لربما أكون متأخرا بما اطرح، ولعلي لا ارغب بحديث يقربني الى الرومانسية، بقدر ما يجعلني الامس الواقع واشارك باطروحات، قد تساهم ولو بجزء بسيط منها باعادة بناء البلد، الذي تهدم بفعل سوء الادارة وكثرة الفساد!
” الفرد يبني المجتمع والمجتمع يبني الدولة والدولة بالنهاية تخدم الفرد” هذه المقولة ربما هي من دعت مرجعية النجف الاشرف ان تطالب باصلاحات على نطاق واسع في الدولة العراقية، بلحاظ انها دام ظلها تهتم بالثلاث: الفرد والمجتمع والدولة، ولا غبار على رعايتها للمجتمع كونها اعلى مؤسسة دينية خادمة للجميع، وهو ما سمعناه نقلا عن السيد السيستاني.
رب ضارة نافعة، او مصائب قوم عند قوم فوائد، او سمها ما شئت، اذا ما اتفقنا على المبدأ، ان يتظاهر العراقيون باعدادهم الهائلة وبالتزامن في محافظات ومدن البلاد، ومطالبتهم بكشف المستور ومحاكمة من يستر المكشوف وابعاده، هذا امر صحي ليس فقط ندعو له ونطالب باعادة صقله ونشره كثقافة عامة تمثل حرية الرأي والتعبير، وعدم السكوت على المظالم، لا بل ندعم هكذا توجهات بكل قوانا، الضارة هنا ضررها مدفوع ولربما فوائده كثيرة وملموسة بعد اعلان رئيس الوزراء حيدر العبادي لجولات من الاصلاحات، ولربما مصائب المتنفذين الذين طالتهم عصا العبادي فوائد للشعب العراقي، الذي يعاني من تقشف وخواء مالي.
حزمة او جولة الاصلاحات التي اطلقها رئيس الوزراء حيدر العبادي، هي ولا شك بذلك مفيدة وخطوة باتجاه محاربة وكشف الفساد، ستكون بوابة ودافع معنوي للعبادي باتجاه اصدار قرارات اكثر جرأة، ولعل المرجعية العليا، ستعطيه بمرور الايام زخما معنويا كبيرا نحو المضي قدما بهذه الاصلاحات.
الاصلاحات ضرورة ملحة بشرط ان لا تخضع للمعايير والمجاملات الحزبية، والخوانيات الفئوية الضيقة، واول ما نأمله من بشرى هذه الاصلاحات هو الابتعاد عن الاستئثار بالسلطة، وتكليف مختصين باختصاصاتهم، وعدم اشراك المتخندقين خلف اجندات ومصالح خاصة، وقد يكون لنا الحق ان نستفهم عن حقيقة اجراء اصلاحات، تغير من روتين الدولة الظالم، وتعيد شيء الى الخزينة الخاوية للبلد، اذا ما علمنا ان هذه الاصلاحات ستعيد الى الدولة وستغنيها عن صرف رواتب ومكافئات ومنافع اجتماعية بارقام ماليه ضخمة.
الاصلاحات ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب، والابتعاد عن فكرة البحث عن عمل للرجال، والاكتفاء بنظرية البحث عن رجال للعمل، ستكون حتما مفيدة، ولربما ستكون فائدتها اعمق واصلح لو رافقت هذه الاجراءات، اجراءات اخرى تتمثل بمحاكمة المفسدين ومحاسبتهم.
رضا السياسيين والاحزاب غاية لا يدركها العبادي ولا ابو العبادي رحمه الله وعلى الاخير اللجوء الى من خوله بالاصلاحات للاستقواء بهم، وكما يقول المثل الدارج ” ذبها براس عالم واطلع من حزب الدعوة سالم”