مما لا شك فيه أن الأعراف الاجتماعية و القوانين الدولية جعلت الأخلاق و القيم الإنسانية من المقامات المرموقة التي تحظى بمكانة متميزة وبذلك فقد نالت استحسان و اهتمام الشعوب التي باتت تنظر إلى قياداتها السياسية بمنظار الأخلاق وبالدرجة الأساس عند اختيارها لتولي إدارة شؤون البلاد ومصالح العباد حتى باتت تلك القيادات تعمل بخطى صحيحة و إستراتيجية دقيقة تعطي انطباعاً أخلاقيا لشعوبها أنها لم تخطئ عندما منحت ثقتها لتلك القيادات السياسية وما تجديد الثقة لأكثر من مرة لهو أكبر دليل على التزام القادة بالمبادئ الإنسانية و الأخلاق السامية التي تجعل القائد يسمو بعيون شعبه و لكن هذه الانطباعات و ما رافقها من انعكاسات ايجابية بين الشعب و القائد السياسي لا نجد لها صداً عند الحكومة الإيرانية التي لم تلتزم بها و لم تكنْ منهاجها الذي تسير عليه فشعبها بات ضحية سياساتها الاستكبارية التي أصبحت بفضلها وحشاً ضارياً مسخاً لا يرى سوى تحقيق مصالحه و أطماعه الفئوية بشتى الوسائل و الأساليب القمعية سواء على حساب الشعب الإيراني المغلوب على امره و المحكوم بقبضة من حديد وليست ببعيدة عن الذاكرة العالمية ما أقدمت عليه تلك الحكومة من جريمة بشعة ذهب ضحيتها إعدام ثلاثة من إخوتنا السنة شنقاً و أمام الملأ في رسالة واضحة لشعبها تكشف عظيم جبروتها و زيف إسلامها الصهيوني أو على حساب الدول المجاورة لها وخاصة العراق حتى وإن كان الثمن غالياً المهم تحقيق الحلم الإمبراطوري الفارسي و بتلك السياسة الاستكبارية و العنجهية المتغطرسة نجدها قد فقدت كل القيم الإنسانية و انعدمت فيها الأخلاق النبيلة و باتت تتخذ من الغطاء الديني المزيف سلاحها الجديد الذي تستخدمه متى تشاء ؟؟ وهذا ما نجد مصداقه متحققاً في حادثة منى التي راح ضحيتها (1600) حاج بين قتيل و جريج فقد كشفت مؤسسة مفوضى حجاج إيران أن السبب الأساس في وقوع هذه الحادثة كان بسبب تحرك 300 حاج إيراني من المزدلفة أول أيام العيد لرمى الجمرات، وعادوا فى طريق عكسي، وهو ما تسبب في التدافع, الذي انتهى بوفاة عدد كبير من الحجاج وإصابة آخرين فليس من المستبعد أن تكون حكومة إيران هي مَن خططت لتلك المجزرة البشعة بحق ضيوف الرحمن تنفيذاً لمخططاتها الاستعمارية فليس بالغريب عليها هذه الأعمال اللاخلاقية ففي عام 1987 فقد أقدمت حكومة إيران بواسطة حرسها الثوري أحد حواضن الإرهاب الدولي على إحداث أعمال شغب و فوضى عارمة بمظاهرة فوضوية داخل الحرم المكي انتهى بوفاة المئات من الحجاج الأبرياء منتهكة بذلك كل النواميس السماوية و الأعراف الدولية وهذا ما جعل العالم يرى حكومة الملالي الإيرانية أنها لا دين لها و لا ذوق و لا خلاق وهذا ما كشف عنه المرجع الصرخي في لقائه الصحفي مع بوابة العاصمة بتاريخ 18/7/2015 قائلاً : ((إيران ومنذ عشرات السنين تماطل وتستخف وتضحك على المجتمع الدولي، فإذا لم تخرج إيران من اللعبة فلا حل لمعضلة العراق والأمور ستسير من سيء إلى أسوأ .)) هذا من جهة ومن جهة أخرى فقد بيَّن المرجع الصرخي في لقائه التلفزيوني مع قناة التغيير الفضائية بتاريخ 17/8/2015 مدى حجم التدخلات الإيرانية الاستكبارية في العراق من خلال تحكمها بالمرجعيات المزيفة التابعة لها بقوله ((ومن خلال تجربة الثلاثةَ عشر عاماً تيقَّنتم أنّ إيران تلعبُ بالمرجعيات كما تلعبُ بآلات ورُقَع الشطرنج، والخارج عن فلَكِها ومشروعها فليضع في باله أن يكون حاله كحالي، يعيش التطريد والتشريد )).
https://www.youtube.com/watch?t=75&v=q_VeKDLtucE