ليس غريبا ان يحتج من يتظاهر ضد رفع مستوى الرواتب للفئات المتوسطة والقليلة لاتجاهين متناقضين في نقطة جوهرية لتعديل سلم الرواتب والتي تستفاد منها الفئات المحرومة والأكثر ضررا والأكثر دفاعا عن البلد ومقدراته ..فئات تتظاهر للإصلاح .. وفئات تتظاهر لديمومة الخراب والفساد ..وشعارها الانتماء للنهب لا للوطن .
القرار الجديد لإقرار سلم الرواتب ألهب ذيول القطط السمان من موظفي الرئاسات الثلاث وبعض الوزارات التي يتمتع موظفيها بمخصصات .. الخطورة ..والمهنة ..والطعام.. واالنقل .. والساعات الإضافية .. وأخرى لا نعلمها ويعلمها الراسخون في السرقات ..والسفرات والايفادات .
هذه البداية الحقيقية لصباحات وإصلاحات قادمة وان كانت خجولة شملت موظفين كل عملهم ودوامهم كان العطل الرسمية والبحث عن الامتيازات وشراعهم رواتب مضاعفة فضحتهم ممارساتهم في الوقوف ضد الإصلاحات وإفراغ القرار من محتواه بما نسمع ونقرأ من ردود أفعال من بعض الذين شملهم الغاء حلقات أقتضت العدالة الاجتماعية أن تتحقق بخفض الرواتب الخيالية وهو جزء بسيط من ورقة الإصلاح ولجم للفساد المالي .
المواطن سحقه تضخم رواتب البرلمانيين الذين فشلوا في كسب أي منجز ينال رضى الشارع سوى ما ينال رضاهم .. والموظفين الفاسدين في أغلب الدوائر لتصبح مفاهيم في قالب شخصي حصل عليه هؤلاء لايريدون تحقيق المساواة ولو بسلم بسيط فرضته رياح ساحة التحرير.
يتظاهر من أزاح ماء الحياء عن وجهه الذي يستلم ملايين الدنانير ولا يستحي من أشراف الحشد الشعبي الذين يدفعون دماء زكية طاهرة من أجل حماية حياة هؤلاء ومنهم بل اغلبهم لا يستلم راتبه البسيط لعدة أشهر !! في عراق اليوم لا تستغرب من سلوك رديء لبئر طفيلية يصعب عليها العيش الفاضل في ظل حرمان لازمهم ملازمة الظل للجسد وتنفتح عليهم الحياة فجأة ..فينفلت عيارهم ويصابون بالانفصام عن الواقع فلا شيء قياسي ولا شيء يذكرهم بتراكمات الماضي ..وهكذا كشفت تظاهرات من تظاهر للتمسك بواقع أضر بالمجتمع وكان ضحيته الآلاف من محدودي الدخل وفضحت البكاء الكاذب لردم الهوة في الرواتب والتمسك بمناخ النزعات الذاتية لمهارة الكسب بدون حق وتكريس رغبات تزيد من جراحاتنا وجراح البلد
هنالك الكثير من العوامل التي ساهمت في ولادة وخدمة بعض من شرائح المجتمع ورسمت صور الفساد وظهر أقوى ظل للإثراء في أشكال الوظيفة وللتقريب والمثال {مدير عام اعلام} حتى في دوائر بسيطة !! لا نتلمس لها اثرايجابي نافعا للنشر!! سوى البحث عن المزايا ومخصصات مدير عام !! كلف هؤلاء الدولة الكثير من هدر الاموال ..ولذا لايمكن ان يظل ويدوم هذا الضلال والظلام ويزداد شراسة ويستمر وصول الخزينة الى الخط الأحمر .
السعيد في النهب لا تهمه الامة وفيها من يعرى ومن يجوع ما دامت يده سالمة ..وهو خصم لا نقوى عليه وقوته التدميرية .. لا تقوى عليها الا الدولة التي تميل معنا ونستعين بها للجم هذا الداء {الفساد} أيا كانت أشكاله ..وهو ليس فضل بقدر ماهو ضرب لمن استباحنا ..وبوابة الدخول الى الإصلاح الحقيقي والى المشاهد التي ألقت بظلالها على مجمل الوضع في بلادنا .
