قبل قرن ونيف، إتفقت الدول الإستعمارية بمفاوضات قذرة، مع قبيلة ال سلول، لإنشاء دولة مزدوجة التعامل، وإختارت مكة والمدينة المنورة، لتكونا تحت إدارة هذه الزمرة المتطرفة.
إختيار المنطقتين المقدستين لم يكن عشوائياً، فهما قبلة المسلمين وتأثيرهما كبير جداً، وقد توالت المخططات، لضرب هذه المنطقة دينياً، للمشاركة في زيادة التشظي العربي، إنطلاقاً من شيوخها التكفيريين، الذين أبدعوا في دفع الفتاوى، بإتجاه الطائفية والمذهبية المقيتة، وتشويه الإسلام، وقد تم لهم ما أرادوا، بفضل العائلة المجنونة!
المدينة المنورة، التي إحتضنت قبر خاتم الأنبياء الرسول الكريم، محمد (صلواته تعالى عليه وعلى أله)، والأئمة المعصومين، والأولياء الصالحين في البقيع، ومحيطها فهي لم تسلم من التدمير أيضاً، بسبب تصرفات آل سعود الطائشة، وإمتداداً لجدهم الأكبر يزيد بن معاوية، للنيل من بني هاشم، الذين زادهم الباريء عز وجل، من الكرامات ما لا تحصى، فزادت قريش بغضاً وحقداً، على قوافل المجد، والزهد، وحملة الرسالة، وتوقعت أن تمحي ذكرهم من الأرض، ومحاربتهم حتى بعد إستشهادهم، فباءوا بغضب من الرب، وسيأتيهم العذاب، وهم لا يشعرون.
المسجد الحرام قبلة المسلمين، وثالث الحرمين، بعد الكعبة المشرفة، والمدينة المنورة، هو الآخر لم ينأى بنفسه من مكائد آل سلول، الذين تعاملوا بمكيالين تجاه القضية الفلسطينية، فالمعروف أنه لم تتحرك منذ عشرات السنين، أية قوة عسكرية أو جهادية، لمقاومة الصهاينة المحتلين، وتكتفي فقط بالشجب، والإستنكار، والتنديد، وما يثار حول المساعدات المالية، المقدمة للشعب الفلسطيني، فهي لا تقاس بمقدار المصائب، التي تمر عليه بسبب التصرفات إلا مسؤولة للقادة العرب، وهم يسعون لإرضاء أسيادهم، وتحقيق إتفاقيات شرق أوسطية جديدة!
إن ما حدث من كوارث للحجاج في هذا العام، تكاد لا يكون طريقها الصدفة، بل هي أمور مدبرة بليل، شركة بن لادن ورافعتها، وتدافع الحجاج بمنى، وحريق الفندق الكبير، وآخراً وليس أخيراً إحتراق الخيم المصرية، كل هذه المصائب تتحملها الحكومة السعودية، جملة وتفصيلاً!
التصريحات التي خرجت للملأ، والتنصل من تحمل المسؤولية، دليل على ضعف تنظيم أمور الحجاج، عندما وصف وزير الصحة لآل سلول، سبب الموت بعدم إنضباط الحجاج، لإبعاد الشبهة عن أخطائهم التي لا تغتفر.
الإرهاب قضية لم ولن تنتهي أبداً، ما دامت مملكة آل سلول المتطرفة، تساند، وتدعم، وتمول، وتنتج له، فمخططات للتآمر، وقمع للحريات، تحت ستار ديني مزيف، وقتل مجاني بإسم الدين، ودس السم في العسل العربي، هو أقل ما نصف به الوضع الراهن، فهو يزداد سوءاً، حتى بلغ درجة التفسخ السياسي.
الرائحة العفنة لنشر الفكر التفكيري، والتصرفات اللا مسؤولة، يقعان على عاتق هذه المملكة، بخططها الخبيثة للقضاء على الإسلام، والعربية بلسانها، وقرآنها الذي لا يفقهون منه شيئاً!
ختاماً: إنشغال السعودية بقصف العزل، وقتل الشعوب العربية بإرهابها، والتآكل الملكي الذي تعيشه الأسرة الحاكمة، وتنفيذ مخططات ساداتها، والتخبط في سياستها الخارجية، كلها إنطوت تحت ذريعة المد الصفوي، الذي ارعبهم، وتركهم لأمر إدارة الحج، دون تخطيط سليم، مما أدى الى كوارث كبيرة، دفع ثمنها حياة الأبرياء، الذين ذهبوا لأداء مناسك الحج في عرين الارهاب وآسفاه!