28 سبتمبر، 2024 11:17 ص
Search
Close this search box.

نظرة في التخصص العلمي لعلوم الحياة

نظرة في التخصص العلمي لعلوم الحياة

لا ٌخفى على الكثٌر من المختصٌن و المهتمٌن بعلوم الحٌاة (البٌولوجً )اهمٌة وكثرة و تنوع الفروع العلمٌة و التخصصات التً تمع تحت خٌمة علوم الحٌاة ومما لا شن فٌه ان معظم المهتمٌن و المختصٌن و الباحثٌن فً مجالات هذه العلوم ٌدركون ان اي من هذه العلوم تتطور بسرعه كبٌرة شانها فً ذلن شان كل العلوم الاخرى .كما وتتداخل الكثٌر من فروع هذا العلم وتتشابن بعضها مع بعض لدرجه كبٌرة جدا وهو امر طبٌعً اذ لاحدود فاصلة بٌن فرع علمً و اخر من الناحٌة العملٌة، ولكن من الناحٌة النظرٌه او من ناحٌة التسمٌات و المسمٌات والمصطلحات فربما نجد احٌانا ما ٌفصل بٌن فرع و اخر او بٌن تخصص واخر خصوصا اذا رجعنا الى تعرٌف مصطلح التخصص حسب لاموس اكسفورد وهو “الحاجة إلى معرفة خاصة وعمٌمة بموضوع معٌن أو فرع معٌن من المعرفة “حٌث ٌعده الكثٌرٌن مفهوما تنظٌمٌا معرفٌا اساسٌا، حٌث ٌتم من خلاله التاسٌس لتوزٌع و تمسٌم العلم و المعرفه الى حمول و مٌادٌن علمٌة متنوعه، حٌث تشٌر الادبٌات العلمٌة الى ان التخصص ٌتجه عادة نحو الاستملالٌة وذلن من خلال حدود مرسومة و مصطلحات لغوٌة موضوعه ونظرٌات و تمنٌات محدده .ولا بد من الاشارة الى اٌجابٌات الاخذ بمبدا التخصص العلمً بشكل عام حٌث ادى الاخذ بمفهوم التخصص الى ابعاد العلوم عن الغموض و السطحٌة وساعد الباحثٌن و العلماء على اخذ دورهم فً تنمٌة و تعمٌك تجاربهم و بحوثهم وحث طلابهم على تحدٌد اهدافهم واهتماماتهم والسعً وراء البحث والخوض بالتفاصٌل الجزئٌة الدلٌمة.ومن المنطمً ان ٌرتبط ظهور التخصصات مع بداٌة نمو و تطور الجامعات فً العالم والذي طالما ما الترن بتطور المجتمع بشكل عام، ومن ثم اخذ مفهوم التخصص ٌتطور و ٌمر بمراحل بناء مموماته التنظٌمٌة مع تمدم و تطور البحث العلمً وهذا ما ٌجعلنا نؤمن ان التخصص خاضع للتطور و التمدم و التغٌٌرربما الدمج احيانا.

ولان تارٌخ التخصص العلمً ارتبط مع افتتاح الجامعات و تاسٌس الالسام العلمٌة فمد لمت بمراءة و تحلٌل التخصصات العلمٌة لبعض السام علوم الحٌاة الموجودة فً الجامعات العرالٌة و بالشكل الاتً

اولا :رسائل الماجستٌر و اطارٌح الدكتوراه و المنشورة عناوٌنها و احٌانا ملخصاتها على الموالع الرسمٌة الالكترونٌة للالسام العلمٌة التابعة للجامعات .حٌث تم الاعتماد على عمل احصائٌات خاصة بمسم علوم الحٌاة جامعة بغداد والذي ٌعد واحدا من الالسام العلمٌة العرٌمه فً جامعه بغداد وهو اول لسم ٌستحدث دراسات علٌا فً تخصصات علوم الحٌاة حٌث بدا فٌه التسجٌل

.ٌعنى هذا المسم بتخرٌج الطلبة فً التخصصات الرئٌسة الاربعة وهً علم 1967-1966للدراسات العلٌا فً العام الدراسً الاحٌاء المجهرٌة، علم الحٌوان ، علو النبات و علم البٌئة و التلوث .وتشٌر الاحصائٌات الى احتلال علم الحٌوان المرتبة

