جاء في الحديث القدسي:( أنا عند حسن ظن العبد بي، إن خيراً فخير وإن شراً فشرّ).
عن الإمام الصادق عليه السلام:(الطيرة على ما تجعلها أنت، فإن هونتها تهونت، وإن شددتها تشددت، وإن لم تجعلها شيئاً لم تكن شيئاً).
يقول علماء الاخلاق:إن من مصاديق أو معلولات حسن الظن:(التفاؤل)، وسوء الظن:(التشاؤم)، وكما يصيب هذان الأمران الفرد، كذلك الجماعة تصاب بهما.
التشاؤم، والتفاؤل، يأتيان كأثر للواقع الخارجي، أو فعل الإنسان نفسه،وبأستطاعة الإنسان، والمجتمع تغير الأمور نحو الإيجاب، أو السلب، لذلك يقول الفقهاء في رسائلهم العملية:(كفّارة التطير، التوكل على الله).
بعض علماء الأجتماع، يرى أن السنن الإلاهية التي لا تتبدل ولا تتحول، أو القانون الجمعي،عندما يصاب المجتمع بالبلاء، أو عذاب، كتسايط حاكم جائر، أو زالازل أرضية، وغيرها، هو يأتي نتيجة إنحراف المجتمع، حسب قانون الأسباب والمسببات، الذي وضعه سبحانه وتعالى في الكون، يعني: اليزرع شوك يطلع شوك، واليزرع ورد يطلع ورد!.
هذا البلاء لا يختص بالمتسببين فقط، بل هو يعم الجميع، حتى الأنسان الكامل، وفق منظور الآية الكريمة: (وأتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة)، لكنّ البلاء مناط تغييره، بيد الشعوب والمجتمعات، متى ما المجتمع صحح إنحرافه، حسب منطق الآية الكريمة:(إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).
في طبيعة الحال، سيوّلد هذا البلاء ـ خاصة إذا طال ـ شعوراً بالتشاؤم، واليأس، والإحباط، لدى الشعوب، مما يؤدي إلى التراخي، وعدم التفاؤل، والسعي لتغيير الواقع الخارجي، نتيجة لسوء الظنّ.
العراقيون من الشعوب التي أصابها مرض التشاؤم من الحكومات، كنتيجة لما رأوه من ظلم، وحرمان، وبؤس على أيدي حكام الجور والظلم، بل هذا المرض أصاب بعض القادة السياسيين، الذين يرجى منهم الخير لهذا البلد، حقيقة العراق محتاج إلى ثورة إصلاحية كبرى، تبدأ من المجتمع نفسه!.
لابد للشعوب أن تترك هذا التشاؤم، الذي يجر الملل والكسل، والقعود عن التغيير، وتبدلهُ بالتفاؤل، الذي هو الحركة والفعل نحو الأفضل، يقول نبينا عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام:(ليس منّا من تطيّر ولا من تطير له)، وعن علي عليه السلام:(تفاءل بالخير تنجح)، وفي المثل الشعبي( تفاءلوا بالخير تجدوه).