18 ديسمبر، 2024 9:47 م

ليس دفاعاً عن “الكهرباء”!

ليس دفاعاً عن “الكهرباء”!

لا تظنوا أني بـ”همساتي” هذه سأكون مدافعاً عن وزارة الكهرباء، وأتمنى ألا يتهمني البعض بأني “متقلب” في آرائي، لأني سبق أن كتبت مواضيع عديدة “متهجماً” على وزارة الكهرباء ووعودها بتحسين الطاقة الكهربائية وزيادات ساعات التجهيز في حين لم يلمس المواطنون أية زيادة، إلا إذا…!
وقبل أن أوضح هذه الـ”إلا إذا” أقول كنت قد قرأت الأسبوع الماضي تصريحاً لأحد المسؤولين “يتهم” فيه وزارة الكهرباء وتجربتها في مجال استثمار الكهرباء مؤكداً أن تشغيل السبلت فقط سيكلف العائلة العراقية نحو 320 ألف دينار!
هذه الرقم الغريب ترسخ في ذهني حتى كان لي لقاء مع زميل لي يسكن في منطقة اليرموك، ولأني أعرف أن منطقة اليرموك تطبق فيها تجربة وزارة الكهرباء الاستثمارية لذا قلت لزميلي (كان الله في عونكم حول قائمة الكهرباء، أكيد أن مبالغها تكسر الظهر!)..
ابتسم زميلي ليسألتي: ومن قال إن قوائم الكهرباء “تكسر الظهر”؟
قلت هكذا قرأت خبراً لأحد المسؤولين!!
وهنا اتصل زميلي للبيت ليعرف من أفراد عائلته مبلغ قائمة الكهرباء بالضبط، برغم أنه يعرفها بشكل تقريبي، وبعد لحظات جاءه الاتصال من أفراد عائلته ليخبروه بمبلغ القوائم بالتحديد، أغلق الموبايل ليخبرني:
جاءتنا ثلاث قوائم.. الأولى بسعر 340 ألف دينار وبعد 45 يوماً جاءتنا قائمة ثانية بسعر 210 آلاف دينار، أما القائمة الثالثة فكان مبلغها 35 ألف دينار، بعد ترشيدنا في استهلاك الكهرباء، فهل هذه الأرقام “تكسر الظهر”؟
قلت لا.. لكن هذه الأرقام غير معقولة.. فأجاب زميلي بل انها صحيحة جداً، فإن مشكلتنا أن أغلب المواطنين لا يدفعون أجور قوائم الكهرباء لسنين طويلة، وحينما منحت وزارة الكهرباء استثمار الكهرباء من قبل القطاع الخاص “كبت العيطة”. وأضاف.. لو يفكر المواطن قليلاً فإنه سيتمنى أن تطبق وزارة الكهرباء تجربتها الاستثمارية اليوم قبل الغد.
وللتوضيح أكثر نقول.. إن أية عائلة تدفع لصاحب المولدة مشكورة مبلغ نحو 250 ألف دينار إذا ما سحبت 10 أمبيرات ومن الخط الذهبي، لكن نرى نفس المواطن لا يدفع قائمة الكهرباء حتى لو كان مبلغها 50 ألف دينار، كل شهرين!
هذا التناقض في أسعار الكهرباء هو الذي دفع اغلب المواطنبن الى رفض هذه المبادرة، لكني أسأل أيهما افضل للمواطنين.. أن يدفع 250 ألف دينار لصاحب المولدة أمام كهرباء متذبذبة أم أن يدفع الـ”الخمسين” ألف دينار للدولة مقابل كهرباء مستقرة وجيدة؟
أقول ان وزارة الكهرباء اكدت قبل نحو أسبوعين ان الكهرباء ستكون مستقرة خلال الصيف شرط عدم تجاوز المواطنين على الشبكة الكهربائية!
مرة أخرى.. اكرر ان موضوعي هذا ليست دفاعا عن الكهرباء، لكنها الحقيقة، لذا فاني ادعو الى ان تنجح تجربة وزارة الكهرباء على الأقل في بعض المحلات، ريثما يتم نشر كل التجربة في كل الاحياء السكنية.
فهل سيؤيدني زملائي بما طرحت أم زملاء المهنة الآخرون سيتهمونني بأني متقلب في آرائي؟
نقلا عن المشرق