، بعد ذلن اخذ فرع الاحٌاء المجهرٌة 1984الاولى بعدد المتخرجٌن من هذا التخصص ممارنة بالفروع الاخرى ولغاٌة عام بالتفوق من حٌث عدد خرٌجٌه شٌئا فشٌئا الى الحد الذي بلغ فٌه الصدارة و الى ٌومنا هذا بٌنما بلغ فرع البٌئة والتلوث و فرع علم النبات الل مستوٌاته ممارنة بالفرعٌن السابمٌن و ربما ٌعود ذلن لكون ان المهتمٌن بعلم النبات بشكل عام هم من ٌنتمون الى كلٌة الزراعه اما عن البٌئة فان معظم طلابة كان ٌدرسون ضمن عناوٌن علم الحٌوان وذلن للتداخل الصرٌح بٌن علم البٌئة و بدء التمدٌم له بصورة مستملة حٌث اخذ ٌاخذ حدوده 1991و علم الحٌوان التملٌدي، حتى استمل كفرع بذاته فً العام وهو اخر ماحصلت علٌه من بٌانات، تشٌر 2010 ولغاٌة العام 1966 وملامحه بشكل افضل .ولكن الارلام التراكمٌة منذ عام الى تفوق علم الاحٌاء المجهرٌة بكافة عناوٌنها على بمٌة الفروع الاخرى.

ثانٌا: تحلٌل البحوث المنشورة فً المجلات العرالٌة العلمٌة المحكمة والتابعة لوزارة التعلٌم العالً و البحث العلمً و المنشورة بحثا منذ عام 3662 على محرن البحث العلمً العرالً المتخصص “المجلات الاكادٌمٌة العلمٌة العرالٌة “حٌث تم شمول حٌث اشارت نتائج هذا التحلٌل الى سٌادة تخصصات الاحٌاء المجهرٌة و المناعة و الطفٌلٌات 2012 وحتى عام 2005

والتلوث على حساب للة فً تخصصات الطٌور و المواقع و الحٌاة البرٌة والتارٌخ الطبٌعً و المتحجرات والتنوع الاحٌائً والمحمٌات الطبٌعٌة .

