18 نوفمبر، 2024 12:47 ص
Search
Close this search box.

الكوليرا ارهاب يخترق المسامات..

الكوليرا ارهاب يخترق المسامات..

ارهاب جديد من نوعه يجتاح المناطق التي توسدها النازحين العراقيين، هرباً من فزع القتل والظلم الداعشي المتوحش الذي طال ارواحهم وديارهم فاضطروا للجوء الى مخيمات تفتقد اي وسائل العيش البيئية والصحية حتى جوبهوا بوحشية الاهمال الحكومي والدولي والذي كان نتيجته المرض الذي لا يعرف كبيرا ولا صغيرا فبات ينزع الانفاس منهم  بمخالب من نار وبقسوة وباء يفترض ننا وضعناه خلف ظهورنا..

او الكوليرا وباء قاتل ومعد يسبب الإسهال الشديد, ويصاب المرء به إثر تناول غذاء أو ماء ملوث، ويمكن أن يفتك المرض بالأرواح في ظرف ساعات من الإصابة به جراء الجفاف والفشل الكلوي.

وتعزى الاسباب الرئيسية لتفشي هذا المرض هو استهلاك مياه غير صالحة للشرب نتيجة الاهمال البنيوي والبيئي والصحي الذي يؤدي بدوره الى اعاقة تطوير البنى التحتية المتهالكة بشكل منقطع النظير  جراء الحروب والدمار المستمران, ورغم مليارات الدولارات التي صرفت عليها، الا ان أحياء كثيرة في المدن العراقية لاتزال بلا شبكات صرف صحي كذلك  افتقارها إلى محطات تحلية المياه , مسببا تفشي المرض في انحاء متفرقة ومنها منطقة ابي غريب التي تقع غربي بغداد.

مأساة حقيقية ومؤلمة في عصر يفترض انه متحضر ويعي حجم المخاطر خاصة مع انتشار وسائل التثقيف الصحي والبيئي في كافة انحاء العالم، ان من يتحمل نتائج هذه الكارثة حكومة المالكي السابقة اللاهثة سعيا وراء الاطماع  الشخصية واحتكار اموال الشعب البائس المسكين , ناهيك عن اهمال وزارة الصحة التي لم تولي الواقع  الصحي المزري للنازحين اهتماماً كافياً من خلال توفير الرعاية الصحية لهم حتى بات مرض الكوليرا سببا جديدا لموت العراقيين الى جانب اعتداءات تنظيم داعش والسيارات المفخخة وتنظيمات طائفية اخرى متشددة.

وهذا ما دفع السطات العراقية ونواب في البرلمان الى اتخاذ إجراءات احترازية كاملة , واعلان حالة الطوارئ القصوى في العراق داعية الى توفير مياه صالحة للشرب بشكل عاجل في منطقة أبو غريب, وتوزيع حبوب تعقيم المياه على المواطنين, كذلك أمر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بأجراء اختبارات يومية على المياه وتركيب محطات اضافية لتحلية المياه وتدابير اخرى لاحتواء تفشي هذاالوباء الذي أودى بحياة  البعض في ضواحي بغداد الغربية.

مما لا يقبل الشك ان الوضع الصحي والمعيشي  للبلد يفوق بأهميته الوضع الامني حيث لا يمكن السيطرة والتغلب عليه اذا ما داهم ارهاب المرض بيئة معينة لذلك يجب الشروع بقوانين مهمة تنظر في توفير الخدمات الصحية والمعيشية بصورة جدية تتوافق مع مطاليب لتركيب محطات اضافية لتحلية المياه في أبو غريب وكل المناطق التي تعاني الاهمال.

انها دعوة لانتشال العراق من هاوية الدمار والنهوض به للمستوى الذي نطمح ان يكون عليه, ولا يتحقق كل ذلك اذا لم تكن هناك اصوات صادقة وناطقة باسم كل عراقي شريف يستغيث الامن والامان في زمن جائر اختلطت فيه الاوراق فتآكلت صفحات الحقائق بآفة الظلم والطغيان.

أحدث المقالات