوئة للأستعمار والمستعمرين تعرية هؤلاء وفضح مراميهم ومقاصدهم الاجرامية الشريرة وبكل الوسائل المتاحة في كل المجالات وبأستمرار دون التوقف عن ذلك حتى يرعوي هؤلاء المجرمين ويتوقفون عن اجرامهم .