2

ان التفوق فً اعداد خرٌجً و بحوث علم الاحٌاء المجهرٌة بكافة تفرعاته وعناوٌنه ربما ٌعود الى نون هذا الفرع لاسما مشتركا مع كلٌات اخرى ومعاهد مثل كلٌة الطب البشري والبٌطري وكلٌة الصٌدلة و المعاهد الطبٌة الفنٌة، ناهٌن عن كم المختبرات العلمٌة الطبٌة الاهلٌة و الحكومٌة التً ٌمكن ان توفر سوق عمل جٌد للمتخصصٌن فً هذا المجال فً حٌن لا ٌمكن ان ٌتوفر سوق عمل بنفس النسبة للمتخصصٌن بتخصصات البٌئة و التلوث او النبات ولكن هل ٌكون سوق العمل وحده هو حافز الطالب نحو التوجه للتخصص العلمً المطلوب ام ان هنان عوامل اخرى تؤثر على توزٌع و سٌادة تخصصات على حساب تخصصات اخرى .الا ٌحتاج الوسط العلمً العرالً الى المزٌد من الباحثٌن والمزٌد من النشرٌات فً مجال الطٌور او الموالع او التارٌخ الطبٌعً او التنوع الاحٌائً، هل المشاكل الموجوده هً محصورة فمط فً مجال الاحٌاء المجهرٌة و تفرعاته و علم الطفٌلٌات و تفرعاته الا توجد مشاكل ٌجب ان ٌتوجه الباحثون الى حلها فً مجال بٌئة هذه الطفٌلٌات و الاحٌاء او فً مجال الحٌاة البرٌة التً لد تحتضن افات و امراض ، الا ٌشكل موضوع التحري عن الانواع المهددة بالانمراض مشكلة حمٌمٌة فً بٌئة مثل بٌئة الاهوارالتً عانت ما عانت او فً غٌر بٌئة الاهوار او دراسة استحداث محمًات طبٌعٌة او تاثٌر التلوث على انواع النباتات والحٌوانات كمصادر طبٌعٌة وكل هذا لا ٌعنً عدم وجود مثل هذا التوجه فً الدراسات الا اننا نحتاج الى ما ٌعزز و ٌرسم ملامح واضحة لمثل هذه المشارٌع والى دعم مادي حمٌمً للباحثٌن فً هذه المجالات.هنا ٌبرز دور الاستاذ و الباحث الذي لا بد من ان ٌلعب دور الموجه لطلابه ابتداء من طلبة الدراسات الاولٌه صعودا، لان المتخصص ٌجب ان ٌعً وٌطلع على المشاكل التً تنتشر هنا وهنان و ان ٌسعى الى حلها من خلال مشارٌع طلبة الدراسات العلٌا او مشارٌع البحوث المختلفة ومن خلال زرع الحافز و الاهتمام بمثل هذه التخصصات ولا ٌمتصر ذلن على التواجد فً المختبرات و تكرار الافكار. ولا بد من الاشارة اٌضا الى الدور المؤسساتً اٌضا حٌث ساعد توظٌف التخصص العلمً فً معظم دول العالم المتطوره الى حل الكم الاكبر من المشاكل وتحمٌك الاهداف المهمه فً الكثٌر من المجالات ، وهنا اشارة الى الدور الذي ٌمكن ان تلعبه وزارة التعلٌم العالً و البحث العلمً فً تحمٌك ذلن من خلال الاعداد لخطط مستمبلٌة تخلك جوا من المواءمة بٌن الداخلٌن للدراسة الاولٌة او للدراسات العلٌا وبٌن تخصصاتهم العامه و الدلٌمة مع مراجعة لمخرجات التعلٌم العالً وممدار علالتها مع برامج وخطط التنمٌة. اما عن معاٌٌر الجودة التً كثر الحدٌث عنها فً الولت الحالً فان الاعتماد بات ٌمٌنا بضرورة ادخال موضوع اهمٌة التخصص باعتباراته المختلفة فً منظومه الجودة التً باتت واحدة من الاركان الاساسٌة فً الجامعات العرالٌة و ذلن من خلال رفد سوق العمل بتخصصات ٌحتاجها وهو جزء من اهداف منظومة الجودة بالاضافة الى حل كم المشاكل سالفة الذكر عن طرٌك المساهمة فً بناء ما تحتاجه هذه المشاكل من تخصصات جدٌدة كما ونوعا ولا بد ان تبٌن منظومة الجوده هنا لدرتها على اٌجاد العلالات بٌن التخصصات المختلفة بالطرٌمة التً تخدم فٌها السوق والمجتمع بالاضافة الى مساعدة الباحثٌن والطلبة و مشرفٌهم من خلال تمكٌنهم من استخدام التكنولوجٌا الحدٌثة واخر ما توصل الٌه العلم فً مجال التخصص لكً لا ٌفمد التخصص لٌمته و ٌبمى محافظا على ملامحه المهمه التً من شانها رفع لٌمة ومستوى البحث العلمً فً الجامعات من اجل تحمٌك الجودة التً تسعى لها المؤسسة العلمٌة.ٌمكن عد التخصص العلمً واحدا من اهم مخرجات العملٌة التعلٌمٌة لذا ٌجب ان نولٌه الكثٌر من العناٌة و الاهتمام وان نراعً التنوع فٌه اعتمادا على مدى و طبٌعة التنوع ضمن اهداف المؤسسة العلمٌة التعلٌمٌة ناهٌن عن فاعلٌتة هذه المؤسسة واسهاماتها و كفاءة المختصٌن فٌها ضمن تخصصاتهم كل هذا ٌجعل المؤسسات التعلٌمٌة تتبنى بعض من هذه التخصصات دون غٌرها.

لان هذا ، ولكن ٌبمى السؤال الاهم ماهً المعاٌٌر اللازمة او الضرورٌة لتحدٌد التخصص وخصوصا التخصص الدلٌك الموضوع كان و ربما بمً كاحد المواضٌع المثٌرة للجدل فً الاوساط العلمٌة او الجامعٌة لذا فان المضً باتجاه تحدٌد هذه المعاٌٌر بات ضرورٌا جدا واعتماد ان ٌكون المتخصص حاملا لممومات التخصص و موفرا لاغلب واهم مموماته وادواته واجهزتة وتمنٌاته فمثلا لاٌمكن للشخص ان ٌكون متخصصا بعلم معٌن و فً مختبره لا توجد كل او معظم الاجهزة والمواد التً تجعله متمكنا هو و طلابه ان ٌبحث فً هذا المجال.

أحدث المقالات